قياديون بنداء تونس يدعون لحل خلافات الحركة
دعا قياديون في حركة نداء تونس الحاكمة إلى الإسراع في عقد مؤتمر يحسم الخلافات القائمة بين كتلة الأمين العام محسن مرزوق وكتلة حافظ قايد السبسي نائب رئيس الحركة.
وقد تفجرت الأزمة بسبب خلافات قادة الحركة بشأن الجهة المسؤولة عن تسيير الحركة على إثر استقالة السبسي من رئاستها بعد فوزه بالانتخابات الرئاسية.
وتسارعت الأحداث داخل الحركة التي تملك أغلبية نسبية في البرلمان (86 مقعدا من أصل 217)، منبئة بوقوع انقسامات حادة ومعارك طاحنة حول مراكز صنع القرار.
اجتماع وخلافات
وليلة السبت اختتم قياديون من الحركة -بينهم حافظ قايد السبسي- اجتماعا عقدوه في جزيرة جربة (جنوب شرق) للنظر في الخلافات الداخلية، دعوا فيه لانعقاد المؤتمر التأسيسي في ديسمبر/كانون الأول 2015، وتثبيت الهياكل الحالية التي ستنجز لاحقا مؤتمرا انتخابيا، وفقا لما نقلته إذاعة "موازييك أف أم" المحلية.
كما طالب المجتمعون باتخاذ إجراءات تأديبية ضد كل من الوزير المستقيل الأزهر العكرمي وعضو المكتب السياسي عبد المجيد الصحراوي، وذلك بسبب ما أسموه "التصريحات التي أضرت بالحزب ومست أعراض مناضليه"، والتي تحدثت عن "فساد وأموال مشبوهة تحاول السيطرة على الحزب".
وبحسب صحيفة الحياة اللندنية، فإن قيادات في نداء تونس -من بينها حافظ قايد السبسي- اعتبرت أن "هناك أطرافا داخل الحزب تريد السيطرة عليه والتفرد بالقرارات، داعية إلى تشكيل هيئة مستقلة تشرف على المؤتمر التأسيسي الأول للحزب".
تضارب وانقسام
يشار إلى أن الشقّ الذي يقوده نجل الرئيس التونسي يضم عددا من عناصر الحزب ووزراء في حكومة الحبيب الصيد، ورجال أعمال بارزين مقربين من النظام السابق، ويدعم هذا الشق التقارب مع الإسلاميين.
في المقابل يضم الشقّ الآخر الذي يقوده الأمين العام للحزب محسن مرزوق، قياديات يسارية تعرف بمناهضتها لحركة النهضة المشاركة في الائتلاف الحاكم.
وفي تصريحات لإذاعة موزاييك المحلية على هامش اجتماع جربة، قال الوزير المستقيل الأزهر العكرمي، إن اجتماع جربة الذي تعقده قيادات من الحزب هو "تعميق للجرح" وفق تعبيره، مضيفا "لن نكذب على منخرطينا فالحزب بصدد الانقسام".
وأشار العكرمي إلى أن هناك رغبة في الاستفراد بالحزب والسيطرة عليه دون مؤسسات، معتبرا أن حافظ قايد السبسي يريد حلّ المكتب السياسي لعدم حصوله على أغلبية.
يشار إلى أن عددا من المراقبين يرون أن ما تعيشه الحركة كان متوقعا، لأنها "خليط سياسي غير متجانس يشكله يساريون ونقابيون ومستقلون ومسؤولون في النظام السابق".