التعاون الإسلامي تدين تهجير مسيحيي الموصل

Iraqi Christian family that fled violence in the northern city of Mosul, upon their arrival in the village of Qaraqush, about 30 kms southeast of Iraq's second largest city, Mosul, and the capital of the northern province of Nineveh, on July 19, 2014. Hundreds of Christian families fled their homes in Mosul as a jihadist ultimatum threatening their community's centuries-old presence in the northern Iraqi city expired. The jihadists, who have run the city since a sweeping military offensive that began six weeks ago, had told the thousands of Christians in Mosul they could convert, pay a special tax or leave. Other minorities rooted in the same province of Nineveh -- such as the Yazidis, as well as the Turkmen and Shabak Shiite communities -- have suffered even more, with many kidnapped and killed. AFP PHOTO/SAFIN HAMED
حالة نزوح كبيرة للعائلات المسيحية على خلفية التهديد الذي أطلقه تنظيم الدولة (الفرنسية)

أدانت منظمة التعاون الإسلامي التي تمثل 57 بلدا مسلما أمس الاثنين التهجير القسري للمسيحيين في العراق الذي يمارسه تنظيم الدولة الإسلامية ضد الأقليات خصوصا مسيحيي الموصل، بينما حذّر مجلس الأمن من اضطهاد المسيحيين، واعتبر أن هذه الأعمال يمكن أن تشكل جريمة ضد الإنسانية.

وقال الأمين العام للمنظمة إياد بن أمين مدني في بيان نقلته وكالة الصحافة الفرنسية "إن هذا التهجير القسري جريمة لا يمكن السكوت عنها، وإن ممارسات تنظيم الدولة لا صلة لها بالإسلام ومبادئه التي تدعو للعدل والإحسان والإنصاف والتسامح والتعايش".

وأضاف أن هذه الممارسات "تناقض المبادئ التي تقوم عليها منظمة التعاون الإسلامي المنادية بترسيخ ثقافة التسامح والمودة بين كل الشعوب، وبين مكوناتها"، وأكد البيان أن المنظمة على أتم استعداد لتقديم المساعدات الإنسانية اللازمة للنازحين حتى يتمكنوا من العودة إلى ديارهم.

من جهته أعرب مجلس الأمن في إعلان صدر بإجماع الدول الـ15 عن "إدانته الشديدة للاضطهاد المنهجي الذي تمارسه الدولة الإسلامية والمجموعات التابعة لها ضد أفراد ينتمون إلى أقليات وأشخاص يرفضون الأيديولوجيا المتطرفة للدولة الإسلامية".

مجلس الأمن: الهجمات المنهجية والواسعة النطاق ضد السكان المدنيين بسبب أصولهم الإثنية أو الدينية أو إيمانهم يمكن أن تشكل جريمة ضد الإنسانية سيحاسب عليها مرتكبوها

هجمات ممنهجة
ونقلت وكالة الصحافة الفرنسية عن المجلس تأكيده أن "الهجمات المنهجية والواسعة النطاق ضد السكان المدنيين بسبب أصولهم الإثنية أو الدينية أو إيمانهم يمكن أن تشكل جريمة ضد الإنسانية سيحاسب عليها مرتكبوها".

كما أثنى المجلس على الجهود التي تبذلها الحكومة العراقية والأمم المتحدة للتصدي "للتهديدات الإرهابية" ضد الأقليات وتلبية الحاجات الإنسانية العاجلة للنازحين بسبب النزاع في العراق، ودعا إلى تكثيف هذه الجهود.

وكان الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون قد أكد في بيان له الأحد الماضي إدانته الحازمة جدا لما وصفه بالاضطهاد المنهجي للأقليات في العراق من قبل تنظيم الدولة الإسلامية والمجموعات الإسلامية المرتبطة به.

وكرر القول إن "هذه الهجمات المنهجية ضد المدنيين بسبب أصولهم العرقية أو انتماءاتهم الدينية، يمكن أن تشكل جريمة ضد الإنسانية لا بد من المسؤولين عنها أن يلقوا العقاب".

نزوح ومصادرة
وشهدت مدينة الموصل حالة نزوح كبيرة للعائلات المسيحية على خلفية التهديد الذي أطلقه تنظيم الدولة، فقد اضطرت مئات العائلات للخروج من المدينة. وخيّر التنظيم المسيحيين بين الدخول في الإسلام ودفع الجزية، أو الخروج من المدينة.

وتحدث الأهالي عن قيام عناصر التنظيم بسلب ممتلكاتهم وهم في طريقهم نحو قرى وبلدات سهل نينوى حيث تسكن هذه العائلات في ظروف إنسانية صعبة في الكنائس وبعض الأبنية السكنية التي لم يكتمل بناؤها بعد.

وقد حصلت الجزيرة على صور من داخل الموصل تظهر بعض الأحياء ذات الغالبية المسيحية خالية من ساكنيها ولا سيما الحي العربي.

وتبين الصور كلمات وحروفا كتبها تنظيم الدولة الاسلامية على منازل المسيحيين تشير إلى أنها عقارات مصادرة للتنظيم، وأيضا وضع حرف (نون) على الجدران اختصارا لكلمة نصارى.

وفي هذه الأثناء يستمر نزوح آلاف الأسر العراقية من محافظاتهم بحثا عن الأمن. ويعزو النازحون السبب الرئيسي لهجرتهم إلى استمرار المعارك بين الجيش والمسلحين.

وكانت الأمم المتحدة قد أعلنت قبل أيام أن عدد النازحين في العراق بسبب الأحداث الأخيرة في البلاد بلغ 1.2 مليون يعيش معظمهم في مخيمات تفتقر إلى الحد الأدنى من مقومات الحياة.

المصدر : الجزيرة + وكالات