تواصل انتخابات الرئاسة بسوريا والمعارضة تدعو لمقاطعتها
وذكر المصدر ذاته أن حافلات حكومية شوهدت صباحا وهي تنقل موظفين إلى مراكز الاقتراع للمشاركة في الانتخابات.
وقد بث التلفزيون السوري صورا تظهر الرئيس السوري بشار الأسد المرشح لولاية رئاسية ثالثة وقرينته يدليان بصوتيهما في مركز اقتراع مدرسة الشهيد نعيم معصراني في حي المالكي في العاصمة السورية. ولم يدل الأسد بأي تصريح بعد الاقتراع.
كما أدلى وزير الخارجية وليد المعلم بصوته في وزارة الخارجية، مؤكدا أن ما سماه العدوان على سوريا سيبوء بالفشل، وأن الانتخابات مناسبة لعودة الأمن إلى سوريا، على حد قوله.
وأدلى حسان النّوْري أحد المرشحين للرئاسة السورية بصوته في الانتخابات. وتعهد في حال فوزه بالمضي قدما في مشروع المصالحة الوطنية ومكافحة ما سماه الإرهاب.
دعوات للمقاطعة
في المقابل قال وزراء في الحكومة السورية المؤقتة التابعة للائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة إن مرشحي انتخابات الرئاسة السورية لا برامج لهم إلا تدمير الشعب السوري والدولة السورية.
ومن جهتها أعلنت فصائل من المعارضة السورية المسلحة أن مراكز الانتخاب في المدن التي يسيطر عليها النظام مناطق عسكرية, وأنها ستقصف هذه المراكز, وطلبت من المواطنين التزام بيوتهم.
ودعي للمشاركة في الاقتراع، حسب وزارة الداخلية السورية، 15 مليون ناخب، وتقول منظمات حقوقية إن 6.5 ملايين سوري نزحوا بسبب الحرب الدائرة بين قوات النظام والمعارضة المسلحة، بينما يقدر عدد اللاجئين خارج البلاد بـ3.5 ملايين نسمة.
وكانت عملية التصويت انطلقت في السابعة صباحا بالتوقيت المحلي (الرابعة صباحا بتوقيت غرينتش) ومن المتوقع أن تنتهي في السابعة مساء بالتوقيت المحلي (الرابعة مساء بتوقيت غرينتش). وقالت اللجنة العليا للانتخابات إنها قد تمدد فترة التصويت إذا كان هناك إقبال.
وبث التلفزيون السوري صورا لبدء عمليات التصويت من مراكز انتخابية في مناطق عدة تخضع لسيطرة النظام.
ولا يواجه الأسد أي منافسة جدية في هذه الانتخابات، إذ يخوضها ضده كل من عضو مجلس الشعب ماهر الحجار، والعضو السابق في المجلس حسان النوري، اللذين تجنبا في حملتيهما الانتخابيتين التعرض لشخص الرئيس أو أدائه السياسي، مكتفين بالحديث عن أخطاء في الأداء الاقتصادي والإداري وعن الفساد.
وكان وفد روسي يضم برلمانيين وأعضاء من اللجنة الانتخابية المركزية لروسيا الاتحادية وصل دمشق أمس الاثنين لمراقبة الانتخابات، وفق ما ذكرت وكالة الأنباء السورية الرسمية (سانا). ويتوقع أن تكون هناك وفود أخرى من المراقبين من إيران وكوريا الشمالية والبرازيل.
واعتبر وزير الخارجية الأميركي جون كيري أن هذه الانتخابات "إهانة ومهزلة وتزوير". وقال عنها الرئيس الفرنسي فرانسوا هولاند إنها "انتخابات مزعومة ونتائجها معلنة مسبقا". واعتبرت بريطانيا أنها "عديمة القيمة"، بينما قالت الأمم المتحدة إن إجراء الانتخابات سينسف الجهود الرامية إلى التوصل لحل سياسي للأزمة.
وتعد هذه الانتخابات -نظريا- أول انتخابات تعددية في سوريا منذ نصف قرن، وهو تاريخ وصول حزب البعث إلى الحكم، وقد تولى السلطة منذ مطلع سبعينيات القرن الماضي الرئيس الراحل حافظ الأسد ومن بعده نجله بشار عبر استفتاءات شعبية كانت نسبة التأييد فيها باستمرار تتجاوز 97%.