غارات على إدلب بعد هروب جماعي لجنود النظام

كثف الطيران الحربي السوري، اليوم الثلاثاء، غاراته على مناطق بريف إدلب شمالي البلاد بعد الهزائم التي مُنيت بها القوات النظامية بالمحافظة, وهروب بعضها بصورة جماعية في مواجهة "جيش الفتح" التابع للمعارضة, في حين هاجمت فصائل معارضة أخرى مجموعات تابعة لـ تنظيم الدولة الإسلامية في القنيطرة جنوبي سوريا.

وألقت مروحيات للنظام الحاكم اليوم براميل متفجرة على بلدة سراقب (جنوب شرق مدينة إدلب) مما أسفر عن مقتل ثلاثة أشخاص وإصابة آخرين، وفقا للجان التنسيق المحلية. واستهدفت غارات متزامنة بلدات سرمين والتمانعة والنيرب, في حين تعرضت بلدة الرامي لقصف مدفعي وفق المصدر نفسه.

من جهتها, قالت وكالة الأنباء إن الجيش (النظامي) دمر أثناء عمليات جوية وبرية تجمعات لجيش الفتح في بلدات سرمين والسكرية والتمانعة, وتحدثت عن مقتل عشرات ممن وصفتهم بالإرهابيين.

وسيطر جيش الفتح, المؤلف من فصائل بينها جبهة النصرة وحركة أحرار الشام وجند الأقصى, قبل أيام، على بلدة جسر الشغور الإستراتيجية الواقعة جنوب غرب مدينة إدلب بالقرب من محافظة اللاذقية إثر معارك سيطرت خلالها على معسكرات أبرزها معسكر القرميد.

وكان جيش الفتح سيطر نهاية الشهر الماضي على مدينة إدلب نفسها, كما بدأت قوات المعارضة قبل أيام معركة في سهل الغاب بمحافظة حماة (وسط) سيطرت خلالها على قرى وحواجز. وبتقدمها السريع في إدلب، وكذلك في ريف حماة الغربي, باتت فصائل المعارضة تهدد بصورة أكبر معقل النظام في اللاذقية.

هروب جماعي
وكان مراسل الجزيرة في إدلب صهيب الخليف، أفاد في وقت سابق اليوم، بأنه تم تسجيل حالات هروب جماعي لقوات تابعة للنظام في المعارك التي تشهدها مناطق ريف إدلب. وتظهر صور حصلت عليها الجزيرة استهداف المعارضة المسلحة جنودا وعرباتهم أثناء هروبهم من ميادين القتال.

وقد اضطر مئات من جنود النظام للنزول مشيا على الأقدام في طرق فرعية وبين الحقول، بينما عادت كتائب المعارضة لاستهداف الجنود وهم يسيرون في هروب جماعي.

وتُظهر اللقطات إصابة عدد من الجنود أثناء سيرهم، ولم يتسن التأكد من وقوع قتلى بينهم. وأفاد المراسل بأن الجنود هربوا بسبب تقدم مقاتلي المعارضة. ولا تزال القوات النظامية تسيطر على بلدة أريحا ومواقع أخرى قليلة بريف إدلب.

اقتتال بالقنيطرة
من جهة أخرى، أفاد ناشطون بأن جبهة النصرة وفصائل سورية معارضة أخرى شنت صباح اليوم هجوما على مقرات تابعة لما يسمى "جيش الجهاد" الذي يُعتقد بولائه لتنظيم الدولة الإسلامية في بلدة القحطانية بريف القنيطرة جنوبي سوريا.

وكانت محكمة دار العدل بمحافظة درعا المتاخمة للقنيطرة قد أصدرت قرارا دعت فيه فصائل المعارضة إلى مواجهة ما يُعرف بـ"جيش الجهاد" واتهمت عناصره بنصب كمين لمقاتلين من لواء سيوف الحق، التابع لأحد فصائل المعارضة في درعا، أثناء توجههم إلى خطوط التماس, وقتل قائده -وهو ضابط منشق- وعدد من العناصر الذين كانوا برفقته.

وتقول فصائل المعارضة إنها استعادت منطقة العدنانية من "جيش الجهاد" وقتلت عددا من عناصره. يُذكر أن جيش الجهاد فصيل عسكري معارض أُعلن عن تشكيله مطلع فبراير/شباط الماضي من عدة كتائب مسلحة في حوران والقنيطرة جنوبي سوريا.

وخلال الاقتتال الجاري بالقنيطرة, نفذت القوات النظامية عمليات قصف بالمنطقة. وفي الوقت نفسه, قصفت طائرات سورية مخيم خان الشيخ وزبدين وبلدات أخرى بريف دمشق بالبراميل المتفجرة وفقا لناشطين. وشمل القصف بلدات بريف درعا بينها اليادودة وبصرى الشام, وبلدات أخرى بمحافظات حمص (وسط) وحلب (شمال) ودير الزور (شرق).

المصدر : الجزيرة + وكالات