موجة غارات روسية تؤجج القتال بسوريا

شن الطيران الروسي الأحد موجة غارات جديدة وسّعت نطاق جبهات القتال وسط وشمال سوريا, كما أتاح الغطاء الجوي الروسي للنظام السوري تصعيد المعارك في ريف دمشق ودرعا.

فقد أعلنت وزارة الدفاع الروسية أن طائراتها نفذت ستين غارة على محافظات حماة وحمص (وسط) واللاذقية (غرب) وحلب (شمال) وقالت إنها استهدفت مواقع للمعارضة السورية المسلحة بينها موقع قيادة لـ جيش الفتح في بلدة كفرزيتا (40 كلم شمال مدينة حماة).

وزعمت الوزارة في بيان أن الغارات على كفرزيتا دفعت جيش الفتح إلى ترك مواقعه القتالية, وشتّتت فصائل المعارضة.

وتحدث البيان ذاته عن استهداف شبكة أنفاق لمقاتلي تنظيم الدولة الإسلامية في تلبيسة في ريف حمص الشمالي, في حين أن تلك المدينة تخضع منذ سنوات لفصائل من المعارضة المسلحة.

وشملت الغارات الروسية الأحد أيضا ريف دمشق، في مسعى لمساعدة قوات النظام السوري التي تحاول منذ مدة اجتياح مناطق بالغوطة الشرقية, وكذلك حي جوبر شرقي دمشق. وقال المرصد السوري لحقوق الإنسان إن الطيران الروسي أغار على بلدة التمانعة بريف إدلب الغربي (شمال غربي سوريا).

وفي حين قالت وزارة الدفاع الروسية إن غاراتها أثارت تنازعا على الأرض بين بعض فصائل المعارضة, فقد شهدت الأيام الماضية تقاربا بين عدد من الفصائل وسط وشمال سوريا, واندماج ألوية بريف دمشق ضمن حركة أحرار الشام.

وكانت روسيا بدأت عملياتها الجوية في سوريا في الثلاثين من الشهر الماضي, وتسببت غاراتها حتى الآن في مقتل نحو 150 مدنيا, فضلا عن عدد قليل من مسلحي المعارضة.

موجة غارات
وقال مراسل الجزيرة نت يزن شهداوي إن الطيران الروسي أغار الأحد على بلدات في ريف حمص الشمالي بينها الغنطو وتير معلة وتلبيسة, وكانت هذه البلدات تعرضت الأيام الماضية لقصف مماثل أوقع عشرات القتلى.

وقد أصابت الغارات الروسية الأحد مشفى بالغنطو مما أسفر عن مقتل أربعة مسعفين, كما تعرض مسجد بالبلدة نفسها للقصف فقتل أربعة مدنيين وأصيب آخرون. وأضاف المراسل أن الغارات الروسية على ريف حمص الشمالي تزامنت مع قصف مدفعي وصاروخي من قوات النظام السوري.

ونقل عن القيادي في الجيش الحر أبو خالد أن مسلحي المعارضة قتلوا وجرحوا عشرات من جنود النظام السوري خلال محاولتهم التقدم نحو بلدة تير معلة, مشيرا إلى أن المعارضة احتجزت جثثا لجنود نظاميين, وبادلت اثنتين منها بنساء وأطفال كانوا معتقلين لدى النظام.

كما نقل عن مصادر في فصيل أجناد الشام -المنضوي تحت راية جيش الفتح- أن مقاتلي هذا الفصيل نصبوا كمينا لقوات النظام على جبهة قرية عطشان في ريف حماة الشمالي, وقتلوا وجرحوا عددا من الجنود, كما دمروا عربة محملة بالجنود في محيط قرية تل ملح.

وكانت الغارات الروسية سمحت مؤخرا لقوات النظام المسنودة بمقاتلين من حزب الله وآخرين من جنسيات إيرانية وآسيوية من السيطرة على قرى في ريف حماة الشمالي, وتمكنت المعارضة لاحقا من استعادة بعضها, كما اقتحمت قرية دورين في ريف اللاذقية الشمالي.

وفي ريف حلب الجنوبي، توسعت الأحد رقعة المعارك مع تقدم قوات النظام وحزب الله في مناطق تخضع لسيطرة المعارضة.

وقالت وكالة الأنباء السورية إن الجيش سيطر على قرى الوضيحي والصبيحة والقدارة والحويجة, وقتل عشرات "الإرهابيين" بينما تحدث المرصد السوري لحقوق الإنسان عن معارك تدور في محيط قرية الوضيحي.

وكانت تقارير تحدثت عن تقدم قوات النظام في ريف حلب الشرقي باتجاه مطار كويرس العسكري المحاصر من تنظيم الدولة, وسيطرتها على قرى بينها قرية تل نعام. وفي ريف دمشق، كثفت الطائرات الحربية السورية والروسية غاراتها على مناطق خاضعة للمعارضة, بينها مدينة داريا التي قُصفت اليوم مجددا بـ البراميل المتفجرة.

ويحشد النظام السوري قوات إضافية لمهاجمة معاقل المعارضة بالغوطة الشرقية, والغوطة الغربية التي تضم بلدات بينها داريا. يُشار إلى أن تنظيم جيش الإسلام المنتشر بكثافة بالغوطة الشرقية أعلن عن صد سلسلة من الهجمات التي شنتها قوات النظام تحت غطاء جوي روسي.

وقد قُتل الأحد ثلاثة أشخاص لدى استهداف طائرات النظام أحياء في دوما بالغوطة الشرقية. وفي درعا جنوبي البلاد، قالت المعارضة إنها صدت هجوما للنظام وحزب الله على مدينة بصرى الشام.

المصدر : الجزيرة + وكالات