حملة أزهرية لمواجهة التشيع في مصر

واجهة جامعة الأزهر من الخارج
جامعة الأزهر بالقاهرة في قلب حملة مصرية ضد ما تعتبره نشرا للتشيع في البلاد (الجزيرة)

يقود شيخ الأزهر أحمد الطيب حملة داخل مؤسسة الأزهر بالتوازي مع فعاليات غير رسمية لمواجهة ما سموه "التمدد الشيعي" بمصر، المتمثّل في "إقامة جمعيات ونشاط لدعوة الشباب لاعتناق المذهب الشيعي".

وخصص شيخ الأزهر (إحدى أكبر المؤسسات الدينية السنية في العالم) جزءا من حلقات حديثه اليومي على الفضائية المصرية في شهر رمضان لموضوع الصحابة والتحذير مما وصفه بـ"حملة محمومة" تستهدف الشباب المصري لتحويله عن المذهب السني نحو المذهب الشيعي.

وأرجع الطيب سبب الحملة -التي تقودها المؤسسة الأزهرية ضد الشيعة في مصر– إلى ما وصفه بـ"كثرة الهجوم من التبشير الشيعي الذي تحول إلى تدخل في الدول وإلى قضايا سياسية ثم إلى اقتتال، فهو تحصين للشباب بألا يصدق هذا الكلام".

وقد أطلقت المؤسسة الأزهرية ما يُشبه حملة لمواجهة ما اعتبرته "حملة ممنهجة تستهدف تحويل الشباب عن المذهب السني نحو المذهب الشيعي".

وتتمثل هذه الحملة في توجيه الدعاة والأئمة وتسجيل برامج تلفزيونية، بالتوازي مع التضييق الأمني على المنتسبين للمذهب الشيعي في البلاد.

من جهتها تتبنى الحملات غير الرسمية نشاط ائتلافات وجمعيات إسلامية سنية، على رأسها "ائتلاف الدفاع عن الصحابة وآل البيت" الذي ينظم فعاليات ثقافية، ويقدم تقارير للجهات الرسمية لملاحقة ما قال إنها نشاطات موالية لإيران في مصر.

رفض للتمدد الشيعي
يقول وزير الأوقاف المصري محمد مختار جمعة -على هامش إحدى الفعاليات الدينية لتوعية الشباب بالقاهرة– إن "وزارة الأوقاف لن تسمح بتمدد المذهب الشيعي في مصر، ولن تسمح لأي من العاملين بالوزارة بالسفر إلى إيران".

‪الطيب يحذر من حملة تستهدف الشباب المصري لتحويله عن المذهب السني نحو المذهب الشيعي‬ (غيتي)
‪الطيب يحذر من حملة تستهدف الشباب المصري لتحويله عن المذهب السني نحو المذهب الشيعي‬ (غيتي)

وأشار جمعة إلى "خطورة التمدد الإيراني في المنطقة خاصة مصر"، رافضا التدخل الإيراني في الشؤون العربية، خاصة تصريحات المسؤولين الإيرانيين بشأن القرار السياسي في مصر".

وتعليقا على ما سبق، قال أستاذ الفقه المقارن بجامعة الأزهر أحمد كريمة إن الأزهر يمارس دورا وطنيا من أجل إعلاء مصلحة مصر ضد الطائفيات والصراعات المذهبية، مضيفا أن "طبيعة مصر لا تقبل المذهبيات".

وأكد كريمة أنه "لا توجد مشكلة بين الشيعة العرب والأزهر الشريف، وعلى رأسهم سوريا والعراق ولبنان، حيث حضرت رموز شيعية عربية مؤتمرات للأزهر الشريف والأوقاف نظرا لوجود قواسم مشتركة".

واستدرك "لكنّ الأزهر -وهو محق في ذلك- لديه توجس من الممارسات والدور الإيراني الذي يحوِّل البلاد العربية إلى صراعات سياسية تنتهي بالقتال".

من جهته، قال وليد إسماعيل -المتحدث باسم "ائتلاف الدفاع عن الصحابة وآل البيت"، صاحب الدعوات القضائية لملاحقة المجموعات الشيعية في -إن الائتلاف يقوم بعدة فعاليات لمواجهة "التمدد الشيعي".

وأوضح أن "الخطوة التالية للائتلاف تتمثل في التنسيق مع الجهات الأمنية لملاحقة التحركات الشيعية، بإبلاغ جهاز الأمن بتحركات تلك العناصر من خلال تقارير مستمرة، خاصة في ظل التهديدات الشيعية في المنطقة".

وواجهت المؤسسة الأزهرية عدة انتقادات في الفترة السابقة، ولا سيما من قبل تيارات سلفية، بشأن التعامل مع الملف الشيعي، أو مواجهة ما سموه "التمدد الشيعي" في الداخل المصري.

المصدر : وكالة الأناضول