توقعات محدودة من اجتماع فيينا بشأن سوريا

قال دبلوماسيون ومسؤولون غربيون -اليوم الخميس- إن النتائج المتوقعة من الاجتماع المتعدد الأطراف -الذي سيعقد غدا في العاصمة النمساوية فيينا لبحث الأزمة السورية- هي نتائج محدودة قد لا تتعدى اعتبار مجرد عقد اللقاء إنجازا إيجابيا.

واعتبر دبلوماسي غربي رفيع أن مجرد استمرار مشاركة الحاضرين في المؤتمر وتجنب انهيار المفاوضات سيمثل مستوى من النجاح المتواضع.

ونقلت وكالة رويترز عن الدبلوماسي الغربي -الذي اشترط عدم ذكر اسمه- قوله "لا أتوقع الكثير. لكن الأميركيين يبذلون جهدا دبلوماسيا كبيرا في هذا الأمر"، واعتبر أن وزير الخارجية الأميركي جون كيري "متفائل كعادته"، وأنه "كمن يصنع زخما بمجرد التصرف بطريقة إيجابية".

اجتماع رباعي
ونقلت الوكالة نفسها عن دبلوماسي غربي كبير آخر قوله إن "النتيجة المثلى لاجتماع فيينا ستكون وضع خارطة طريق أو وثيقة للتحرك إلى الأمام"، وأضاف "لن تكون لدينا خطة سلام جاهزة للتطبيق (يوم الجمعة)".

ومن جهته قال توني بلينكن -مساعد وزير الخارجية الأميركي- خلال زيارة إلى باريس "لا أعتقد أنه يجب أن نتوقع تقدما كبيرا في المحادثات بفيينا"، مؤكدا أن "هذه خطوة لنرى إذا كنا نستطيع التوصل إلى اتفاق حول شكل عملية الانتقال السياسي".

ويعقد مساء اليوم اجتماع رباعي بين وزراء الخارجية الروسي سيرغي لافروف والأميركي جون كيري والسعودي عادل الجبير والتركي فريدون سينيرلي أوغلو، تمهيدا لاجتماع موسع يضم 18 دولة، ويغيب عنه طرفا الصراع في سوريا.

وقال مسؤولون أميركيون إن من المقرر أن يلتقي وزير الخارجية الأميركي جون كيري في وقت لاحق اليوم الخميس مع نظيره الإيراني محمد جواد ظريف، الذي يحضر للمرة الأولى محادثات رفيعة المستوى بشأن سوريا.

وستكون محادثات فيينا المرة الأولى التي تلتقي فيها إيران والسعودية -اللتان تتبادلان انتقادات حادة بشأن دور كل منهما في الأزمة- على مائدة المفاوضات منذ اندلع الصراع في سوريا في 2011.

اختبار الجدية
وفي وقت سابق اليوم قال توم شانون -المستشار في وزارة الخارجية الأميركية- إن واشنطن تسعى لاختبار مدى التزام روسيا وإيران بمحاربة تنظيم الدولة الإسلامية ومدى استعدادهما للضغط على الرئيس السوري بشار الأسد ليتنحى عن السلطة.

وفي السياق نقلت وسائل إعلام إيرانية عن أمير عبد اللهيان -نائب وزير الخارجية الإيراني- قوله إن بلاده "لا تصر على بقاء الأسد في السلطة للأبد"، في إشارة محتملة لاستعداد طهران للتوصل غلى حل وسط.

ومن بين الدول المتوقع مشاركتها في المباحثات -بالإضافة إلى الولايات المتحدة وروسيا وإيران- المملكة العربية السعودية وتركيا والأردن ومصر والإمارات العربية المتحدة وقطر وألمانيا وبريطانيا وفرنسا وإيطاليا، كما يشارك ممثل عن الاتحاد الأوروبي.

ونقل مراسل الجزيرة عيسى طيبي عن مصدر قريب من المفاوضات قوله إن لقاءات فيينا ستبحث قضايا محددة من بينها الفترة الانتقالية والمدة التي ستستغرقها واعتماد إطار عمل لها وإعادة تفعيل مؤسسات الدولة لتلبية متطلبات الشعب السوري.

من جانبها قالت المتحدثة باسم الخارجية الروسية ماريا زاخاروفا لوكالة رويترز إن الهدف من محادثات فيينا هو إطلاق حوار سياسي.

أما الصين وألمانيا فاتفقتا على ضرورة إيجاد حل سياسي للأزمة السورية. ووفق مصادر إيرانية، فإن وزير الخارجية الروسي سيلتقي اليوم مع نظرائه من إيران ومصر ولبنان والعراق في فيينا قبيل اللقاء الموسع غدا.

المصدر : الجزيرة + وكالات