المعهد الدولي للصحافة يدعو السيسي لإطلاق صحفيي الجزيرة

إدانات لأحكام القضاء المصري ضد صحفيي الجزيرة
صحفيو الجزيرة صدرت بحقهم أحكام بالسجن مددا تتراوح بين سبع وعشر سنوات (الجزيرة)

دعا المعهد الدولي للصحافة الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي للعفو عن صحفيي الجزيرة الثلاثة الذين قضت محكمة بسجنهم مددا تتراوح بين سبع وعشر سنوات، وذلك في أحدث تنديد دولي وحقوقي وصحفي بالحكم.

وفي رسالة وجهها المعهد الدولي للصحافة -ومقره فيينا- اليوم الخميس إلى السيسي طالبه بمنح عفو رئاسي كامل في أسرع وقت للصحفيين الثلاثة، مؤكدا أن النيابة المصرية لم تقدم أي دليل إدانة بحقهم، واكتفت فقط بتقديم وثائق شخصية لهم، بالإضافة إلى تقارير إخبارية أعدوها أثناء عملهم بدول أخرى.

وقالت رسالة المعهد إن حبس صحفيي الجزيرة وغيرهم من الصحفيين بمثابة انتهاك واضح للالتزامات الدولية التي وقعت عليها مصر، خاصة فيما يتعلق بحقوق الإنسان، بما في ذلك الميثاق الأفريقي لحقوق الإنسان والشعوب والعهد الدولي الخاص بالحقوق المدنية والسياسية، التي تتضمن بنودا واضحة تطالب الدول بضمان احترام الحق في حرية التعبير.

وأضافت الرسالة أن الدستور الذي أُقر هذا العام في مصر يتضمن ضمانات قوية لحرية التعبير ويحظر التدخل الحكومي في وسائل الإعلام، وحثت السلطات المصرية على الالتزام ببنود هذا الدستور وتوفير الحماية الدستورية المتعلقة بحرية الصحافة والتعبير.

وقد أصدرت محكمة مصرية بحق الزملاء باهر محمد حكما بالسجن عشر سنوات، وبيتر غريستي ومحمد فهمي حكما بالسجن سبع سنوات حضوريا، في حين حكم بالسجن عشر سنوات غيابيا على الزملاء أنس عبد الوهاب وخليل علي خليل وعلاء بيومي ومحمد فوزي ودومينيك كين وسو تيرتن.

تنديد دولي واسع
واعتبرت المنظمات الدولية والحقوقية الحكم صادما ومثيرا للقلق على مستقبل الصحافة بمصر. كما نُظمت عدة وقفات احتجاجية في الجزيرة ومؤسسات إعلامية أخرى في مختلف أنحاء العالم، أبرزها هيئة الإذاعة البريطانية (بي بي سي) التي تزامنت وقفتها الثلاثاء مع الوقفة التي نظمتها شبكة الجزيرة في مقر القناة الإنجليزية.

كما بثت شبكة تونس الإخبارية "تي أن أن" التلفزيونية الخاصة موجز أنباء صامتا تضامنا مع الصحفيين المحبوسين. وبعد أن حيّت المذيعة مشاهدي القناة رفعت شعار "الصحافة ليست جريمة" قبل أن تعلن نهاية الموجز.

ونددت نقابة الصحفيين الموريتانيين الثلاثاء بـ"الأحكام الجائرة والقاسية"، ودعت القضاء المصري إلى الإفراج الفوري عن صحفيي الجزيرة.

كما انتقد الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون الأحكام، ووصفها وزير الخارجية الأميركي جون كيري بالمخيفة والقاسية، وقالت الخارجية الأميركية إنها تأمل أن تكون الرسالة التي تضمنتها تصريحات كيري قد وصلت إلى القاهرة. كما دعا البيت الأبيض السيسي إلى العفو عن الصحفيين أو تخفيف الأحكام الصادرة بحقهم حتى يمكن الإفراج عنهم فورا، وتخفيف كل الأحكام ذات الدوافع السياسية.

وطالبت المفوضة السامية لحقوق الإنسان في الأمم المتحدة نافي بيلاي السلطات المصرية بإطلاق صحفيي الجزيرة، وأوضحت أنها تشعر بـ"الصدمة والقلق" إزاء صدور تلك الأحكام التي وصفتها بأنها "فظيعة ومهزلة مطلقة للعدالة".

واعتبرت منظمة "مراسلون بلا حدود" المدافعة عن حقوق الصحفيين أن الحكم "أثبت التوجه الشمولي للنظام المصري". ووصفت منظمة العفو الدولية (أمنستي) الأحكام "بالهجوم الوحشي" على حرية الإعلام، واعتبرته مدمراً بالنسبة للصحفيين وعائلاتهم.

وفي الولايات المتحدة، قال مركز حماية وحرية الصحفيين إن الحكم القضائي على الصحفيين مخيب للآمال ويهدد حرية الإعلام في مصر.

في حين قالت المنظمة العربية لحقوق الإنسان في بريطانيا إن الحكم على صحفيي الجزيرة وصمة عار في جبين المجتمع الدولي، ويؤكد أن القضاء المصري أداة بيد السلطات السياسية.

كما استدعت كل من بريطانيا وهولندا سفيري مصر لديهما لإبلاغهما احتجاجهما على الأحكام.

المصدر : الجزيرة