الحوثي يدعو معارضيه لاجتماع وتفاؤل أممي بالحوار

SANAA, YEMEN - OCTOBER 12: Houthis listen a televised speech by group leader Abdel-Malek al-Houthi featured on a large screen during the celebrations of Shiite Muslims' Eid al-Ghadeer holiday in Sanaa, Yemen on 12 October, 2014. This is the first time for Houthis to hold an elaborate celebration of a Shiite holiday in Sanaa.
عبد الملك الحوثي دعا إلى ما سماه "انتقالا سلميا" للسلطة (غيتي)

دعا زعيم جماعة "أنصار الله" عبد الملك الحوثي ممثلي الشعب اليمني إلى اجتماع موسع الجمعة المقبل بالعاصمة صنعاء لبحث مستقبل البلاد وسبل تأمين ما وصفه بـ"الانتقال السلمي للسلطة على أسس الشراكة"، في حين أكد مبعوث الأمم المتحدة لليمن جمال بن عمر أنه متفائل بتقدم الحوار بين الفرقاء.

وقال الحوثي في خطاب ألقاه الثلاثاء إن الهدف من الاجتماع هو مراجعة الوضع الداخلي على المستوى السياسي والأمني للخروج بمقررات استثنائية وتاريخية.

كما اتهم أطرافا وقوى داخلية لم يسمها بافتعال الأزمات للتحكم والهيمنة على القرار السياسي باليمن. ودعا جميع الأطراف إلى تبني أهداف ما سماه "التحرك الثوري الشعبي الراهن لتحقيق الفائدة للشعب اليمني".

ولم تلق هذه الدعوة ترحيبا من قبل معارضي الحوثيين، إذ جددت الكتلة البرلمانية في محافظات جنوبي اليمن رفضها الذهاب إلى صنعاء لأي اجتماعات أو مشاورات هناك.

وطالبت المجتمع الدولي باتخاذ موقف حازم إزاء ما يجري في اليمن. كما أكدت على ضرورة تماسك الجنوبيين سياسيا وأمنيا خلال هذه الفترة الحرجة -كما وصفتها- من تاريخ البلاد.

وزير يحذر
بدوره، أكد وزير الإدارة المحلية اليمني عبد الرقيب فتح أن لا أحد بإمكانه أن يحكم شعب اليمن بالقوة، مشيرا إلى أن حكومة الكفاءات قدمت استقالتها بعد أن عجزت عن ممارسة مهامها في ظل التدخلات سواء في الوزارات أو في الجانب الأمني من قبل مسلحي جماعة الحوثي.

وحذر فتح -متحدثا للجزيرة من مكان إقامته بعدما فرض عليه الحوثيون الإقامة الجبرية في صنعاء- من أن اليمن ينزلق إلى هاوية الصراعات، داعيا "أنصار الله" (الحوثيين) والقوى السياسية أن يعودوا للحوار وأن يغلبوا مصلحة اليمن واليمنيين فوق مصلحة الأحزاب والجماعات الدينية وغير الدينية.

واستغرب من منطق جماعة الحوثي التي أجابت عليه بأن الإقامة الجبرية جاءت حماية له، متسائلاً عن كيفية فرض الحماية على أي شخص رغما عنه. ودعا الوزير جماعة الحوثيين إلى تأسيس قوة القانون وليس قانون القوة، مشيرا إلى أنهم الآن يمارسون نفس أساليب الحاكم الذي ظلمهم.

بن عمر متفائل
وضمن الجهود الأممية لإنهاء الأزمة السياسية، عبر المبعوث الأممي لليمن جمال بن عمر عن تفاؤله بجدية المشاورات مع المكونات السياسية التي أجرى معها اجتماعا أمس، مشيرا إلى تقدم في الرؤى للخروج من الأزمة.

‪بن عمر: هادي وبحاح وبعض الوزراء محاصرون بمنازلهم من طرف الحوثيين‬  (الأوروبية-أرشيف)
‪بن عمر: هادي وبحاح وبعض الوزراء محاصرون بمنازلهم من طرف الحوثيين‬  (الأوروبية-أرشيف)

وفي اتصال سابق مع الجزيرة، قال بن عمر إن الاجتماعات ستتواصل بشكل يومي، وإنه يتواصل مع عبد الملك الحوثي ومع الرئيس المستقيل عبد ربه منصور هادي وبقية أعضاء اللجنة التي تضم كل الأطراف الموقعة على اتفاق السلم والشراكة.

وأشار بن عمر إلى أنه زار الرئيس المستقيل ورئيس الوزراء المستقيل خالد بحاح ووزير الدفاع وبعض أعضاء الحكومة، مؤكدا أنهم جميعا لا يزالون محاصرين في منازلهم المطوقة من قبل مسلحي جماعة الحوثي.

في السياق، نقلت وكالة الأناضول عن مصدر سياسي يمني أن اجتماع بن عمر انتهى دون التوصل إلى أي اتفاق لحل الأزمة. وأوضح أن المجتمعين اتفقوا على مواصلة النقاش اليوم الأربعاء من أجل بلورة المخرج المناسب من بين المقترحات المقدمة من قبل مختلف الأطراف.

ووفق المصدر ذاته، فإن أبرز المقترحات المقدمة هو تشكيل مجلس رئاسي، وهو الطرح الذي تتبناه جماعة الحوثي، بينما يشترط حزب المؤتمر الشعبي العام -الذي يقوده الرئيس السابق علي عبد الله صالح- عرض استقالة هادي على مجلس النواب (البرلمان) وهو وحده من يقبلها أو يرفضها، وإذا وافق عليها يتولى رئيسه يحيى الراعي، المنتمي لحزب المؤتمر، مهام الرئيس مؤقتا.

المصدر : الجزيرة + وكالة الأناضول