الأمم المتحدة: دمشق تقبل بدخول المساعدات لمضايا

أعلنت الأمم المتحدة موافقة الحكومة السورية على إدخال مساعدات لثلاث بلدات سورية، بينها مضايا المحاصرة في ريف دمشق، لكن أي إجراءات تنفيذية لم تبدأ بعد لإيصال المساعدات لعشرات الألوف من السكان المحاصرين.

وأعلن مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية تلقيه موافقة من الحكومة السورية لإدخال المساعدات الإنسانية إلى ثلاث بلدات سورية، بينها مضايا المحاصرة في ريف دمشق، لكن الإعلان لم يتضمن أي إشارة إلى بدء دخول المساعدات بالفعل.
 
ورحب مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية اليوم الخميس بالموافقة على إدخال مساعدات إنسانية إلى مضايا وبلدتي الفوعة وكفريا المواليتين للنظام، وقال في بيان إن الأمم المتحدة تعمل على تحضير القوافل لانطلاقها في أقرب فرصة.
 
وتفرض قوات النظام السوري مدعومة بمليشيات حزب الله اللبناني حصارا مطبقا على مضايا التي يقطنها 42 ألف شخص، حسب بيان الأمم المتحدة، والمحاصرة منذ نحو سبعة أشهر للضغط على المعارضة المسلحة كي تستسلم، رغم نداءات الاستغاثة والتحذيرات من كارثة إنسانية، ولا سيما مع سوء الأحوال الجوية.
 
وأفادت مصادر طبية بأن قرابة خمسين حالة إغماء بسبب نقص التغذية تصل يوميا إلى المراكز الطبية، في حين بلغ عدد الوفيات 23.
خارطة تظهر المواقع المحاصرة من قبل قوات النظام وحزب الله اللبناني في منطقة الزبداني بريف دمشق (الجزيرة)
خارطة تظهر المواقع المحاصرة من قبل قوات النظام وحزب الله اللبناني في منطقة الزبداني بريف دمشق (الجزيرة)

وكانت الأمم المتحدة ذكرت في وقت سابق اليوم أن السلطات السورية لم تستجب للطلب الأممي بإدخال مساعدات عاجلة رغم تزايد الوفيات.

ونقل مراسل الجزيرة عن مصدر في الأمم المتحدة قوله إن المنظمة الدولية جاهزة لإدخال كل المساعدات الغذائية والإنسانية إلى مضايا، وأضاف أن الإذن المطلوب للقيام بهذه المهمة من قبل النظام السوري لم يصدر بعد، رغم تقديم طلب بهذا الشأن.

ووفق المصدر نفسه، ربط النظام السوري تطبيق باقي بنود اتفاقية الهدنة في الزبداني التي تنص على إدخال المساعدات إلى مضايا والزبداني بإدخال الوقود إلى كفريا والفوعا بريف إدلب.

وسبق أن حذر الائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة السورية من ارتفاع معدل الوفيات بين الأطفال وكبار السنِّ نتيجة الحصار في مضايا والزبداني ومعضمية الشام، محملا المسؤولية للمجتمع الدولي وأصدقاء الشعب السوري، وفق تعبيره.

ودعا الائتلاف الأمم المتحدة إلى تصنيف الوضع بالكارثة الإنسانية وإقرار تدخل دولي إنساني عاجل وتقديم المساعدات عبر الجو.

وقال سفير الائتلاف في الولايات المتحدة نجيب الغضبان إن حجم المأساة مروع، وقد بدأنا بتحركات منذ عدة أيام على مستويات متعددة، و"حاولنا أن نركز على الأبعاد الإنسانية والمأساة وألا نسيس هذا الموضوع"، ولكن "هذه المؤسسات (مجلس الأمن والأمم المتحدة) الدولية محكومة باعتبارات سياسية، فالجميع يحاول ألا يغضب روسيا".

وأضاف أنهم قالوا للمبعوث الدولي إلى سوريا ستيفان دي ميستورا إنه لا يمكن الحديث عن عملية سياسية قبل أن يرفع الحصار، وهذه كانت من الشروط التي تضمنها القرار 2254 قبل الأخير.

وقد كشفت التسجيلات المروعة عن حجم المأساة التي يعانيها سكان مضايا، ولا سيما بعد العاصفة الثلجية التي فاقمت معاناتهم في ظل غياب مواد التدفئة والغذاء والدواء.

المصدر : الجزيرة + وكالات