مشاورات الأطراف اليمنية بسويسرا تختتم اليوم

معضلات مشاورات الأزمة اليمنية في سويسرا
أجواء انعدام الثقة سادت مشاورات الفرقاء اليمنيين بسويسرا (الجزيرة)

تدخل المشاورات السياسية بين الأطراف اليمنية، المنعقدة في سويسرا، ساعاتها الأخيرة، وسط مؤشرات بأنها وصلت لطريق مسدود بسبب الخلافات وانعدام الثقة.

وأفاد مراسل الجزيرة بأن اليوم الأحد سيكون الأخير في المشاورات، ونقل عن مصادر في وفد الحكومة أن جلسات السبت لم تشهد تحقيق تقدم حيث لم يقدم وفد الحوثيين والرئيس المخلوع علي عبد الله صالح أي معلومات عن المعتقلين وفق ما اتفق عليه خلال جلسة اليوم الثاني من المشاورات.

وأضاف المراسل أن وفد الحكومة قدم خطة مكتوبة إلى المبعوث الأممي إسماعيل ولد الشيخ أحمد بشأن آلية تسليم أجهزة الدولة والآليات التي تضمن عودة السلطة الشرعية لممارسة مهامها.

وكان من المفترض أن تستمر أيام المشاورات لمدة سبعة أيام (15-21 ديسمبر/كانون الأول الجاري) لكن الأمم المتحدة التي ترعى اللقاء المباشر الأول بين الأطراق اليمنية منذ اندلاع الحرب قلّصت المدة إلى ستة أيام.

تعنت حوثي
ونقلت وكالة الأناضول، عن مصادر قريبة من المشاورات، أن الأمم المتحدة أخفقت في إقناع الحوثيين بتنفيذ بنود أجندة أعمال المشاورات، وخصوصا فيما يتعلق بفتح الممرات الإنسانية لإدخال المساعدات إلى مدينة تعز، وسط البلاد، وكذا الكشف عن مصير المعتقلين السياسيين والعسكريين، الذين يصل عددهم إلى تسعمئة معتقل.

وطبقا للمصادر نفسها، فقد واصل الحوثيون تعنتهم، ورفضوا إبداء مرونة فيما يخص المعتقلين السياسيين، واشترطوا وقف إطلاق النار بشكل كامل، ورفع الحصار الذي تفرضه القوات البحرية على الموانئ كشرط أساسي لمناقشة بند المعتقلين، وهو ما ترفضه الحكومة لعدم نقل أسلحة جديدة للحوثيين.

وأكدت وكالة رويترز أن الحوثيين رفضوا طلبات بالإفراج عن مسؤولين كبار من بينهم وزير الدفاع محمود الصبيحي، وناصر شقيق الرئيس اليمني عبد ربه منصور هادي.

وكانت الأطراف اليمنية قد اتفقت، اليومين الماضيين، على تشكيل اللجنتين الخاصتين بالتهدئة والإغاثة الإنسانية، لكنها لم تحسم الأمر بشكل نهائي، وذلك قبل يوم من ختام المشاورات.

هدنة نظرية
وبدورها، نقلت وكالة الصحافة الفرنسية عن عضو بالوفد الحكومي أن هناك توافقا "على إنشاء لجنة عسكرية محايدة تكلف بمراقبة وقف إطلاق النار" من أجل فرض احترام الهدنة المعلنة. علما بأن هذه الهدنة التي تزامنت مع بدء المشاورات انهارت الجمعة مع هجوم شنته المقاومة، وصواريخ أطلقها الحوثيون على الأراضي السعودية.

ويتزامن مع التعثر المتواصل للمشاورات السياسية، تصعيد كبير على الأرض، زادت وتيرته منذ دخول قرار وقف إطلاق النار حيز التنفيذ الثلاثاء الماضي.

واندلع النزاع اليمني في سبتمبر/أيلول من العام الماضي حين تقدمت مليشيات الحوثي المدعومة من إيران، ومعها قوات تابعة للرئيس المخلوع باتجاه العاصمة صنعاء ونجحوا في السيطرة عليها، ثم تصاعد النزاع بتدخل تحالف عربي تقوده السعودية لدعم قوات الرئيس هادي والمقاومة، والذي نجح في استعادة مدن رئيسية بينها عدن.

المصدر : الجزيرة + وكالات