السعودية تأمر بالتحقيق في وفاة مئات الحجاج بمنى

مؤتمر صحفي للمتحدث باسم وزارة الداخلية السعودية حول حادثة التدافع عنـد الجمرات فـي مشعـر منـى
المتحدث باسم الداخلية السعودية يشير إلى التقاطع 204 مع 223 (الجزيرة)

ذكرت قناة الإخبارية السعودية أن ولي العهد السعودي الأمير محمد بن نايف بن عبد العزيز أمر بتشكيل لجنة تحقيق عليا في حادثة التدافع في مشعر منى، التي أدت إلى وفاة 717 حاجا وإصابة 863. 

وجاء ذلك عقب ترؤس ولي العهد اجتماعا طارئا للقيادات الأمنية في الحج لبحث أحداث منى.
 
من جانبه، أشار المتحدث باسم وزارة الداخلية السعودية إلى أن ما وصفها بالأسباب الظاهرية للحادث ربما تكون الكثافة والتداخل في الحركة في أحد التقاطعات، فضلا عن ارتفاع درجات الحرارة والإعياء نتيجة الجهد الذي بذله الحجاج بعد النفرة من عرفات إلى مزدلفة.

وقال المتحدث اللواء منصور التركي إنهم ينتظرون نتائج التحقيق التي ستجريها اللجنة المكلفة بذلك من قبل ولي العهد.

وفي معرض رده على سؤال في مؤتمر صحفي، قال التركي إنه لا مجال للربط بين الحادث وبين مرور أي مواكب رسمية. 

بدوره، أكد وزير الصحة السعودي أن التدافع وقع بسبب عدم الالتزام بقواعد السير والمسارات الخاصة بذلك، وبالوقت المخصص لرمي الجمرات.

وأضاف الوزير للإخبارية السعودية أن تحقيقات معمقة جارية حاليا للتحقق أكثر من أسباب الحادث. 

تفاصيل
وكان المتحدث الرسمي للمديرية العامة للدفاع المدني قد صرح بأنه أثناء توجه حجاج بيت الله الحرام إلى منشأة الجمرات لرمي جمرة العقبة صباح اليوم، حدث ارتفاع مفاجئ في كثافة الحجاج المتجهين إلى الجمرات.

ووقع ذلك في الشارع رقم 204 الذي يتقاطع مع شارع 223 في منى، الأمر الذي أدى إلى تزاحم وتدافع بين الحجاج وسقوط أعداد كبيرة منهم في الموقع.

وأضاف أن رجال الأمن وهيئة الهلال الأحمر السعودي بادروا على الفور بمنع حركة المشاة  باتجاه موقع التدافع، وبإسعاف الحجاج وإنقاذ المحتجزين منهم.

وكان حادث تدافع كبير قد وقع في منطقة الجمرات عام 2006 مما أدى إلى وفاة نحو 360 حاجا، وقامت السلطات السعودية إثر ذلك بإطلاق مشروع جسر الجمرات لتسهيل حركة الحجاج.

ويتكون الجسر من أربعة طوابق، ويبلغ طوله 950 مترا وعرضه 80 مترا. ووفقا لمواصفات المشروع فإن أساساته قادرة على تحمل 12 طابقا وخمسة ملايين حاج في المستقبل إذا دعت الحاجة لذلك.

استكمال المناسك
ويواصل نحو مليوني حاج التوافد إلى مشعر منى في يوم النحر (العاشر من ذي الحجة) لرمي جمرة العقبة (الجمرة الكبرى) بسبع حصيات، ويتوجهون بعد ذلك إلى مكة المكرمة لأداء طواف الإفاضة فيتحللون من إحرامهم، ثم يعودون إلى منى لقضاء أيام التشريق ورمي الجمرات الثلاث.

وكان ضيوف الرحمن قد باتوا ليلتهم في مزدلفة بعد أن أدوا ركن الحج الأعظم أمس الأربعاء حين وقفوا في جبل عرفات.

وفي مكة المكرمة أقيمت صلاة عيد الأضحى في المسجد الحرام، حيث ذكّر إمام الحرم الشيخ خالد الغامدي في خطبته الحجاج بما وعدهم به الله تعالى من أجر كبير ومغفرة بعد أدائهم ركن الحج الأعظم.

وتطرق الخطيب إلى حال الأمة الإسلامية، قائلا "الأمة تمر اليوم بفترة استثنائية عجيبة ومؤلمة مليئة بظلم الأعداء وتسلطهم وتكالبهم على هذه الأمة".

كما أشار إلى ما يتعرض له المسجد الأقصى، قائلا "ما نراه ونسمعه في بيت المقدس وما يحصل من اعتداءات وانتهاكات لحرمة المسجد الأقصى من قبل المحتلين، وما يحصل في غيره من بلاد المسلمين؛ يدمي القلب ويذوب له الفؤاد كمدا".

المصدر : الجزيرة + وكالات