تأهب أمني بصنعاء وواشنطن تغلق سفارتها مؤقتا

وُضعت قوات الأمن اليمنية الأربعاء في وضع تأهب بصنعاء تحسبا لهجمات محتملة من تنظيم القاعدة في جزيرة العرب. ودفعت المخاوف الأمنية الولايات المتحدة إلى إغلاق سفارتها بصنعاء مؤقتا, في حين يواصل الجيش هجومه على معاقل التنظيم في محافظتي أبين وشبوة جنوبي البلاد.

ويعقب التأهب الأمني في صنعاء تهديدات من تنظيم القاعدة في جزيرة العرب باستهداف شخصيات قيادية ومقار حكومية ردا على العمليات العسكرية الجارية في الجنوب, والغارات التي تنفذها طائرات بلا طيار يعتقد أنها أميركية.

وشددت إجراءات الأمن في العاصمة بعد يومين من هجوم في حي "حدة" الدبلوماسي, أسفر عن مقتل ضابط أمن فرنسي وإصابة آخر. وقد أعلنت الخارجية الأميركية الأربعاء إغلاق سفارة واشنطن بصنعاء مؤقتا أمام الجمهور بسبب مخاوف أمنية بعد الهجوم الأخير الذي قتل فيه الضابط الفرنسي.

وقالت الوزارة إن سبب الإغلاق المؤقت يعود أيضا إلى معلومات "مقلقة", في إشارة إلى هجمات محتملة. وأضافت أن إغلاق السفارة يندرج ضمن ما وصفته بإجراءات احترازية, وقالت إنها ستفتح أبوابها عندما يكون ذلك مناسبا.

وقد أعلنت وزارة الداخلية اليمنية أن قواتها قتلت صباح الأربعاء عبد الله مسعود الوائلي متزعم الخلية التي قتلت الضابط الفرنسي في عملية دهم لمنزله بصنعاء.

وقتل واعتقل في عملية الدهم شخصان آخران يعتقد أنهما عضوان في الخلية نفسها. وقالت الداخلية اليمنية إنه جرى اعتقال خمسة آخرين, وضبط أسلحة ومتفجرات في حملة أمنية بصنعاء تستهدف خلايا مرتبطة بتنظيم القاعدة.

‪عمليات الجيش الجارية تستهدف طرد‬ (الجزيرة)
‪عمليات الجيش الجارية تستهدف طرد‬ (الجزيرة)

العمليات العسكرية
ميدانيا أيضا, أعلنت وزارة الدفاع اليمنية الأربعاء أن الجيش سيطر على منطقتي حبان وقرن السواد الجبليتين في محافظة شبوة بعد معارك عنيفة مع مقاتلي القاعدة.

وهذه هي المرة الأولى أن تدخل فيها القوات اليمنية هاتين المنطقتين, ولم تعرف الخسائر لدى أي من الطرفين.

وكان الجيش المدعوم بمسلحي القبائل قد سيطر قبل ذلك بساعات على منطقة المحفد بمحافظة أبين. وقالت مصادر عسكرية إن مسلحين أجانب بينهم جزائري وأوزبكي وشيشاني قتلوا في عمليات الجيش بأبين وشبوة.

ووفقا لمصادر عسكرية, ينتظر أن ينتشر الجيش اليمني بشكل دائم في المناطق التي انتزعها من تنظيم القاعدة في جزيرة العرب كي لا يعود إليها مسلحو التنظيم.

وقال مسؤولون محليون إن الجيش حذر زعماء القبائل في مسارح العمليات بأبين وشبوة من إيواء مسلحي القاعدة, وإنه أبدى استعداده لوقف العمليات في حال سلم أبناء القبائل المنتمون للقاعدة أسلحتهم أو غادروا تلك المناطق.

وأكد الجيش اليمني في وقت سابق من هذا الأسبوع أنه لم يدخل في أي مفاوضات للسماح بخروج مسلحي القاعدة من المناطق التي تشهد عمليات عسكرية برية وجوية.

على الصعيد الأمني أيضا, قُتل الأربعاء أربعة جنود يمنيين في هجوم على نقطة أمنية عند مدخل مدينة الحوطة بمحافظة لحج جنوبي البلاد. وجاء هذا الهجوم بعد ساعات من نجاة علي ماطر نائب المحافظ من محاولة اغتيال وسط المدينة التي شهدت أيضا اغتيال ضابط في الشرطة.

في الأثناء، قال مسؤولون محليون إن مهاجمين فجروا خط الأنابيب الرئيسي لتصدير النفط بين مأرب وصنعاء مما أوقف إمدادات الخام، في حين هاجم مسلحون آخرون خطوط الكهرباء بمأرب, وهو ما تسبب في انقطاع التيار بمعظم مدن شمالي البلاد.

المصدر : الجزيرة + وكالات