إدانات عربية ودولية لتفجيري بيروت

أدانت فرنسا والولايات المتحدة والأمم المتحدة وأطراف عربية ومحلية التفجيرين اللذين استهدفا مساء أمس الضاحيةَ الجنوبية لبيروت معقل حزب الله اللبناني، وراح ضحيتهما 43 شخصا وجرح نحو 240، بينما تعهد حزب الله بمواصلة القتال ضد من وصفهم بالإرهابيين، مشيرا إلى أن المعركة طويلة ومستمرة.

فقد أعرب الرئيس الفرنسي فرانسوا هولاند مساء الخميس عن "صدمته" و"سخطه" إثر التفجيرين، ووصفهما بأنهما "عمل دنيء".

وقالت الرئاسة الفرنسية -في بيان- إن هولاند "يقدم تعازيه إلى أسر الضحايا وأقاربهم"، مشددة على أن فرنسا ملتزمة أكثر من أي وقت مضى من أجل السلام في لبنان ووحدته واستقراره.
 
كما أدانت الولايات المتحدة التفجيرين، ووصفتهما بأنهما اعتداءات إرهابية شنيعة.
 
وقال المتحدث باسم مجلس الأمن القومي الأميركي نيد برايس "هذا النوع من الأعمال الإرهابية لا يؤدي إلا إلى تعزيز التزامنا بدعم مؤسسات الدولة اللبنانية، ومن بينها الأجهزة الأمنية لجعل لبنان مستقرا وآمنا وذات سيادة".
 
من جانبه، أعرب الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون عن "حزنه الشديد" مما أسماه "عملا حقيرا"، مؤكدا دعم الأمم المتحدة للمؤسسات اللبنانية والقوات المسلحة وأجهزة الأمن في الجهود التي تبذلها للحفاظ على أمن لبنان وشعبه، كما أعرب عن أمله أن يحال المسؤولون عن التفجيرين إلى القضاء سريعا.

وفي السياق الدولي أيضا، أدان رئيس مجلس الأمن الدولي السفير ماثيو رايكروفو -مندوب بريطانيا الدائم لدى الأمم المتحدة- "القتل الوحشي" الذي وقع في بيروت، مضيفا أن بريطانيا، التي تتولى رئاسة أعمال المجلس حاليا، ستعمل مع شركائها في مجلس الأمن على إصدار بيان يدين ما حدث.

السلطات اللبنانية تتفقد موقع التفجير (رويترز)
السلطات اللبنانية تتفقد موقع التفجير (رويترز)

تنديد عربي
عربيا، أدانت مصر "بأشد العبارات" التفجيرين اللذين استهدفا الضاحية الجنوبية لبيروت، وأكدت وزارة الخارجية -في بيان لها- وقوف مصر إلى جانب لبنان حكومة وشعبا في هذا "الظرف الدقيق"، الذى تسعى فيه قوى "التطرف والإرهاب وأعداء السلام إلى زعزعة أمن واستقرار لبنان"، معربة عن ثقتها في حكمة اللبنانيين وإدراكهم "المكائد" التي تحاك ضد استقرار بلدهم وسلامته.

وفي السياق ذاته، أدان شيخ الأزهر أحمد الطيب -في بيان له- هجوم الضاحية الجنوبية، داعيا "الشعب اللبناني بجميع طوائفه ومكوناته إلى الاصطفاف في وجه المؤامرات التي تستهدف وحدة أرضهم".

كما دعا "القادة والرموز الوطنية والدينية إلى تغليب صوت العقل والحكمة، والنأي بلبنان عن الانجرار إلى أتون الصراعات الإقليمية التي أخذت منحا طائفيا يتهدد مستقبل المنطقة بفعل تدخلات قوى إقليمية ودولية، تسعى لفرض أجنداتها لتفتيت الدول العربية وتقسيمها على أساس مذهبي"، بحسب البيان.

كما نقلت وكالة الأنباء الأردنية (بترا) تأكيد الحكومة على "الوقوف بجانب لبنان وشعبه في كل الظروف والأحوال"، مشيرة إلى أنها "تدين بشدة الأفعال الإجرامية والإرهابية كافة التي تمس أي بلد عربي أيا كان مصدرها".

من جهتها، استنكرت حركة المقاومة الإسلامية (حماس) "الجريمة التي استهدفت حياة المواطنين وأمنهم واستقرارهم"، معلنة تضامنها مع الشعب اللبناني.

تنديد لبناني
محليا، تعهد حزب الله بمواصلة القتال ضد من وصفهم بالإرهابيين، مشيرا إلى أن المعركة طويلة ومستمرة. ونقلت وكالة رويترز عن حسين خليل المعاون السياسي للأمين العام لحزب الله قوله إن "ما جرى اليوم يؤكد أننا نسير على الطريق الصحيح"، وأن معركة الحزب في وجه الإرهاب ليست قصيرة.

أما رئيس الحكومة اللبنانية تمام السلام فقد وصف الهجوم بالعمل "الإجرامي الجبان الذي لا يمكن تبريره بأي منطق وتحت أي عنوان"، داعيا اللبنانيين إلى المزيد من اليقظة والوحدة والتضامن في وجه ما وصفها بمخططات الفتنة التي تريد إيقاع الأذى ببلدنا، وفق تعبيره.

الدفاع المدني اللبناني يعاين موقع التفجير بضاحية بيروت الجنوبية (الأوروبية) 
الدفاع المدني اللبناني يعاين موقع التفجير بضاحية بيروت الجنوبية (الأوروبية) 

كما أكد وزير الداخلية نهاد المشنوق أن الوزارة لن تتوانى عن ملاحقة المجرمين أينما وجدوا، بينما دعا رئيس القوات اللبنانية سمير جعجع الحكومة لعقد اجتماع طارئ واستثنائي لاتخاذ المزيد من التدابير والإجراءات للحفاظ على لبنان.

من جهته، أدان زعيم تيار المستقبل سعد الحريري التفجيرين، وقال إن استهداف المدنيين عمل دنيء وغير مبرر لا تخفف وطأته أي ادعاءات، ورأى أن "قتل الأبرياء جريمة بكل المعايير من برج البراجنة إلى كل مكان"، بحسب تعبيره.

وأدانت الأمانة العامة لتحالف 14 آذار انفجاري الضاحية، ورأت -في بيان تلقت الأناضول نسخة منه- أن "حماية الاستقرار تكون من خلال الانسحاب من الأحداث السورية التي ترتد بوضوح على من تورط فيها"، في إشارة إلى قتال حزب الله إلى جانب النظام السوري بشكل علني منذ 2013.

بدوره، دعا رئيس اللقاء الديمقراطي النيابي اللبناني وليد جنبلاط إلى رصّ الصفوف والترفع عن الخلافات السياسية لقطع الطريق على عودة التفجيرات.

أما الزعيم المسيحي ميشال عون -حليف حزب الله- فقال إن "المرحلة خطرة جدا وهذه التفجيرات هدفها الانتقام ورفع معنويات الإرهابيين بعد هزائمهم في الميدان".

وفي هذا السياق أيضا، أشار إبراهيم كنعان من كتلة التيار الوطني الحر -الحليف لحزب الله- إلى أن "الاستهداف واحد والوجع واحد والمجرم واحد فلنتحد من أجل لبنان".

المصدر : وكالات