قتلى باليمن ودعوات جديدة للتظاهر

أبعاد تحول الجوف إلى نقطة مواجهة
القتال في محافظة الجوف شمالي صنعاء يأتي في ظل انسداد سياسي بعد رفض الحوثيين مبادرة الرئيس (الجزيرة-أرشيف)

سقط قتلى من الحوثيين ومسلحي القبائل اليوم الخميس في اشتباكات بمحافظة الجوف شمالي اليمن، وسط انسداد سياسي بعد رفض جماعة الحوثي مبادرة رئاسية لإنهاء الأزمة القائمة. وفي ظل الأزمة, صدرت دعوات من الطرفين إلى التظاهر.

وأفاد مراسل الجزيرة في اليمن بأن عددا من مقاتلي جماعة الحوثي وعناصر اللجان الشعبية الموالية للحكومة بالإضافة إلى ضابط وجندي من الجيش قتلوا فجر اليوم في اشتباكات بمديرية الغيل بمحافظة الجوف شمالي صنعاء.

وقال مصدر محلي بالمديرية إن القتلى والجرحى من الجانبين سقطوا حين شن مسلحو الحوثي هجوما بمختلف أنواع الأسلحة -بما فيها الدبابات- على موقع الساقية في مديرية الغيل.

ووفقا لمصادر قبلية, فإن الحوثيين سعوا خلال الاشتباكات التي بدأت فجر اليوم بالجوف إلى السيطرة على بلدة فردة نهم (40 كلم شمالي العاصمة صنعاء). وقالت تلك المصادر إن الحوثيين يسعون إلى السيطرة على الطريق الذي يصل صنعاء بمدينة مأرب.

وقتل وأصيب مسلحون من الحوثيين واللجان الشعبية باشتباكات منفصلة في منطقة الحريشاء بمحافظة مأرب شرقي اليمن. وهذه المواجهات هي الأحدث بالنقاط الحدودية بين محافظتي مأرب والجوف, والتي تصاعدت بعد قيام مسلحي الحوثي باستحداث نقطة تفتيش على الطريق العام الذي يربط المحافظتين بالمدخل الشرقي لصنعاء.

وتدور معارك بين الطرفين أيضا بمديرية مجزر التي تتبع إداريا محافظة مأرب وعسكريا محافظة الجوف، وفق ما ذكر العميد محمد العديني لوكالة أنباء الأناضول.

ويقول مراقبون إن الحوثيين يحاولون توسيع نطاق سيطرتهم عسكريا بالقرب من صنعاء بعدما سيطروا قبل أسابيع على مدينة عمران, كما يسعون بالتزامن إلى تحقيق مكاسب سياسية من الاحتجاجات الشعبية التي بدؤوها مؤخرا.

ما يعرف بهيئة الاصطفاف الوطني دعت اليمنيين للتظاهر الجمعة دعما للرئيس (رويترز-أرشيف)
ما يعرف بهيئة الاصطفاف الوطني دعت اليمنيين للتظاهر الجمعة دعما للرئيس (رويترز-أرشيف)

مأزق واحتجاجات
وتفجرت المواجهات في نقاط قريبة من صنعاء في ظل مأزق سياسي إثر رفض جماعة الحوثي مبادرة عرضها الرئيس عبد ربه منصور هادي, تنص على تشكيل حكومة وحدة وطنية, وخفض أسعار مشتقات الوقود بنسبة 12%.

وبعد رفضهم المبادرة, دعت جماعة الحوثي (التي تسمي نفسها جماعة أنصار الله) إلى مزيد من الاحتجاجات بعدما شل أنصارها أمس حركة السير في بعض شوارع صنعاء لعدة ساعات.

وفي هذا الإطار, دعت الجماعة أنصارها إلى ترديد الشعار الرسمي للجماعة "الصرخة" مساء اليوم من أسطح منازلهم أو في أعمالهم أو الشوارع التي يوجدون فيها بأنحاء البلاد.

ويتضمن شعار الصرخة -وفق بيان صحفي صادر عن اللجنة التنظيمية التابعة لجماعة الحوثي- على صفحتها بموقع التواصل الاجتماعي "فيسبوك" عبارات "الله أكبر، الموت لأميركا، الموت لإسرائيل، اللعنة على اليهود، النصر للإسلام".

كما طالبت الجماعة في البيان نفسه أنصارها بترديد شعارات إسقاط الحكومة، وإلغاء قرار رفع الدعم عن المشتقات النفطية.

وفي مقابل هذا التصعيد المستمر من قبل جماعة الحوثي, دعت هيئة رئاسة "الاصطفاف الشعبي لحماية المكتسبات الوطنية" اليمنيين إلى أداء صلاة الجمعة بالميادين والساحات العامة بصنعاء ومختلف مدن البلاد, وتنظيم مظاهرات حاشدة بعد الصلاة تحت شعار "اصطفاف من أجل اليمن" دعما للرئيس والجيش.

ودعت الهيئة باجتماع اليوم إلى تعزيز الوحدة الوطنية, و"تفويت الفرصة على من يسعون إلى الفتنة والاقتتال" في إشارة إلى الحوثيين.

وتظاهر اليوم الآلاف من أبناء مديرية بني الحارث القريبة من مطار صنعاء في مسيرة جماهيرية دعما لما وصفوه بالاصطفاف الوطني, ورفضا لمشاريع العنف والحرب. وكان الرئيس هادي حذر أمس من أن الدولة لن تتهاون بشأن أمن العاصمة, وأنها ستتعامل بحزم مع أي تصعيد.

وأكد هادي أثناء رئاسته جلسة مجلس الوزراء استمرار حكومة الوفاق الوطني بأعمالها إلى حين تشكيل حكومة وحدة وطنية وفقاً لمبادرة تهدف لحل الأزمة مع جماعة الحوثي. وأثارت الاحتجاجات والعمليات القتالية للحوثيين قلقا إقليميا ودوليا, ومخاوف من خروج الوضع باليمن عن السيطرة.

المصدر : الجزيرة + وكالات