ترحيب أممي بضرب "الدولة" في سوريا وتباين دولي

United Nations Secretary-General Ban Ki-moon, left, is joined by President Francois Hollande of France at a news conference on climate change during the Climate Summit at U.N. headquarters, Tuesday, Sept. 23, 2014. (AP Photo/Jason DeCrow)
بان أكد في لقائه مع هولاند أن الهجمات الجوية بسوريا تستهدف متطرفين يمثلون خطرا على السلم الدولي (أسوشيتد برس)

أكدت الأمم المتحدة أن استهداف تنظيم الدولة الإسلامية في سوريا جاء لأنه يشكل خطرا على السلم الدولي، بينما كشفت أنقرة عن استعدادها لتقديم الدعم للحملة الحالية ضد التنظيم، وسط تباين المواقف الدولية بشأن تلك الهجمات.

وأوضح الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون الثلاثاء أن الهجمات الجوية التي تقودها واشنطن ضد تنظيم الدولة في سوريا تستهدف متطرفين يمثلون خطرا عالميا.

وقال بان في مؤتمر صحفي مع الرئيس الفرنسي فرانسوا هولاند على هامش مؤتمر للأمم المتحدة بشأن التغير المناخي، "أذكر أن ضربات اليوم لم تنفذ بناء على طلب مباشر من الحكومة السورية، لكن آخذ بعين الاعتبار أن الحكومة أبلِغت مسبقا".

من جهتها ذكرت الولايات المتحدة في رسالة إلى الأمم المتحدة أن ضرب تنظيم الدولة في سوريا قُرّر لتحييد تهديد التنظيم للعراق والولايات المتحدة وحلفائهما، مبرزة أن البند 51 من الميثاق الأممي الذي يعطي الحق في الدفاع عن النفس ضد هجوم مسلح، يبرر تلك الهجمات.

ونقلت محطة تلفزيون تركية عن الرئيس رجب طيب أردوغان قوله للصحفيين في نيويورك إن أنقرة بإمكانها المساهمة بدعم عسكري أو في مجال الإمداد والتموين لدعم الهجمات الجوية ضد تنظيم الدولة، إلى جانب الدعم السياسي.

وقال وزير الخارجية الأميركي جون كيري عقب اجتماعه مع مسؤولين أتراك في منتدى عالمي لمكافحة الإرهاب الثلاثاء، إن تركيا تعهدت بالمشاركة في التحالف ضد تنظيم الدولة بعد الإفراج عن 49 مواطنا تركيا.

ورحب حزب الاتحاد الديمقراطي -الذي يعد أكبر جماعة سياسية كردية في سوريا- بالهجمات التي تقودها الولايات المتحدة، وقال إنه يريد التنسيق مع التحالف المناهض لتنظيم الدولة.

من جهته أكد رئيس عمليات اللجنة الدولية للصليب الأحمر في الشرق الأدنى والأوسط روبرت مارديني أن اللجنة أجرت مناقشات مع واشنطن "بشأن العملية العسكرية في العراق وذكرنا بالمسؤوليات والقواعد المطبقة"، موضحا أن اللجنة ستراقب التطورات الميدانية عبر خبراء قانونيين.

وتنص معاهدات جنيف على أن تتجنب جميع الأطراف في أي صراع المدنيين، وأن تنفذ عمليات عسكرية متناسبة، وتميز بين الأهداف المدنية والعسكرية.

تباين
وأعرب رئيس الوزراء البريطاني ديفد كاميرون عن دعم بلاده لضرب تنظيم الدولة، بينما انضم الزعيم التاريخي لحزب العمال الكردستاني المعتقل بتركيا عبد الله أوجلان إلى الداعين لمحاربة التنظيم، حيث قال للمحامين الذين يزورونه في سجنه بجزيرة إمرالي شمال غرب تركيا "أدعو كل الشعب الكردي لبدء مقاومة شاملة في إطار هذه الحرب الواسعة النطاق".

كما رحب الائتلاف السوري المعارض الثلاثاء بالضربات الجوية ضد تنظيم الدولة، لكنه حث على مواصلة الضغط على حكومة الرئيس بشار الأسد.

وقال الأمين العام للائتلاف نصر الحريري إنه من المؤسف تجاهل أصوات ملايين السوريين الذين يعانون من "إرهاب الأسد"، مبرزا أن أهل سوريا لن يثقوا بهذه الضربات إن أصرت على تجاهل الأسد ومئات آلاف القتلى والمعتقلين.

من جهته أعلن الأمين العام لحزب الله اللبناني حسن نصر الله أن الحزب يعارض التدخل العسكري الذي تقوده أميركا في سوريا. وقال في كلمة بثتها قناة المنار التلفزيونية التابعة للحزب "عندنا موقف مبدئي.. نحن ضد التدخل العسكري الأميركي وضد التحالف الدولي في سوريا، سواء كان المستهدف هو النظام كما كان سيحصل قبل أكثر من سنة، أو كان المستهدف داعش (تنظيم الدولة) أو غير داعش".

ونددت إيران بانتهاك السيادة السورية بعد الهجمات الجوية ضد تنظيم الدولة، وقال حسن أمير عبد اللهيان نائب وزير خارجيتها في تصريح أوردته وكالة الأنباء الرسمية "إن أي تحرك عسكري في الأراضي السورية بدون الحصول على إذن حكومة هذا البلد وبدون احترام القوانين الدولية، غير مقبول".

كما انتقدت روسيا الضربات الأميركية لمواقع تنظيم الدولة شمال سوريا دون التنسيق مع دمشق، وشدد رئيسها فلاديمير بوتين على ضرورة أن تكون هذه الضربات بموافقة الحكومة السورية.

المصدر : الجزيرة + وكالات