العاصفة الثلجية تفاقم أزمة السوريين وتحصد ضحايا جددا

ارتفع عدد الوفيات بين الأطفال السوريين جراء البرد والصقيع، في وقت فاقمت فيه العاصفة الثلجية التي تضرب منطقة الشرق الأوسط منذ أسبوع الظروف الإنسانية القاسية التي يعيشها السوريون، في ظل حصار قوات النظام لبعض المناطق وانعدام وقود التدفئة والمواد الغذائية وسوء الأوضاع الصحية.

وفي أحدث الإحصاءات، توفي يوم الاثنين طفلان -أحدهما حديث الولادة- نتيجة البرد الشديد وسوء الأحوال الجوية، وقالت وكالة سمارت المعارضة إن طفلا يبلغ من العمر عشر سنوات توفي فجر الاثنين في قرية الهري بدير الزور شرق البلاد جراء البرد، بينما أشارت الهيئة الطبية في بلدة عرسال اللبنانية إلى وفاة طفل سوري حديث الولادة نتيجة الأحوال الجوية في البلدة.

وأفاد ناشطون سوريون في وقت سابق بوفاة أربعة أطفال سوريين في دوما بريف دمشق، اثنان منهم جراء موجة الصقيع التي تجتاح مخيمات النازحين واللاجئين، مما يرفع عدد الذين لقوا حتفهم بسبب هذه الكارثة إلى ستة خلال يومين.

يأتي ذلك بعد تسجيل وفاة ثلاثة أطفال رضع ومسن في مناطق متفرقة الأحد، بينهم طفلة لم تتجاوز اليومين من عمرها في حي الفردوس جنوب حلب، وأخرى في عامها الأول قضت في حي الحجر الأسود بجنوب دمشق، أما الثالثة فمن بلدة دير العصافير في الغوطة الشرقية.

وفي السياق، وثق المرصد السوري لحقوق الإنسان -ومقره بريطانيا- وفاة 11 شخصا في مناطق خاضعة لسيطرة المعارضة في سوريا بينهم سبعة أطفال خلال أسبوع بسبب البرد الناتج عن العاصفة الثلجية.

وقال المرصد إن عدد الذين توفوا الأحد في سوريا بسبب تدني درجات الحرارة ارتفع إلى ستة، بعد أن كان أفاد عن مقتل طفلة ورجل الأحد. وبين يومي الأربعاء والأحد، كان المرصد أفاد بوفاة خمسة أشخاص آخرين بالسبب ذاته.

وتعاني المناطق الخاضعة لسيطرة مقاتلي المعارضة من نقص كبير في الوقود ووسائل التدفئة والأدوية. كما سجلت حالات وفاة في صفوف اللاجئين السوريين في دول أخرى مجاورة لسوريا حيث يعيش معظم هؤلاء في خيم وفي ظروف مزرية، نتيجة البرد.

 

معاناة جنوب دمشق
ويعيش سكان حي الحجر الأسود في جنوب العاصمة السورية دمشق ظروفا إنسانية قاسية تفاقمها العاصفة الثلجية التي تسببت حتى الآن في وفاة طفلة من سكان الحي نتيجة البرد القارس.

ويشكو المدنيون في الحجر الأسود غياب وقود التدفئة ونفاد المواد الغذائية مع استمرار الحصار الذي تفرضه قوات النظام على الحي منذ أواخر عام 2012. وقد اضطُر كثيرون إلى إحراق ثيابهم وأثاث منازلهم للتدفئة، كما باتوا يعتمدون على الأعشاب طعاما رئيسيا.

وقد تسبب حصار قوات النظام للمنطقة بوفاة قرابة الثمانين شخصا بسبب الجوع ونقص التغذية، حيث منعت قوات النظام إدخال المساعدات والمواد الغذائية إلى الحي، وقطعت التيار الكهربائي إضافة إلى قطع مياه الشرب.

وتعاني آلاف العائلات في الغوطة الشرقية من أوضاع إنسانية صعبة بسبب الأحوال الجوية القاسية التي تمرّ بها المنطقة والحصار الخانق الذي يفرضه النظام عليها.

وفي ما يتعلق بمعاناة السوريين جراء الأحوال الجوية الباردة، اعتصم نازحون في مخيم أطمة بإدلب على الحدود السورية التركية الاثنين مطالبين الائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة السورية والحكومة المؤقتة بإنهاء معاناتهم، في ظل الأحوال الجوية السيئة.

ونقلت وكالة سمارت المعارضة أن النازحين يعانون البرد الشديد وعدم توفر وسائل التدفئة في المخيم، نتيجة العاصفة الثلجية.

وقد وثقت الشبكة السورية لحقوق الإنسان وفاة 27 شخصا نتيجة البرد -بينهم 16 طفلا وثلاث نساء- داخل سوريا وفي مخيمات اللجوء منذ مارس/آذار 2011.

المصدر : الجزيرة + وكالات