تحذير من سقوط حلب ودعوة لتسليح المعارضة

ددم وخانجي.
ددم (يمين) والخانجي طالبا المجتمع الدولي بتقديم السلاح للمعارضة لمواجهة النظام وتنظيم الدولة (الجزيرة نت)

دانة عيسى العمري-إسطنبول

حذر معارضان سوريان الاثنين من سقوط مدينة حلب بعد التقدم الذي أحرزته القوات النظامية السورية في الجبهة الشمالية الشرقية للمدينة, وطالبا المجتمع الدولي بتقديم السلاح للمعارضة لتمكينها من مواجهة النظام وتنظيم الدولة الإسلامية الذي سيطر على مناطق واسعة في دير الزور شرقي سوريا.

وأبدى رئيس المجلس المحلي لحلب عبد الرحمن ددم وممثل المجلس في الائتلاف الوطني السوري المعارض جلال الدين الخانجي -وهما من أبناء مدينة حلب- في مؤتمر صحفي على هامش اجتماعات الائتلاف في إسطنبول، قلقهما الشديد من تقدم الجيش السوري في أحياء بحلب على حساب الجيش الحر والفصائل الأخرى المعارضة.

وأشار ددم والخانجي إلى أن النظام السوري يمطر حلب يوميا بـ35 برميلا متفجرا بزنة خمسمائة كيلوجرام من المتفجرات موقعا قتلى وجرحى بين المدنيين, وقالا إن ذلك يشكل "ظاهرة فريدة في التاريخ."

وحذر الخانجي من أن النظام يوشك على السيطرة على طريق حندرات (الذي يعرف بأنه طريق الموت) إذ إن ثمانية كيلومترات فقط من هذا الطريق بقيت خارج سيطرة النظام, مؤكدا أن حلب ستحاصر بالكامل في حال سقوط هذا الطريق.

كما حذر الخانجي من أن تنظيم الدولة الذي يسيطر على الريف الشرقي من محافظة حلب يهدد بالتقدم نحو الريف الشمالي للمحافظة، وقال إن جيش النظام تقدم في المنطقة الصناعية في حلب على مرأى ومسمع من مسلحي تنظيم الدولة الذين لم يطلقوا رصاصة واحدة.

يذكر أن القوات النظامية السورية سيطرت قبل أيام على أجزاء كبيرة من المنطقة الصناعية شمال شرقي حلب، مما قد يتيح له قريبا محاصرة الأحياء الخاضعة للمعارضة شرقي المدينة.

الدمار بحلب
وقال الخانجي إن النظام يريد من خلال القصف المكثف بالبراميل سلب الناس حريتهم، بالإضافة إلى قتل الأطفال والنساء, مشيرا إلى أن حلب كانت من أولى المحافظات التي تحررت من النظام، حيث تحرر ريفها وأكثر من نصف المدينة, وانتخب أهلها أكثر من 140 مجلسا محليا.

‪أسامة قاضي: إن من أسباب أزمة حلب حالة التشرذم التي تشهدها المعارضة‬ (الجزيرة نت)
‪أسامة قاضي: إن من أسباب أزمة حلب حالة التشرذم التي تشهدها المعارضة‬ (الجزيرة نت)

وأضاف الخانجي أن البراميل استهدفت الأسبوع الماضي وحده أربع نقاط صحية وبعض المشافي في حلب، مشيرا إلى أن المدينة قدمت بمفردها 23 ألف شهيد موثق منذ بداية الثورة السورية في مارس/آذار 2011, فضلا عن 26 ألف يتيم ومليون ونصف المليون نازح من الأجزاء المحررة.

وتابع الخانجي -المسؤول عن ملف التعليم في حلب لدى الائتلاف- أن عدد طلبة المدارس في حلب تقلص إلى ثلاثين ألف طالب من أربعمائة ألف قبل بدء حملات القصف بالبراميل.

من جهته, اشتكى ددم من أن الجيش النظامي يدمر حلب الفريدة عالميا في تاريخها وتراثها, وقال إن "هناك دولة قاتلة وتنظيما قاتلا وإرهابيا اسمه تنظيم الدولة الإسلامية".

في السياق نفسه، قال رئيس المركز السوري للدراسات السياسية والإستراتيجية أسامة قاضي إن حالة التشرذم وغياب الهيكل المؤسساتي اللذين يعاني منهما جناحا المعارضة السورية المسلحة والسياسية أدت إلى مثل هذه الصورة القاتمة في حلب.  

وتساءل قاضي عن عدم وجود شخص يمكن مساءلته عما يحدث في حلب وغيرها من المدن السورية سواء كان هذا الشخص في الائتلاف أو في الجيش السوري الحر، مع تأكيده عدم وجود مسؤولين عن وضع الخطط المستقبلية الكفيلة بعدم تكرار ما حدث في مدينة القصير بريف حمص قبل 13 شهرا.

وقال قاضي -وهو أحداء أبناء مدينة حلب وناشط في المجال الاقتصادي والسياسي- إن سقوط حلب ممكن في ضوء التخبط الذي تشهده مؤسسات المعارضة العسكرية والسياسية.

المصدر : الجزيرة