الغربيون يخشون صعود تنظيم الدولة بليبيا

فرقاء ليبيا على وشك الاتفاق
مواجهة تنظيم الدولة قد تدفع الأطراف الليبية لاتفاق سياسي (الجزيرة)

تخشى دول غربية من تصاعد نفوذ تنظيم الدولة الاسلامية في ليبيا، وعدّت ذلك تهديدا مباشرا لأوروبا وأفريقيا، لكن هذه الدول تستبعد أي تدخل في ظل الفوضى التي يعرفها البلد.

وتوقع رئيس الحكومة الإيطالية ماتيو رينزي بعد أيام من اعتداءات باريس (13 نوفمبر/تشرين الثاني2015) وتكثيف الضربات الجوية على تنظيم الدولة بسوريا أن تصبح ليبيا "القضية الملحة المقبلة".
 
ووافقه مصدر حكومي فرنسي بتأكيده أن ليبيا التي قال إنها "غارقة في الفوضى والعنف منذ سقوط نظام معمر القذافي في 2011″ تتحول "بشكل واضح إلى نقطة جذب (للجهاديين) مع ازدياد صعوبة الوصول إلى سوريا".

ويشكل تزايد الاعتداءات التي يتبناها تنظيم الدولة -وينفذها شبان تدربوا في ليبيا- المؤشر الأوضح على صعود الجهاديين في المستعمرة الإيطالية سابقا، وأكد الخبير في التيار الإسلامي قادر عبد الرحيم من معهد العلاقات الدولية والإستراتيجية بباريس أن ليبيا هي "البلد الذي يتعرض للتهديد الأكبر، الإرهابيون لا يتحملون فكرة وجود ديمقراطية على بعد عشرات الكيلومترات منهم".

وأضاف أن التنظيم "يثير توترات" في الجنوب بين التبو والطوارق، مما يشكل "برميل بارود" قد يزعزع استقرار المنطقة حتى تشاد والسودان المجاورتين.

اتفاق قبل الدعم
وتشعر أوروبا بالقلق أكثر لأنها أقرب إلى ليبيا، وخوفا من تدفق جديد للمهاجرين القادمين منها، وهو الأمر الذي تعدّه سلاحا سياسيا قويا وخطرا أمنيا؛ حيث تتخوف من استغلال تنظيم الدولة الهجرة لإرسال "جهاديين" إلى جزيرة لامبيدوزا بإيطاليا، التي تبعد أقل من ثلاثمئة كيلومتر عن السواحل الليبية.

ويزداد التخوف الأوروبي في ظل انشغال الفصائل الليبية القادرة على محاربة تنظيم الدولة في الصراع في ما بينها على السلطة، بعدم وصول المفاوضات بينها برعاية أممية إلى حل سياسي لإنهاء ذلك الصراع.

‪قصفت مقاتلات تابعة للواء المتقاعد‬ (الجزيرة-أرشيف)
‪قصفت مقاتلات تابعة للواء المتقاعد‬ (الجزيرة-أرشيف)

وقال وزير الدفاع الفرنسي جان إيف لودريان دون اتفاق سياسي بين الأطراف المتنازعة "ستنتصر داعش في ليبيا"، محذرا من تدفق المقاتلين الجهاديين إلى ليبيا. وأضاف في تصريح لمجلة "جون أفريك" "نرى جهاديين أجانب يصلون إلى منطقة سرت (شمال ليبيا) قد يصبح عددهم أكبر بكثير إذا نجحت عملياتنا في سوريا والعراق في تقليص مساحة الأراضي الخاضعة لسيطرة داعش".

وترهن فرنسا تقديم دعم أمني لليبيا بالتوصل لاتفاق سياسي بين الأحزاب والقوى السياسية الليبية، وتضغط عليها لتحقق ذلك، ونفس الضغط تمارسه إيطاليا والولايات المتحدة، ويرتقب انعقاد مؤتمر دولي حول ليبيا بمشاركة أصحاب القرار الدوليين والإقليميين في 13 ديسمبر/كانون الأول الجاري في روما.

ضربات محددة
وإلى ذلك الحين، تطرح احتمالات قيام دول أوروبية بمكافحة المهربين في المياه الإقليمية الليبية، وشن غارات على مواقع "للجهاديين"، خاصة في جنوب ليبيا. وكشفت باريس أمس أن الطيران الفرنسي يقوم بطلعات استطلاعية فوق تلك المواقع، في حين قتلت الولايات المتحدة العراقي أبو نبيل، الزعيم المحلي لتنظيم الدولة في قصف جوي، وأكدت ذلك في 13 نوفمبر/تشرين الثاني 2015.

غير أن الإدارة الأميركية "لا ترغب في التورط في هذا البلد قبل الانتخابات الرئاسية"، حسب رئيس المركز الأميركي "نورث أفريكا ريسك كونسالتينغ" جوف بارتر، وقال "وجود هيلاري كلينتون في السباق (الانتخابي الرئاسي) سيفعل البيت الأبيض ما بوسعه لتجنب نقل ليبيا إلى واجهة الأحداث".

المصدر : الفرنسية