اتهامات باعتقال الرجال النازحين من الرمادي

قالت بعض العائلات التي تمكنت من الخروج من منازلها وسط مدينة الرمادي إن القوات الأمنية اعتقلت جميع الرجال والشباب واقتادتهم إلى جهات غير معلومة، بينما وصف مراقبون ما يقع لسكان الرمادي بجريمة حرب.

وقد وجهت اتهامات للسلطات العراقية بأنها خدعت العائلات بالرمادي عندما زعمت أنها ستوفر أماكن آمنة للخروج، وأن أبناءها لن يتعرضوا للاعتقال.

وفي هذا الصدد، ذكرت هيئة علماء المسلمين في بيان أن النازحين فوجئوا بإجراءات حكومية صارمة إذ عزل الرجال والشباب، بينما نقل من تبقى من النساء والأطفال إلى مخيم يفتقر إلى أدنى مقومات العيش بالموازاة مع سوء المعاملة.

جريمة حرب
من جهته، قال مدير المركز الوطني للعدالة محمد الشيخلي "نحن أمام جريمة حرب مركبة والضحية فيها سكان الرمادي المدنيون والعزل من السلاح الذين التزموا بتعليمات القوات الأمنية العراقية بمغادرة المدينة، لكنه تم اعتقالهم وإيداعهم في سجون سرية ولا أحد يعرف مصيرهم".

واعتبر الشيخلي في حديث للجزيرة أن ما تقوم بها القوات الأمنية العراقية "خرق فاضح وواضح" لما ورد في اتفاقية جنيف لعام 1949 التي ألزمت الأطراف المتصارعة في أماكن النزاع بضرورة حماية المدنيين العزل من السلاح وتوفير مناطق آمنة لهم، حسب تعبيره.

وشدد على ضرورة الحاجة إلى مبدأ التدخل الإنساني من قبل المجتمع الدولي في وقت لم تعد فيه الحكومة العراقية موضع ثقة، كما يقول.

ورأى الشيخلي أن الحكومة العراقية لا تحترم المعاهدات والاتفاقيات في صراعها مع التنظيمات الإرهابية، في وقت تدعم فيه القوات غير النظامية وتدفع بهم إلى أن يرتكبوا جرائم ضد الإنسانية.

وأكد أن مجلس الأمن وهو يرى ما يعانيه السكان المدنيون في الرمادي عليه التزامات بموجب ما ورد في ميثاق الأمم المتحدة، حيث ما تقوم به الحكومة العراقية والتنظيمات الأخرى يهدد الأمن والسلم الدوليين، بحسب وصفه.

ودعا الشيخلي المنظمات الدولية إلى أن تتحمل مسؤوليتها تجاه المدنيين في المحافظات الغربية.

وتفيد مصادر أمنية بأن نحو مئتي شخص تم اعتقالهم، فيما قال قائد شرطة الأنبار اللواء هادي إرزيج إن القوات الأمنية اعتقلت عددا ممن تم إجلاؤهم بسبب تعاونهم مع تنظيم الدولة الإسلامية، وذلك بعد التعرف عليهم من خلال لجنة خاصة شكلت لهذا الغرض.

يأتي ذلك في وقت لم تتمكن القوات العراقية من إجلاء سوى ثمانمئة شخص من أهالي الرمادي المحاصرين في خضم الاشتباكات الدائرة هناك مع مسلحي تنظيم الدولة.

المصدر : الجزيرة