تجدد الاشتباكات بطرابلس ودول أوروبية تجلي رعاياها

تجددت الاشتباكات في محيط مطار طرابلس الدولي بالعاصمة الليبية بين لواءي القعقاع والصواعق من جهة، وقوة حفظ أمن واستقرار ليبيا من جهة أخرى، بينما أجلت عدة بلدان من الاتحاد الأوروبي رعاياها إلى تونس.

وقال شهود عيان إن هذه الاشتباكات تعد الأعنف منذ ثلاثة أسابيع، كما تدور اشتباكات في أطراف طريق المطار بين قوات من الصواعق تتحصن في حي الأكواخ وبين كتيبة حي أبو سليم المنضمة إلى قوات حفظ أمن واستقرار ليبيا.

وترددت أصداء انفجارات القذائف المدفعية والمدافع المضادة للطائرات في طرابلس منذ صباح الخميس بعد يوم على موافقة الفصائل على هدنة تسمح لرجال الإطفاء بإخماد حريق اندلع في أحد مخازن الوقود جراء إصابته بصاروخ. 

وقد استشهدت عائلة بكل أفرادها بعد سقوط عدد من الصواريخ على منزلها بمنطقة الزهراء في العاصمة الليبية. وتشهد معظم الشوارع في المدينة عددا من المظاهرات قادمة من عدة مناطق إلى ميدان الشهداء، حيث يطالب المشاركون بوقف القتال والاشتباكات في طريق المطار اللذين سقط ضحيتهما العديد من المدنيين.

من جهة أخرى، ينشط رجال الإطفاء بإخماد الحريق في مستودع تخزين للمحروقات يحتوي على أكثر من تسعين مليون لتر من الوقود، إضافة إلى خزان للغاز المنزلي، وقد توقفوا عن العمل مرارا منذ الأحد الماضي بسبب المعارك.

 وترتفع سحب الدخان الأسود المنبعث من الموقع فوق طريق المطار.

مواطنون يونانيون ينتظرون أمام مقر سفارة بلادهم بطرابلس لإجلائهم من ليبيا (الفرنسية)
مواطنون يونانيون ينتظرون أمام مقر سفارة بلادهم بطرابلس لإجلائهم من ليبيا (الفرنسية)

عمليات إجلاء
وحيال التصعيد، عملت دول عدة على إجلاء رعاياها وطواقمها الدبلوماسية، حيث قرر الاتحاد الأوروبي أن يجلي مؤقتا إلى تونس الطاقم الدولي لبعثته في طرابلس.

وقال مايكل مان المتحدث باسم مسؤولة السياسة الخارجية للاتحاد الأوروبي كاثرين آشتون في بيان أرسل بالبريد الإلكتروني "في أعقاب تدهور الوضع الأمني في طرابلس قرر الاتحاد الأوروبي نقل موظفيه الدوليين مؤقتا من طرابلس إلى تونس". 

وأضاف "عبر زملاؤنا الحدود مع تونس صباح الخميس". ولم يذكر عدد العاملين الذي تم نقلهم.

كما أعلنت إسبانيا الخميس الإجلاء المؤقت لطاقمها العامل في السفارة، بينما أعلنت الفلبين أنها ستستأجر عبّارات لإجلاء رعاياها البالغ عددهم 13 ألف شخص.

من جهتها، أرسلت اليونان سفينة لإجلاء طاقم سفارتها في ليبيا والعشرات من رعاياها، إضافة إلى نحو 15 قبرصيا وثمانين صينيا ومواطنين من دول أخرى.

وفي بنغازي شرقي البلاد تم الخميس انتشال 16 جثة من داخل معسكرات في المدينة كانت قد شهدت مواجهات مسلحة خلال الأيام الماضية والتي أوقعت قرابة مائة قتيل.

من جهة أخرى، نفى عضو المركز الإعلامي لثوار بنغازي أحمد الجاوزي صحة المعلومات التي تم تداولها عن استعادة قوات اللواء المتقاعد خليفة حفتر أيا من المواقع التي سيطر عليها مجلس شورى ثوار بنغازي، مؤكدا استمرار سيطرتهم على هذه المواقع.

وأشار في اتصال مع الجزيرة إلى أن المدينة يسودها حاليا هدوء مشوب بالحذر.

عمليات نزوح كبيرة لليبيين وأجانب نحو تونس (الجزيرة)
عمليات نزوح كبيرة لليبيين وأجانب نحو تونس (الجزيرة)

 تأهب تونسي
في هذه الأثناء، دفع تدهور الوضع الأمني في ليبيا الحكومة التونسية إلى رفع درجة التأهب القصوى على الحدود المشتركة. وقرر رئيس الوزراء التونسي مهدي جمعة إعطاء الأولوية المطلقة للأمن القومي التونسي مع إمكانية غلق الحدود عند الحاجة، وجاء هذا القرار خلال اجتماع دوري لخلية الأزمة المكلفة بالوضع الأمني في تونس.

وأوصى جمعة -كما ورد في بيان رئاسة الحكومة- بإجلاء فوري للتونسيين المقيمين في ليبيا.

وتشهد ليبيا عمليات نزوح كبيرة لليبيين وأجانب نحو تونس التي كان وزير خارجيتها منجي الحامدي قد أعلن الأربعاء أن بلاده لم تعد قادرة على استيعاب موجات النزوح من ليبيا، ملوحا بأن بلاده قد تغلق حدودها مع ليبيا "إن اقتضت المصلحة الوطنية ذلك".

 يشار إلى أن نحو مائتي شخص قتلوا منذ اندلاع القتال قبل أسبوعين في العاصمة طرابلس وفي مدينة بنغازي شرقي البلاد، حيث استولى تحالف من المقاتلين الإسلاميين والثوار السابقين على قاعدة كبرى للجيش في المدينة.

المصدر : الجزيرة + وكالات