أنصار الشريعة تتوعد حفتر وتحذر واشنطن

توعدت جماعة "أنصار الشريعة" الليبية اللواء المتقاعد خليفة حفتر، داعية الليبيين إلى عدم الانضمام إلى حملة "الكرامة" التي يقودها ضد "الإرهاب"، كما حذرت الولايات المتحدة الأميركية من التدخل في شؤون ليبيا، وهددتها بأنها ستواجه ما هو أسوأ من صراعات خاضتها في مناطق أخرى من قبل.

ودعا محمد الزهاوي قائد الجماعة -التي صنفتها واشنطن بأنها "تنظيم إرهابي"- في بيان بث عبر قنوات تلفزيون ليبية إلى عدم الاستماع إلى "من يريدون تقسيمنا"، متهما حفتر بأنه "عميل للمخابرات الأميركية"، وتوعده بالمصير ذاته الذي لقيه الراحل معمر القذافي.

وأكد الزهاوي مجددا تصميم جماعته و"حلفائها" على "قتال الطاغية حفتر"، متوجها بخطابه خصوصا إلى القبائل الليبية التي دعاها إلى عدم "جرّ أبنائها إلى الفتنة". كما اتهم دولا عربية بالوقوف وراء تحركات حفتر، واتهمه بالسعي فقط إلى السيطرة على السلطة وإعادة الدكتاتورية إلى ليبيا.

وشنّ حفتر في 16 مايو/أيار الجاري حملة عسكرية أطلق عليها "الكرامة" ضد من سماها "مجموعات متطرفة" خصوصا في بنغازي (شرق) واعتبرها "إرهابية".

وحذر رئيس الجماعة -التي ظهرت بعد الإطاحة بنظام القذافي ولا تعترف بالمؤسسات الانتقالية للدولة وتصف أجهزة الأمن بالـ"كافرة"- من أن إصرار حفتر "على هذه الحرب القذرة سيفتح أبواب جهنم عليه وعلى المنطقة".

وحذر أيضا واشنطن من مغبة التدخل في ليبيا، مذكرا إياها بما وصفها بـ"هزائمها" في أفغانستان والعراق والصومال، قائلا "إنها ستواجه في ليبيا ما هو أسوأ".

وتتهم جماعة "أنصار الشريعة" بالوقوف وراء هجمات عدة على مصالح غربية، وخصوصا هجوم 11 سبتمبر/أيلول 2012 على القنصلية الأميركية في بنغازي الذي قتل فيه السفير الأميركي وثلاثة من معاونيه.

البارجة الأميركية على متنها ألف جندي من مشاة البحرية (الأوروبية-أرشيف)
البارجة الأميركية على متنها ألف جندي من مشاة البحرية (الأوروبية-أرشيف)

بارجة أميركية
وفي سياق متصل بالمخاوف الأميركية المتصاعدة من الوضع المتدهور في ليبيا، قررت واشنطن نشر بارجة هجومية برمائية على متنها ألف جندي من مشاة البحرية (مارينز) قرب السواحل الليبية لتكون على أهبة الاستعداد لإجلاء محتمل لطاقم السفارة الأميركية في طرابلس.

وقال مسؤول أميركي في مجال الدفاع لوكالة الصحافة الفرنسية إن البارجة "باتان" ستصل خلال "الأيام القريبة" إلى المنطقة.

وأضاف أن الأمر مجرد "إجراء احتياطي" بهدف الاستعداد للإجلاء في حال ازدياد الوضع تدهورا. يأتي ذلك رغم تأكيد الخارجية الأميركية الأسبوع الماضي أن سفارتها في طرابلس تعمل بشكل "عادي".

وعلاوة على ألف جندي من المارينز، تضم البارجة العديد من المروحيات التي من شأنها تسهيل إجلاء الدبلوماسيين، علما أنه لدى الولايات المتحدة 250 جنديا من المارينز وسبع طائرات "أوسبراي" وثلاث طائرات تموين في قاعدة سيغونيلا بجزيرة صقلية الإيطالية، للمساعدة في إجلاء محتمل.

وفي سياق متصل، كشفت صحيفة نيويورك تايمز الأميركية أن قوات العمليات الخاصة الأميركية تشكل وحدات ذات كفاءة عالية لمكافحة ما سمته "الإرهاب" في ليبيا والنيجر وموريتانيا ومالي.

ونقلت الصحيفة  في تقرير على موقعها الإلكتروني عن مسؤولين أميركيين قولهم إن هذه القوات تشكل أهمية كبرى في الحرب الموسعة على العناصر التابعة لتنظيم القاعدة بالقارة الأفريقية.

وأشارت إلى أن البرنامج السري الذي مولت وزارة الدفاع الأميركية (بنتاغون) جزءا منه، ينفذه مدربون من القوات الأميركية الخاصة لسلاح المشاة وما تعرف بـ"قوة دلتا". وبدأ المشروع العام الماضي لتدريب وتجهيز مئات من أفراد قوات "الكوماندوز" اختيروا بعناية في ليبيا والنيجر وموريتانيا ومالي.

هجوم على منزل معيتيق
وفي مؤشر جديد لتأزم الوضع في ليبيا، هاجم مسلحون في وقت سابق الثلاثاء منزل رئيس الوزراء الليبي الجديد أحمد معيتيق في العاصمة طرابلس بقذيفتي "آر بي جي".

ونقل مراسل الجزيرة عن المكتب الإعلامي لرئاسة الوزراء قوله إن تبادلا لإطلاق النار جرى بين حرس رئيس الوزراء والمهاجمين أسفر عن مقتل أحد المهاجمين وإصابة آخر بإصابات بالغة.
 
وكان المؤتمر الوطني العام الليبي (البرلمان) منح الأحد الثقة لحكومة معيتيق بأغلبية 83 صوتا من أصل 93 عضوا حاضرا، لكن حفتر أكد الاثنين أن رئيس الوزراء الجديد لن يستطيع إعادة الاستقرار إلى البلاد، داعيا إلى تأجيل الانتخابات البرلمانية المقرر إجراؤها في يونيو/حزيران المقبل.

المصدر : الجزيرة + وكالات