المعارضة السورية تتريث وأميركا تطالبها بانتهاز الفرصة

أعلنت الهيئة العليا للمفاوضات بالمعارضة السورية تأجيل قرارها بشأن المشاركة بجنيف إلى اليوم الخميس، بينما حثت واشنطن المعارضة السورية على انتهاز "الفرصة التاريخية" لحضور محادثات جنيف "دون شروط مسبقة".

وقال المنسق العام للهيئة العليا للمفاوضات رياض حجاب إن الجدل الدائر حول الدعوات والشخصيات المشاركة في محادثات جنيف ينبع من الاستجابة لمحاولات النظام وحلفائه عرقلةَ العملية السياسية.  

وأضاف أن ذلك يتمّ عبر التشكيك في مصداقية وفد المعارضة، والإصرار على تصنيفها في خانة الإرهاب، وعبر التدخل في تشكيلة وفدها التفاوضي، مؤكدا أن هذه التصرفات "عراقيل" يضعها النظام وحلفاؤه لإيقاف المسيرة السياسية وتفادي استحقاقات نقل السلطة ووقف القتال.

من جانبه، قال المتحدث باسم الهيئة العليا رياض نعسان آغا للجزيرة إن المعارضة لن تذهب إلى المفاوضات إلا بعد الرد على استيضاحات طلبتها من مبعوث الأمم المتحدة ستيفان دي ميستورا.

كما قال المتحدث باسم الهيئة سالم المسلط للصحفيين في الرياض إن المعارضة ستستأنف بالعاصمة السعودية المباحثات عند الساعة العاشرة من صباح اليوم الخميس (السابعة بتوقيت غرينتش) لاتخاذ قرار بشأن التوجه إلى جنيف، مؤكدا أن أجواء الاجتماعات "إيجابية".

وأضاف "يتوقف ردنا، سواء كان إيجابيا أو سلبيا، على رد السيد دي ميستورا"، موضحا أنهم يتوقعون الرد خلال الليل.

‪ماخوس: مطالب المعارضة ليست شروطا مسبقة‬ (الجزيرة)
‪ماخوس: مطالب المعارضة ليست شروطا مسبقة‬ (الجزيرة)

رفض الضغوط
ومن الرياض، قال سفير الائتلاف السوري في باريس وعضو الهيئة العليا للمفاوضات منذر ماخوس للجزيرة إن وفد المعارضة لن يذهب إلى جنيف في حال كان رد دي ميستورا على المعارضة "غير متناسب مع مشروع الانتقال السياسي والطموحات التي انتفض لأجلها الشعب السوري".

وأوضح ماخوس أن المعارضة تشترط مقدمات بناء الثقة من أجل خلق بيئة مناسبة للوصول إلى حل سياسي، وهي تقوم على ثلاثة ملفات: أولها إنهاء حصار المدن والبلدات والسماح بدخول المساعدات الإنسانية، وثانيها التوقف عن استخدام الأسلحة الثقيلة كالبراميل المتفجرة والصواريخ، خاصة في المناطق المدنية، وأخيرا بدء إطلاق سراح المعتقلين، خاصة النساء والأطفال.

وأضاف عضو الهيئة العليا للمفاوضات أن المجتمع الدولي يقر بأن مطالب المعارضة مشروعة، ولكنه يطالب المعارضة بالذهاب إلى جنيف والتفاوض عليها، موضحا أن المعارضة لن تذهب للتفاوض على "حق الشعب السوري في الحصول على الغذاء والماء والدواء".

وشدد ماخوس على أن المبعوث الأممي أقر بأن مطالب المعارضة "مسائل فوق تفاوضية"، وأنها وردت في قرار مجلس الأمن الأخير، مضيفا أنها "ليست شروطا مسبقة".

وأكد ماخوس أن المعارضة لن تتعرض للابتزاز والضغط من أي طرف، مؤكدا أن النظام السوري غير راغب في عملية سياسية.

في المقابل، قال المتحدث باسم وزارة الخارجية الأميركية مارك تونر إن "أمام فصائل المعارضة فرصة تاريخية للذهاب إلى جنيف واقتراح سبل جادة وعملية لتنفيذ وقف لإطلاق النار، و(إتاحة) وصول المساعدات الإنسانية وغيرها من إجراءات بناء الثقة".

وأضاف "وينبغي أن يفعلوا ذلك دون شروط مسبقة" لكشف الجهة الجادة أو غير الجادة في تحقيق الانتقال السلمي بسوريا.

وردا على سؤال حول تصور الولايات المتحدة بشأن إمكانية تحقيق تقدم في مفاوضات جنيف المرتقبة، أبدى السفير الأميركي السابق في سوريا روبيرت فورد في مقابلة مع الجزيرة عدم تفاؤله بخصوص نتائج تلك المحادثات.

وأشار إلى أنه لا يرى أي سبب للتفاؤل لعدم استعداد الحكومة السورية تقديم تنازلات على مائدة المفاوضات.

موقف موسكو
ومن جنيف، قال مراسل الجزيرة زاور شوج إن القائمة الاستشارية التي قدمتها روسيا ستشارك في المفاوضات، وهي قائمة لأشخاص تقدمهم روسيا على أنهم من معارضة الداخل السوري.

ونقل المراسل عن مصادر في جنيف أنه لن تكون هناك لقاءات خاصة بين وفدي النظام والمعارضة، وأنه لن تكون هناك تغطية إعلامية من الداخل، وأن المفاوضات ستتم عبر دي ميستورا وفريقه الذين سينتقلون بين القاعات لنقل وجهات النظر بعيدا عن وسائل الإعلام.

وكانت مراسلة الجزيرة بجنيف وجد وقفي ذكرت أن المعارضة تنتظر من المبعوث الأممي توضيح ما إذا كان بعض الأشخاص ممن تمت دعوتهم سيشاركون بصفتهم مستشارين أم أصحاب قرار ضمن وفد المعارضة، كما أكدت أن رئيس حزب الاتحاد الديمقراطي الكردي صالح مسلم ليس مدعوا.

ونقل وزير الخارجية الفرنسي لوران فابيوس الأربعاء عن دي ميستورا أن حزب الاتحاد الديمقراطي لن يحضر، وأن هيئة المعارضة التي تشكلت في الرياض ستقود المفاوضات.

ومن جهة أخرى، قال غينادي غاتيلوف نائب وزير الخارجية الروسي إن وزير الخارجية السوري وليد المعلم سيرأس وفد النظام في مباحثات جنيف.

المصدر : الجزيرة + وكالات