الحكومة اللبنانية تفشل بحل أزمة النفايات

Workers clear the area of clashes between Lebanese activists and riot police 23 August in front of the Lebanese Government Palace, downtown Beirut, Lebanon, 24 August 2015. According to local reports Lebanese citizens gathered to protest the Governments ongoing inability to find a solution to the country's continuing garbage crisis, which has left streets overflowing with garbage, due in large part to graft associated with the awarding of contracts to private companies linked to the Government to operate collections. However, Prime Minister Tammam Salam, has threatened to resign as a result of the 'You Stink' protests, which on their second day 23 August as thousands took to the streets, turned violent.
عمال يقومون بتنظيف منطقة شهدت اشتباكات بين متظاهرين وقوات الأمن بالقرب من السراي الحكومي (الأوروبية)
فشلت الحكومة اللبنانية في إيجاد مخرج لأزمة النفايات المستمرة، والتي دفعت آلاف اللبنانيين للنزول إلى الشارع، إذ ألغت نتائج المناقصة الحكومية لاختيار ست شركات لجمع ومعالجة النفايات، بينما انسحب وزراء من الجلسة احتجاجا على ما أسموه غياب مبدأ الشراكة.

وقال بيان صادر عن الحكومة، بعد جلسة استثنائية دامت نحو خمس ساعات "قرر مجلس الوزراء عدم الموافقة على نتائج المناقصات وتكليف اللجنة الوزارية البحث في البدائل ورفعها الى مجلس الوزراء" على خلفية الكلفة المادية المرتفعة.

وقال وزير الإعلام رمزي جريج، في مؤتمر صحفي أعقب الجلسة الاستثنائية التي عقدتها الحكومة بالسراي الحكومي وسط بيروت لبحث أزمة النفايات ومطالب المظاهرات، إن الحكومة قررت "إلغاء نتائج المناقصة الخاصة بالنفايات".

وأوضح جريج أن السبب في إلغاء المناقصة يعود إلى "ارتفاع عرض الأسعار الذي تقدمت به الشركات الرابحة".

كما قرر الوزراء المعنيون إعادة الملف للجنة الوزارية المعنية لإيجاد حلول بديلة، فضلا عن تقديم مساعدات بقيمة مئة مليون دولار لمنطقة عكار بشمال لبنان، لتأمين أماكن بالمنطقة لنقل النفايات إليها.

قرار ودعم
ونقلت وكالة الأنباء اللبنانية الرسمية عن رئيس الحكومة تمام سلام قوله "اتخذنا قرارا بتقديم هذا الدعم الضروري، وباشرنا فورا اعتماد المشاريع التنموية لتعزيز أوضاع أهلنا في عكار، نستطيع في ظل ذلك أن نتواصل معهم لمساعدتنا على إيجاد حل سريع لموضوع النفايات".

وتأتي هذه التطورات، عقب اتهام ناشطين في المجتمع المدني السلطة السياسية بأنها تتقاسم ملكية الشركات التي فازت في المناقصة الحكومية، ملمحين إلى غياب "الشفافية".

وعقدت حملة "طلعت ريحتكم" مؤتمرا صحفيا أمس الاثنين، أكدت فيه أن "كل المناقصات التي أعلن عنها هي سرقة للمال العام لأن الحكومة تسيطر على أموال البلديات".

ووصف البيان الصادر عن الحركة المناقصات بأنها "صفقة مشبوهة". وأضاف أن "المناقصة وما رست عليه باطلة".

انسحاب واحتجاج
من جهة أخرى، انسحبَ وزراء من جلسة الحكومة اللبنانية التي عقدت اليوم لمتابعة أزمة النفايات. وقال الوزراء المنسحبون إنّ طريقة إدارة الأمور داخل الحكومة لا تُراعي الشراكة، ووصفوا التعامل مع ملف النفايات بالمسرحية.

وذكرت وكالة الصحافة الفرنسية أنه بعد نحو أربع ساعات من انعقاد الجلسة الاستثنائية، انسحب وزراء حزب الله والتيار الوطني الحر الذي يرأسه الزعيم المسيحي ميشال عون وحزب الطاشناق الأرمني وحزب المردة الذي يرأسه النائب سليمان فرنجية احتجاجا على ما وصفوه بـ"مسرحية النفايات".

وقال وزير الخارجية والمغتربين جبران باسيل المنضوي في كتلة عون "انسحبنا من جلسة اليوم لأن هناك مسرحية في موضوع النفايات" بينما قال وزير الصناعة حسين الحاج حسن "نحن انسحبنا أيضا من الجلسة بسبب الانقلاب على الشراكة والتفاهم".

وتضم الحكومة -التي يرأسها تمام سلام ممثلين عن غالبية القوى السياسية- وتتولى بموجب الدستور صلاحيات رئيس الجمهورية في ظل فشل البرلمان بانتخاب رئيس منذ 25 مايو/أيار 2014.

وتشهد جلسات مجلس الوزراء الأخيرة توترا بسبب خلاف حاد بين القوى السياسية على جملة ملفات حياتية سياسية وأمنية، وكيفية تقاسم الحصص بينها.

رفع الجدار
على صعيد مواز، رفعت الحكومة اللبنانية، اليوم الثلاثاء، بقرار من رئيسها تمام سلام، الجدار الإسمنتي الذي كانت قد بنته قبل أقل من 24 ساعة حول مقرها، وسط بيروت، عقب مظاهرات واسعة ضد الفساد وتفاقم أزمة النفايات.

وأصدر سلام تعليماته برفع الجدار فورا، بعد أن حوّله ناشطون لبنانيون إلى "منبر حر" ومنصّة يعبرون من خلالها عما وصفوه "آلام الشعب".

وبدأت الآليات برفع الجدار في ظل تجمهر عشرات النشطاء، الذين واكبوا رفع كل حجر منه بالتصفيق والصيحات المرحبة.

و تٌعدّ أزمة النفايات في بيروت، المحرك الرئيس للاحتجاجات الحالية في العاصمة، حيث دخلت شهرها الثاني في ظل غياب الحلول الجذرية.

وتزايد مخاوف اللبنانيين من إعادة انتشارها في شوارع وأزقة العاصمة، مع اعتماد الدولة حلولا مؤقتة، تقضي بنقل النفايات من الحاويات الكبرى إلى مكبات مؤقتة، تهدد الصحة العامة، وفق مصادر طبية.

المصدر : الجزيرة + وكالات