نُذر مواجهة بالعراق بعد تعيين العبادي رئيساً للوزراء

afp : Iraqi MP and Dawa party member Haidar al-Abadi - Iraqi Prime Minister Nuri al-Maliki
العبادي (يمين) يزيح المالكي عن رئاسة الوزارة العراقية (الفرنسية)

تلوح في الأفق نُذُر مواجهة سياسية في بغداد إذ بدا نوري المالكي اليوم الثلاثاء عازماً على ألا يجعل شمس سلطته تغرب دون قتال بعد أن وجد خليفته في رئاسة الوزارة قبولاً دولياً.

فقد احتشد السياسيون العراقيون والمجتمع الدولي خلف رئيس الوزراء المكلف حيدر العبادي ويرى البعض أنه قد يكون شخصية قادرة على جمع الصف في بلد يواجه تمرداً تتسع رقعته يوماً بعد يوم.

ويجيء الصراع على السلطة في بغداد متزامناً مع حرب ضروس تدور رحاها بين الجيش النظامي وقوات البشمركة التابعة لإقليم كردستان العراق من جهة ومسلحي تنظيم الدولة الإسلامية في شمالي البلاد وغربيها من جهة أخرى.

ولاحت نُذُر المواجهة أمس الاثنين في أعقاب قرار رئيس الجمهورية فؤاد معصوم باختيار حيدر العبادي -نائب رئيس البرلمان من حزب الدعوة الذي ينتمي له المالكي- رئيساً للوزراء على أن يشكل حكومة جديدة في غضون ثلاثين يوماً.

وينتظر الحكومة الجديدة بعد تشكيلها عمل مضن ليس أقله نزع فتيل الصراعات الطائفية والقضاء على تنظيم الدولة الإسلامية، الذي بسط سيطرته على أجزاء واسعة في شمالي وغربي العراق.

كيري أعرب عن استعداد أميركا لدعم العبادي (غيتي/الفرنسية)
كيري أعرب عن استعداد أميركا لدعم العبادي (غيتي/الفرنسية)

وقد حث وزير الخارجية الأميركي جون كيري بتصريحات أطلقها اليوم الثلاثاء في سيدني الأسترالية التي يزورها حالياً، حيدر العبادي على الإسراع بتشكيل حكومة جامعة مؤكداً استعداد واشنطن على تقديم الدعم اللازم لها لا سيما في حربها ضد تنظيم الدولة الإسلامية.

وسبقت تلك التصريحات بيان للرئيس باراك أوباما وصف فيه تكليف العبادي بالخطوة الواعدة، وحث القادة السياسيين العراقيين على العمل بسلام من خلال العملية السياسية.

غير أن المالكي -الذي ظل يتربع على سدة الحكم طوال السنوات الثماني الماضية- ما لبث أن أعلن رفضه تعيين العبادي بلهجة تنم عن تحدٍ واضح إذ اعتبر ذلك انتهاكاً كبيراً وخطيراً للدستور متهماً في ذات الوقت الولايات المتحدة بوقوفها إلى جانب خرق الدستور.

وقد بدأت الولايات المتحدة تنغمس أكثر فأكثر في القتال الدائر بالعراق ضد تنظيم الدولة الإسلامية الذي بات يهدد إقليم كردستان شبه المستقل.

فقد ذكر مسؤولون أميركيون كبار أمس الاثنين أن أجهزة المخابرات الأميركية تقوم بتسليح الأكراد بشكل مباشر لكي يتمكنوا من مقارعة المسلحين الإسلاميين.

في هذه الأثناء قال قائد عسكري بريطاني سابق إن حكومة بلاده تنتابها "رهبة" من التدخل في العراق قبل الانتخابات العامة المزمع إجراؤها في عموم بريطانيا العام المقبل.

وأضاف الجنرال ريتشارد شيرف -الذي سبق أن شارك في قيادة قوات حلف الناتو– أن بريطانيا تبدو سعيدة بتبني موقف "مصطنع" ينطوي على مبالغة بدلاً من الشروع في عمل حقيقي.

ويرفض رئيس الوزراء البريطاني ديفد كاميرون حتى الآن دعم الولايات المتحدة عسكريا وآثر إلقاء مواد إغاثة فوق جبال سنجار شمالي العراق التي يعتصم فيها الآلاف من أتباع الطائفة اليزيدية الفارين من بطش تنظيم الدولة الإسلامية.

المصدر : أسوشيتد برس + الفرنسية + رويترز