دير شبيغل: ضابط عراقي سابق وراء صعود تنظيم الدولة

صورة الضابط في مخابرات الجيش العراقي السابق سمير عبد محمد الخليفاوي المعروف باسم مستعار هو حجي بكر كما نشرتها دير شبيغل
صورة الخليفاوي المعروف بالاسم المستعار حجي بكر كما نشرتها دير شبيغل

كشفت مجلة دير شبيغل الألمانية عن أن ضابطا سابقا في مخابرات الجيش العراقي السابق كان العقل المدبر وراء سيطرة تنظيم الدولة الإسلامية على شمال سوريا.

وقالت المجلة إن الضابط سمير عبد محمد الخليفاوي المعروف باسم مستعار هو حجي بكر كان عقيدا سابقا في مخابرات القوات الجوية في عهد الرئيس العراقي الراحل صدام حسين.

وأوضحت أنها استندت في معلوماتها إلى وثائق صاغها حجي بكر وحصلت عليها بعد مفاوضات طويلة مع مقاتلي المعارضة السورية في مدينة حلب، والذين كانوا قد استولوا عليها عندما اضطر التنظيم للتخلي عن مقره هناك أوائل 2014.

وأشارت المجلة -في تقرير نشر مطلع الأسبوع بعنوان "ملفات سرية تكشف هيكل الدولة الإسلامية"-  إلى أن حجي بكر أشرف على خطة محكمة للسيطرة على شمال سوريا باستخدام تقنيات –بينها المراقبة والتجسس والقتل والخطف- تم صقلها في عهد الجهاز الأمني
لصدام.

وجاء في تقرير دير شبيغل الذي كتبه كريستوف رويتر أن "ما وضعه حجي بكر على الورق صفحة بصفحة مع تحديد فقرات بعينها لمسؤوليات فردية لا يقل عن مخطط للاستيلاء"، وتابعت القصة "لم يكن بيان مبايعة لكنه كان خطة تقنية محكمة لدولة مخابرات إسلامية-دولة خلافة تديرها منظمة تشبه وكالة مخابرات ستاسي الداخلية الشهيرة في شرق ألمانيا".

وتصف القصة حجي بكر بأنه شخص "ناقم وعاطل" بعد أن حلت السلطات الأميركية الجيش العراقي بقرار عام 2003. والتقى حجي بكر القائد السابق في تنظيم القاعدة أبو مصعب الزرقاوي، ثم سجن لمدة عامين بين 2006 و2008 في السجون الأميركية وخصوصا سجن أبو غريب.

وفي عام 2010، خطط "هذا المخطط الإستراتيجي المهم" كما تصفه دير شبيغل مع مجموعة من الضباط العراقيين السابقين لتعيين أبو بكر البغدادي على رأس تنظيم الدولة من أجل إعطاء بعد ديني للتنظيم.

وتضيف المجلة أنه بعدها بعامين، سافر حجي بكر إلى شمال سوريا للإشراف على خطته واختار البدء فيها بمجموعة من المقاتلين الأجانب، بينهم مقاتلون يفتقرون للخبرة من السعودية وتونس وأوروبا إلى جانب مقاتلين مخضرمين من الشيشان وأوزبكستان.

ويصف الصحفي العراقي هشام الهاشمي -الذي خدم أحد أقربائه مع حجي بكر- الضابط السابق بأنه كان قوميا وليس إسلاميا، وقد استعمل الدين كغاية تبرر الوسيلة". وأضافت "كان حاد الذكاء وحازما وبارعا في الرياضيات".

وتجادل قصة دير شبيغل بأن السر وراء نجاح تنظيم الدولة هو جمعه بين المتضادين: المعتقدات المتطرفة لمجموعة من ناحية والحسابات الإستراتيجية لمجموعة أخرى بقيادة حجي بكر.

وأفادت أنباء بأن حجي بكر قتل على ما يبدو في معركة مسلحة مع الجيش السوري الحر في تل رفعت بشمال سوريا في يناير/كانون الثاني 2014، لكنه قبل ذلك كان قد ساعد في تأمين مساحات شاسعة من سوريا عززت بدورها وضع التنظيم في العراق.

المصدر : وكالات