مسلحون يدخلون مبنى بسفارة أميركا بطرابلس

Smoke billows from a petrol depot that has been ablaze four days following clashes between rival militias near the airport in the Libyan capital Tripoli on July 31, 2014. The blaze erupted on July 27 when a rocket fired during clashes between rival militias battling for control of Tripoli international airport struck a tank containing more than six million litres (1.6 million gallons) of fuel. AFP PHOTO / STR
السفارة الأميركية أخلت مبانيها أواخر يوليو/تموز الماضي بعد احتدام المعارك في محيط مطار طرابلس (الفرنسية/غيتي)
دخل مسلحون من "قوات فجر ليبيا" -المكونة في أغلبها من ثوار سابقين من مدينة مصراتة (200 كلم شرق العاصمة)- مبنى ملحقا بالسفارة الأميركية في طرابلس، وقالوا إن غرضهم تأمينه، في حين قالت السفيرة الأميركية ديبورا جونز إن السفارة محمية ولم تتعرض للنهب.

ودخل المسلحون إلى مبنى يبدو من خلال شريط بث على موقع يوتيوب أنه مجمع مساكن تابع للسفارة، التي تم إخلاء مبانيها منذ أواخر يوليو/تموز الماضي بعد احتدام القتال بين المجموعات المسلحة في محيط مطار طرابلس.

ونقلت وكالة الصحافة الفرنسية عن أحد عناصر "قوات فجر ليبيا" الذين دخلوا المبنى قوله "لقد دعونا البعثات الدبلوماسية للعودة إلى طرابلس، وبانتظار ذلك نحن هنا لحماية المكان".

وكانت قوات فجر ليبيا سيطرت يوم 22 أغسطس/آب على مطار طرابلس الواقع جنوب العاصمة قرب مجمع السفارة الأميركية إثر معارك طاحنة مع قوات من مدينة الزنتان الواقعة على بعد 180 كلم غرب العاصمة.

وكانت الولايات المتحدة أجلت يوم 26 يوليو/تموز الماضي كل العاملين في سفارتها في طرابلس إلى خارج ليبيا عبر الأراضي التونسية، بعد أن وصلت المعارك إلى محيط السفارة.

ومن جهتها قالت السفيرة الأميركية في ليبيا ديبورا جونز إن السفارة محمية ولم تتعرض للنهب.

وكتبت السفيرة -التي توجد حاليا في مالطا- في تغريدة على موقع تويتر إنه لا توجد مؤشرات على أن أية أضرار لحقت بالسفارة.

وتشهد ليبيا منذ أسابيع أسوأ أعمال عنف واقتتال منذ الإطاحة بنظام العقيد الراحل معمر القذافي صيف العام 2011.

قتلى ببنغازي
وفي السياق قالت مصادر طبية وعسكرية ليبية في وقت سابق الأحد إن عشرة جنود على الأقل من قوات اللواء المتقاعد خليفة حفتر قتلوا وأصيب 25 في الاشتباكات الدائرة بالمناطق المحيطة بمطار بنينا والقاعدة الجوية الملاصقة له قرب مدينة بنغازي شرقي البلاد.

ونقلت وكالة رويترز عن مصادر عسكرية وسكان قولهم إن صواريخ غراد أصابت المطار المدني في المعارك التي تسعى من خلالها قوات "مجلس شورى ثوار بنغازي" للسيطرة على المطار في عملية بدأتها منذ أيام تحت اسم "عملية تحرير مطار بنينا والقاعدة العسكرية الجوية الملاصقة له" من قوات حفتر.

من جهته، أفاد مراسل الجزيرة في بنغازي نقلا عن مصادر في "مجلس شورى ثوار بنغازي" أن شخصا قتل وأصيب اثنان جراء مواجهات يوم السبت مع قوات حفتر.

ويقود حفتر ما يسمى "الجيش الوطني الليبي" الذي يشن منذ نحو شهر هجوما عسكريا أطلق عليه "عملية الكرامة"، ويقول إن قواته تستهدف مواقع من يسميهم "إرهابيين" في درنة وبنغازي.

وكانت القوات التابعة لحفتر قد تعرضت مؤخرا لانتكاسة إثر سيطرة مقاتلي "مجلس شورى ثوار بنغازي" على معسكراتها بالمدينة، بالإضافة إلى معسكرات تابعة لقوات الصاعقة الخاصة.

ويتهم الثوار الليبيون اللواء حفتر بقيادة ما يعتبرونه "انقلابا" على ثورة 17 فبراير/شباط 2011 التي أطاحت بالقذافي.

انقسام سياسي
سياسيا، قال عمر الحاسي المكلف من المؤتمر الوطني العام المنتهية ولايته بتشكيل حكومة إنقاذ وطني إن التعاون مع المجتمع الدولي سيكون من أولويات حكومته، وبيّن أن تشخيص الأزمات الراهنة في ليبيا سيتم بالتعاون مع المجتمع الدولي للبحث عن وصفة الدواء المناسبة لها، كما أكد أن المصالحة الوطنية وإرساء الأمن وتفعيل القضاء من أولويات حكومته.

وأكّد الحاسي رفضه "الإرهاب والتطرف"، وبيّن أنه ليس مع جماعة أو حزب أو مدينة معينة، بل هدفه "تشكيل حكومة لجميع الليبيين".

وتعرف ليبيا حالة انقسام سياسي بوجود حكومتين ومجلسين تشريعيين، وكان المؤتمر الوطني (الذي يواصل مهامه بطرابلس) قد كلف الاثنين الحاسي برئاسة حكومة إنقاذ وطني "تعالج الفراغ السياسي وتحد من الفوضى الأمنية" المنتشرة بالبلاد.

وفي المقابل، طعن رئيس الحكومة المؤقتة عبد الله الثني في ذلك، قائلا إن الجسم التشريعي الوحيد بالبلاد هو مجلس النواب.

من جهتها، أعلنت قوات "فجر ليبيا" أن اعترافها بمجلس النواب (البرلمان الجديد) وحمايته في أي مدينة مشروطان بالتزامه بتسلم السلطة من المؤتمر الوطني العام وفقا للدستور.

وقال المتحدث باسم هذه القوات علاء الحويك إن اعترافهم بمجلس النواب والتعهد بحمايته بالعاصمة طرابلس أو أي مدينة أخرى يوجد بها مسلحو "فجر ليبيا" مشروطان بالتزام المجلس بتسلم السلطة من المؤتمر الوطني العام وفقا لنص الإعلان الدستوري، مضيفا أنهم سيعملون على تأمين العاصمة ومرافقها الحيوية.

المصدر : الجزيرة + وكالات