تسريب يكشف تدخلا مصريا في الشأن الليبي

بثت قناة "ليبيا بانوراما" الخميس تسريبا صوتيا منسوبا لمدير مكتب الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي عندما كان وزيرا للدفاع، يكشف عن تعاون سري بين القاهرة وشخصيات سياسية ليبية للانقلاب على المؤتمر الوطني العام (البرلمان) العام الماضي.

وتضمن التسجيل الذي يعود إلى ما قبل فبراير/شباط 2014, محادثة هاتفية يكشف فيها اللواء عباس كامل مدير مكتب السيسي عن اتصالات سرية بين القاهرة وشخصيات ليبية، على رأسها أحمد قذاف الدم المنسق السابق للعلاقات المصرية الليبية, ورئيس الوزراء الليبي الأسبق علي زيدان.

وركزت المحادثة على استثمار الحراك المناهض للتمديد للمؤتمر الوطني العام الذي بدأ نهاية العام 2013 وتصاعد مطلع العام 2014 من أجل الإطاحة بهذه المؤسسة المنتخبة, والتي كانت مركز السلطة الوحيد في ليبيا.

ونصح اللواء عباس كامل السيسي بأن يلتقي أحمد قذاف الدم باعتباره ملما بالشأن الليبي, واصفا المسؤول الليبي السابق المقيم في القاهرة منذ أربع سنوات بأنه "فرصة" بالنسبة لمصر.

وأضاف كامل أن قذاف الدم مطلع بشكل جيدا على الوضع في ليبيا, وأنه يريد إجراء اتصال مع السيسي قبل مظاهرات مناهضة للمؤتمر الوطني يوم 7 فبراير/شباط 2014.

يشار إلى أن المؤتمر الوطني واجه في الأشهر الأخيرة احتجاجات من معارضين داخله وخارجه اعتراضا على تمديد ولايته في ذلك التاريخ. وبعد أسبوع من هذا التاريخ أعلن اللواء المتقاعد خليفة حفتر عن "تجميد" عمل المؤتمر الوطني, في حين نفى رئيس الوزراء آنذاك علي زيدان أن يكون هذا الإعلان انقلابا.

وبالإضافة إلى الترتيب للقاء بين أحمد قذاف الدم والسيسي, أشار التسريب الذي أذاعته قناة "ليبيا بانوراما" إلى لقاءات سرية كانت مزمعة لزيدان مع قيادات مصرية في القاهرة. ويتحدث التسريب أيضا عن دور للقيادي المفصول من حركة التحرير الوطني الفلسطيني (فتح) محمد دحلان في ليبيا.

واعتبر المحلل الليبي صلاح البكوش في اتصال مع الجزيرة هذا التسريب المنسوب لمدير مكتب السيسي دليلا إضافيا على "تآمر" النظام المصري الحالي على ليبيا.

من جهته, قال رئيس تحرير أسبوعية "المشهد" المصرية مجدي شندى للجزيرة إن من المريب ظهور تسريب كلما حدثت أزمة، ورأى أن من الطبيعي أن تكون مصر مهتمة بالوضع في جارتها ليبيا.

يشار إلى أنه تم في الأشهر القليلة الماضية تسريب تسجيلات صوتية من مكتب مدير السيسي تضمنت محادثات تتعلق بالأوضاع في مصر عقب الإطاحة بالرئيس محمد مرسي يوم 3 يوليو/تموز 2013, وبالعلاقات بين مصر والدول الخليجية.

المصدر : الجزيرة