مدنيون لحراسة الحواجز في حماة

أحد الحواجز بحماة
حاجز أمني عند أحد شوارع مدينة حماة السورية (الجزيرة)

أصدرت السلطات الحكومية في حماة بوسط سوريا مؤخرا، قرارا يقضي بإلزام منتسبي حزب البعث الحاكم من العاملين في مؤسسات الدولة بالعمل على الحواجز التي أقامها النظام في أنحاء المدينة.

وبموجب هذا القرار الصادر يوم 5 نوفمبر/تشرين الثاني الجاري، يتم استدعاء أربعين موظفا حكوميا من أعضاء حزب البعث ممن هم دون الأربعين من العمر لحراسة الحواجز البالغ عددها أكثر من مئتين، بدلا من عناصر المخابرات وقوات الجيش، وذلك اعتبارا من مطلع العام المقبل.

وأفاد مراسل الجزيرة نت يزن شهداوي بأن القرار يأتي في وقت تتكبد فيه قوات النظام خسائر كبيرة يوما بعد يوم، إثر المعارك المحتدمة مع فصائل المعارضة المسلحة في ريفي حماة وحمص، مما اضطرت معه حكومة دمشق للاستعانة بهؤلاء الموظفين المدنيين كقوات بديلة. 

وقال أحد الموظفين في إحدى مؤسسات الدولة بحماة يُدعى أبو محمد، إن النظام -ممثلاً في مجلس محافظة حماة- أبلغ جميع الدوائر الحكومية ومؤسسات الدولة بالقرار مع حزمة من الإغراءات. 

وأضاف أن من بين الإغراءات المقدمة للراغبين في العمل على حواجز المدينة، أن يقلص دوامهم الرسمي إلى عشرة أيام فقط من كل شهر، على أن تعتبر العشرون يوما المتبقية إجازة عمل. وبالإضافة إلى ذلك سيحصل الموظف المتطوع على 40 ألف ليرة سورية (110 دولارات) علاوة على راتبه الشهري، مع بطاقة أمنية تمنحه صلاحيات الجندي العامل بجيش النظام وبطاقة تسمح له بحمل السلاح. 

وأوضح مصدر من داخل مجلس محافظة حماة -رفض كشف هويته لدواعِ أمنية- أن القرار جاء بطلب من قيادات أمنية رفيعة المستوى في دمشق بغية سد النقص في عدد جنود النظام المقاتلين على جبهات ريف حماة وريف حمص عقب مقتل المئات منهم.

حاجز لشبيحة النظام في حماة (الجزيرة)
حاجز لشبيحة النظام في حماة (الجزيرة)

كما نص القرار على ضرورة مشاركة فئات الشعب في حماية حماة ممن سماها "العصابات الإرهابية"، وضرورة تدريب الموظفين الراغبين في العمل مع النظام عند الحواجز على حمل السلاح والقتال، حتى يتسنى سحب معظم العناصر الأمنية من الحواجز في مدينة حماة وإرسالهم إلى جبهات القتال بريف حماة. 

وكشف المصدر أن رؤساء الحواجز من ضبّاط وصف ضباط سيبقون على رأس عملهم في الإشراف، خوفاً من قيام الموظفين المتطوعين بأي مغامرة عسكرية ضد النظام السوري. 

وأشار الناشط سيف الميداني في مدينة حماة بأن مدراء المؤسسات والدوائر الحكومية بحماة بدؤوا العمل على رفع أسماء الموظفين الراغبين في العمل على الحواجز، ومن ثم إخضاعهم خلال الأيام القليلة القادمة لدورات تدريبية عسكرية. 

وأكدت مصادر للجزيرة نت أن المؤسسات الحكومية في حماة رفعت حتى الآن حوالي ألف اسم لموظفين تطوعوا للعمل في الحواجز الأمنية، غالبيتهم من الطائفة العلوية التي ينتمي إليها الرئيس بشار الأسد

وتابع الميداني القول إن قادة حزب البعث في حماة ظلوا يعقدون اجتماعات يومية طيلة الأسبوع الماضي مع قيادات الفرق والمكاتب الحزبية لتدريبهم على قيادة مجموعات الموظفين، وكيفية إحلالهم محل عناصر الجيش والأمن عند الحواجز. 

وتصاحب هذه الخطوات حملات دعائية واسعة تُبث من خلال القنوات الإعلامية الحكومية ولافتات في شوارع مدينة حماة تحث المواطنين على الانضمام إلى مليشيات النظام (الشبيحة) وقواته لحماية مدينتهم وقراهم من مقاتلي المعارضة.

المصدر : الجزيرة