رئاسة الأركان الليبية ترفض قرارات النواب في طبرق

أعلن النواب الليبيون المجتمعون في مدينة طبرق شرقي البلاد اختيار العقيد عبد الرزاق الناظوري رئيسا للأركان العامة للجيش، في وقت أكد فيه قادة الجيش التابعون لرئاسة الأركان العامة تمسكهم باللواء ركن عبد السلام جاد الله العبيدي ليبقى في هذا المنصب.

وأعلن قادة الجيش المجتمعون في قاعدة طرابلس الجوية رفضهم القاطع للقرارات التي اتخذها البرلمانيون المجتمعون بمدينة طبرق، معتبرين أن منطقة طبرق العسكرية والوحدات الواقعة في نطاقها أصبحت خارج سيطرة الجيش ورئاسة أركانه.

كما أكد هؤلاء القادة العسكريون -في بيان صادر عنهم الأحد- رفضهم جر المؤسسة العسكرية للدخول في التجاذبات السياسية.

وفي وقت لاحق، نقلت وكالة الصحافة الفرنسية عن مسؤول الإعلام بديوان مجلس النواب محمد التومي قوله إن "المجلس صوت لانتخاب العقيد عبد الرزاق الناظوري رئيسا للأركان العامة للجيش الليبي، ورقاه إلى رتبة لواء". وأوضح أن الناظوري فاز بـ88 صوتا من 124 نائبا حضروا الجلسة يوم الأحد، كما اختار المجلس متحدثا رسميا باسمه من بين النواب.

وكان مجلس النواب قد استجوب في العاشر من الشهر الجاري اللواء العبيدي، وحمله النواب مسؤولية تردي الأوضاع في البلاد وعدم بناء المؤسسة العسكرية، إضافة إلى دعمه للكتائب المسلحة المنضوية شكليا تحت رئاسة الأركان العامة.

وأكد فيه النواب المجتمعون بطبرق دعمهم للجيش الوطني في مواجهة قوات "فجر ليبيا" و"كتيبة أنصار الشريعة" التي اعتبروها جماعات إرهابية خارجة على القانون، وأنها أصبحت هدفا للجيش الليبي.

لكن قادة الجيش المجتمعين بطرابلس أعلنوا رفضهم لما تقوم به القوات التي تسمي نفسها الجيش الوطني والمعروفة بعملية الكرامة ويقودها من وصفوه بالمجرم اللواء المتقاعد خليفة حفتر، وأنذروا من ينتسب إليها بالملاحقة القانونية. 

وقد حصلت هذه التطورات في أعقاب بسط قوات "عملية فجر ليبيا" سيطرتها السبت على مطار طرابلس الدولي إثر معارك طاحنة مع "لواء القعقاع" و"كتيبة الصواعق".

وقد عاد الهدوء مجددا لمحيط مطار طرابلس الدولي إثر سيطرة قوات "عملية فجر ليبيا" على المطار والمعسكرات المحيطة به. جاء ذلك بعد معارك عنيفة امتدت أربعين يوما.

وفي السياق، أفاد مراسل الجزيرة في ليبيا أن حزب العدالة والبناء المنبثق عن جماعة الإخوان المسلمين الليبية عبر عن قلقه من البيان الذي أصدره نواب البرلمان المجتمعون في طبرق والذي اعتبروا فيه قوات "فجر ليبيا" وكتيبة "أنصار الشريعة" جماعات إرهابية خارجة عن الشرعية.

وقال حزب العدالة والبناء إن النواب انحازوا لطرف على حساب آخر، وعمقوا بذلك الانقسام بينهم وبين مكونات شعبية وسياسية عريضة، على حد وصف الحزب.

ووصف مراسل الجزيرة في بنغازي أحمد خليفة البيان الذي صدر عن قادة الجيش المجتمعين بطرابلس بأنه خطير، مشيرا إلى أنه الأول من نوعه بهذه اللهجة الشديدة، ومن جهة شرعية "رئاسة الأركان" المعينة من قبل المؤتمر الوطني العام (البرلمان) المنتهية ولايته.

المصدر : الجزيرة + الفرنسية