ليون: مفاوضات جنيف آخر فرصة للتسوية في ليبيا

حذر مبعوث الأمم المتحدة إلى ليبيا برناردينو ليون من أن مفاوضات جنيف بين الفرقاء الليبيين قد تكون آخر فرصة للتوصل إلى تسوية سياسية، وسط مخاوف من فشل تلك المفاوضات التي يغيب عنها لاعب أساسي يتمثل في المؤتمر الوطني العام.

وقال ليون في مؤتمر صحفي قبيل انعقاد الجولة الأولى من حوار جنيف أمس والتي تمتد ثلاثة أيام قبل أن تستأنف مجددا الاثنين المقبل، إن من وصفهم بالحكام الجدد في طرابلس أجلوا قرار مشاركتهم حتى يوم الأحد بسبب بواعث قلق بشأن كيفية تنظيم المفاوضات، وهو ما أثار الشكوك حول العملية.

ولكن ليون أكد أن الباب سيظل مفتوحا، معربا عن تفاؤله بنجاح المفاوضات بعد قرار عدد من البلديات "المتحالفة" مع طرابلس المجيء إلى جنيف، غير أنه أقر بأن هذه المفاوضات "ستكون طويلة ومعقدة".

ويشارك في المفاوضات ممثلون للبرلمان الليبي المنحل في طبرق ومقاطعون له. كما يحضر أعضاء عن المؤتمر الليبي العام بشكل غير رسمي ومقاطعون لاجتماعاته في طرابلس.

وتسعى الأمم المتحدة من خلال جولة المفاوضات إلى وقف القتال في ليبيا وإقناع الأطراف الليبية بالاتفاق على حكومة وحدة وطنية ورئيس حكومة جديد يكون محل إجماع، في حين أن موقف الشارع الليبي من الجولة يتأرجح بين مؤيد ومعارض.

غير ملزمة
ورغم إعلان ليون مشاركة كافة الأطراف الليبية في الحوار، فإن قوات "فجر ليبيا" أكدت الأربعاء أن المؤتمر الوطني العام الذي تعتبره "ممثلا للثوار" غير ممثل في حوار جنيف.

وأشارت هذه القوات في بيانها إلى أن أي مخرجات قد تنتج عن هذا الحوار "لا تمثلنا كثوار، وغير ملزمين بها أبدا ما لم نكن مشاركين فيها".

واعتبرت أن غياب المؤتمر الوطني عن المفاوضات يعني الجلوس من طرف واحد، بينما وصفت المؤتمر بأنه الطرف الفاعل على الأرض.

من جانبها قالت مقررة اللجنة السياسية في المؤتمر الوطني العام ماجدة الفلاّح إن الذهاب إلى مفاوضات جنيف يجب أن يتم بموافقة أعضاء المؤتمر عبر التصويت عليه في اجتماع يوم الأحد المقبل.

وفي الوقت الذي تستضيف فيه جنيف جانبا كبيرا من المعنيين بالأزمة، لم يزل المؤتمر الوطني العام متحفظا على المشاركة حيث ينتقد طريقةَ إدارة بعثة الأمم المتحدة لهذه الجولة.

وتمثل مفاوضات جنيف في حقيقتها الجولة الثانية، حيث عقدت مفاوضات أولى بمدينة غدامس الليبية في سبتمبر/أيلول الماضي.

ورغم بعض التفاؤل الأممي فإن مراقبين ودبلوماسيين يرون غير ذلك، فقد رجح خبير الشؤون الليبية محمد الفرجاني لوكالة الصحافة الفرنسية أن الحوار قد يفشل لأن الأمم المتحدة لم تقم باختيار من وصفهم باللاعبين الأساسيين.

واعتبر دبلوماسي في الأمم المتحدة فضل عدم كشف اسمه أن الظرف يثير التشاؤم، وقال "لدينا انطباع بأنها الفرصة الأخيرة، وليس لدى أيّ كان خطة بديلة مقنعة.. هناك احتمال كبير للفشل في جنيف".

المصدر : الجزيرة + وكالات