الاحتلال يغادر الأقصى ويخلف أضرارا وإصابات
وتسببت الاقتحامات بإحداث أضرار في المسجد، وأسفرت عن اعتقال وإصابة العشرات من المصلين الفلسطينيين المرابطين في الأقصى.
وباشر المصلون والقائمون على المسجد الأقصى بتنظيف الجامع القبلي من مخلفات الاقتحامات التي تسببت بإحداث أضرار في المسجد، واستخدمت فيها قوات الاحتلال قنابل الصوت والغاز والأعيرة المطاطية ضد المصلين.
واقتحم نحو 500 مستوطن باحات الحرم القدسي الشريف منذ ساعات الصباح الأولى لهذا اليوم، تحت حراسة قوات الاحتلال الإسرائيلي.
كما اقتحمت قوات كبيرة من الوحدات الخاصة والقناصة صباح اليوم المسجد الأقصى من جهة باب المغاربة، وحاصرت المصلى القبلي المسقوف، وحاصرت المعتكفين واعتقلت عددا منهم، وأغلقت أبواب الحرم ومنعت المصلين وطلاب المدارس من الدخول.
ويأتي اقتحام قوات الاحتلال الأقصى لليوم الثاني على التوالي بهدف تأمين اقتحامات المستوطنين بمناسبة السنة العبرية الجديدة التي تبدأ اليوم.
وفي السياق تداول ناشطون على شبكة الإنترنت مقطعا مصورا، يظهر اعتداء مستوطنين وأحد جنود الاحتلال الإسرائيلي على سيدة فلسطينية أمس الأحد في مدينة القدس المحتلة.
ردود الأفعال
وفي إطار ردود الأفعال حذر ملك الأردن عبد الله الثاني من أن أي "استفزاز جديد" في القدس، سيؤثر على العلاقات بين الأردن وإسرائيل.
وقال أثناء استقباله في عمان اليوم الاثنين رئيس الوزراء البريطاني ديفد كاميرون إن "الأردن لن يكون أمامه خيار سوى اتخاذ إجراءات"، مشيرا إلى أن الأردن حصل على تأكيدات من الجانب الإسرائيلي في السابق "أن هذه الأمور لن تحدث، ولسوء الحظ نراها تحدث كما حدثت اليوم".
كما أدانت الحكومة الأردنية اقتحام القوات الإسرائيلية المسجد الأقصى، ودعت الحكومة الإسرائيلية إلى "التوقف عن استفزازاتها"، و"منع الاعتداءات على الأماكن المقدسة".
من جهتها اتهمت منظمة التحرير الفلسطينية إسرائيل "بجر العالم إلى حرب دينية"، من خلال اقتحامها المتواصل للمسجد الأقصى، مطالبة "المجتمع الدولي والعالمين العربي والإسلامي، بتحمل مسؤولياتهم والتدخل العاجل للجم العدوان الإسرائيلي المستفز والمتواصل بحق المسجد الأقصى والمقدسات الدينية وأبناء شعبنا الأعزل في القدس".
أما وزارة الخارجية الفلسطينية فقد طالبت مجلس الأمن الدولي "بتحمل مسؤولياته تجاه هذا العدوان الإسرائيلي المستمر الذي يهدد الأمن والسلم ليس في فلسطين فحسب، بل وفي المنطقة والعالم، والذي يمثل دعوة مستمرة للحرب الدينية في المنطقة".
كما أعربت المملكة المغربية عن إدانتها الشديدة لاقتحام قوات الاحتلال الإسرائيلي لباحات المسجد الأقصى المبارك المتواصل، والاعتداء على المصلين.
وشجبت المملكة في بيان صحفي الاثنين هذه "الممارسات الاستفزازية التي تمس مشاعر المسلمين عبر العالم"، معتبرة ذلك "خرقا صريحا للقانون الدولي، وانتهاكا صارخا لقرارات الشرعية الدولية، فيما يخص ضمان حرمة أماكن العبادة والمقدسات الدينية في فلسطين المحتلة وعلى رأسها القدس".
بدوره، استنكر الرئيس التركي رجب طيب أردوغان الاقتحامات، واعتبر أن ما حدث "مثير للقلق"، وأعرب في اتصال هاتفي أجراه مع نظيره الفلسطيني محمود عباس عن استنكاره اقتحام الأقصى.
وأكد أن بلاده ستبذل كل ما بوسعها حتى يتخذ المجتمع الدولي موقفا أكثر اهتماما وحساسية إزاء هذه القضية.
وفي تطور لاحق عبرت الخارجية الأميركية عن "القلق الشديد من تزايد العنف، وتصاعد التوترات في الحرم القدسي".