تصاعد المواجهات والاحتلال يطلق يد المستوطنين

تصاعدت الأربعاء العمليات الفدائية التي نفذها فلسطينيون ضد إسرائيليين في القدس والضفة، حيث استشهد شاب فلسطيني وأصيبت شابة أخرى، في حين دعت شرطة الاحتلال المستوطنين إلى حمل أسلحتهم الشخصية معهم.
 
وقال مراسل الجزيرة إن شابا فلسطينيا استشهد بنيران شرطة الاحتلال في كريات غات غرب بئر السبع، وقالت الشرطة إنه حاول اختطاف سلاح جندي.

وفي البلدة القديمة بالقدس المحتلة، أصيبت فتاة فلسطينية بجروح بالغة، إذ أطلق مستوطن الرصاص عليها مدعيا أنها حاولت طعنه.

وأصيب إسرائيلي في عملية طعن قرب مجمع تجاري في مدينة "بتيح تيكفا" شرق تل أبيب، وقالت شرطة الاحتلال إنها اعتقلت منفذ العملية.

وأعلنت مخابرات الاحتلال أن منفذ عملية الطعن هذه هو تامر يونس وريدات البالغ من العمر 25 عاما، وهو من بلدة الظاهرية في قضاء الخليل، وقالت إنه دخل إلى إسرائيل دون تصريح عمل.

وأفاد مراسل الجزيرة نت في الضفة الغربية عوض الرجوب، أن مستوطنين رشقوا مساء الأربعاء منازل الفلسطينيين في مدينة الخليل بالحجارة، دون وقوع إصابات.

ونقل عن منسق تجمع  "شباب ضد الاستيطان" في الخليل، قوله إن لجان الحراسة التابعة أحبطت هجوما كان يعد له ما لا يقل عن خمسين من مستوطني البؤرة الاستيطانية في حي تل الرميدة على منازل المواطنين الفلسطينيين.

اعتقالات ومواجهات
كما أطلق جيش الاحتلال النار على فلسطيني حاول دهس مستوطن قرب مستوطنة معاليه أدوميم بالقدس المحتلة، واعتقلت قوات الاحتلال أيضا شابا فلسطينيا على مدخل بلدة الطور في القدس المحتلة، وقالت إنه حاول طعن جندي إسرائيلي.

وفي السياق، اندلعت مواجهات عند حاجز بيت إيل شمال رام الله بين قوات الاحتلال الإسرائيلي وشبان فلسطينيين، واستخدمت قوات الاحتلال الرصاص الحي وقنابل الغاز لتفريق المتظاهرين.

واندلعت المواجهات في أعقاب مسيرة شارك فيها مئات الطلاب من جامعة بير زيت رفضا للانتهاكات الإسرائيلية بحق المسجد الأقصى.

وقالت جمعية الهلال الأحمر الفلسطيني إنها تعاملت حتى الساعة مع نحو 290 مصابا في المواجهات التي شهدتها الضفة الغربية والقدس المحتلة خلال الساعات الـ24 الأخيرة.

وعلى صعيد متصل، نشرت سلطات الاحتلال الإسرائيلي قوائم تشمل صور 56 فتى وطفلا فلسطينيا في مدينة الخليل بالضفة الغربية، معظمهم دون السادسة عشرة، باعتبارهم مطلوبين لقواتها.

ومن جهة أخرى، دعا قائد شرطة مدينة أسدود نوعم شيكل المستوطنين إلى حمل أسلحتهم الشخصية معهم. وجاءت هذه الدعوة خلال جلسة في المجلس البلدي لتقييم الأوضاع الأمنية على خلفية عمليات الطعن التي شهدتها مدينتا بيتح تيكفا وكريات غات.

وقد تقرر في أعقاب الجلسة تعزيز الحراسة في المراكز التجارية والمؤسسات التعليمة، ووضع قوات الشرطة على أهبة الاستعداد.

معاقبة التجار
وفي إطار التحقيقات في عمليات الطعن التي تعرض لها مستوطنون، استدعت شرطة الاحتلال الإسرائيلي صباح الأربعاء عددا من التجار الفلسطينيين في شارع الواد بالبلدة القديمة في القدس المحتلة للتحقيق، وذلك بزعم عدم مساعدتهم للمستوطنين الذين تعرضوا لعملية طعن يوم السبت الماضي في الشارع المذكور.

وأفاد مراسل الجزيرة أن الاحتلال منع بعض أصحاب المحال التجارية المذكورة من افتتاح متاجرهم الأربعاء، كما تفحص الشرطة احتمال إغلاق بعض هذه المحال بأمر إداري.

وقال وزير الأمن الداخلي غلعاد أردان إن الشرطة الإسرائيلية "ستعالج باهتمام بالغ كل من يحرض على الإرهاب والقتل"، وعلى رأسهم الحركة الإسلامية داخل الخط الأخضر.

وفي السياق، طالب رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو من المستشار القانوني لحكومته المصادقة على إغلاق المحال التجارية للفلسطينيين في شارع الواد.

كما عقد نتنياهو اجتماعا مساء الأربعاء مع قيادة الشرطة الإسرائيلية لتقييم الأوضاع الأمنية في القدس، حضره وزير الأمن الداخلي ورئيس لجنة الخارجية والأمن التابعة للكنيست (البرلمان) والقائم بأعمال المفوض العام للشرطة، إضافة الى رئيس بلدية القدس.

وقال نتنياهو خلال الاجتماع إن ما سماه "الإرهاب" يهدف إلى زرع الخوف بين الإسرائيليين، مضيفا أن "المطلوب هو التحلي بالصبر والمناعة القومية".

المصدر : الجزيرة + وكالات