منصور يدعو للتصويت بكثافة برئاسيات مصر
دعا الرئيس المصري المؤقت عدلي منصور اليوم المصريين إلى التصويت بكثافة في الانتخابات الرئاسية التي تجرى غدا وبعد غد، وذلك لإنجاز ما وصفه بالمرحلة الثانية من خارطة الطريق، في حين تتواصل الاستعدادات لتنظيم الانتخابات التي يتنافس فيها المرشحان المشير عبد الفتاح السيسي وزعيم التيار الشعبي حمدين صباحي.
وقال منصور في خطاب وجهه إلى الشعب "إن من يعزف عن المشاركة سيكون عرضة لأن يُحكم بمن لا يرعى مصالحه". وشدد على أن مؤسسات الدولة -وعلى رأسها الرئاسة- تقف على الحياد وعلى مسافات متساوية من المرشحين "ولم ولن توجه مواطنا أو مواطنة لاختيار معين".
وشكت الحملة الرسمية لصباحي من تجاوزات في فترة الحملة الانتخابية، وتقول إن بعض أجهزة ومؤسسات الدولة تدعم السيسي الذي يرجح فوزه بالانتخابات.
إحصائيات
ويبلغ عدد المصريين المقيدين بالجداول الانتخابية نحو 54 مليون شخص، من بين إجمالي عدد السكان البالغ 86 مليون نسمة.
وقالت لجنة الانتخابات الرئاسية الأسبوع الماضي إن حصراً لأصوات المصريين بالخارج أعطى السيسي أكثر من 94% منها، مقابل أكثر من 5% فقط لصباحي الذي حل ثالثا في الانتخابات الرئاسية السابقة عام 2012، وأدلى نحو 318 ألفا بأصواتهم في 141 لجنة انتخابية بأغلب البعثات الدبلوماسية والقنصلية المصرية على مدى خمسة أيام في وقت سابق هذا الشهر.
ويأمل كثير من المصريين أن تسهم الانتخابات في إعادة الاستقرار السياسي والاقتصادي بعد سنوات من الاضطرابات منذ الإطاحة بالرئيس المخلوع حسني مبارك في انتفاضة شعبية عام 2011، لكن مراقبين يتوقعون زيادة في الهجمات والتوترات التي تشهدها البلاد منذ عزل الرئيس محمد مرسي إذا ما تولى السيسي حكم مصر.
وقد تسارعت وتيرة الاستعداد للانتخابات خلال الساعات القليلة الماضية، فنشر الجيش والشرطة مئات الآلاف من عناصرهما لتأمين مراكز الاقتراع، وتم حشد أكثر من 180 ألف جندي، أي نحو ربع عدد قوات الجيش النظامي، وفقا لبعض التقديرات، إضافة إلى أطنان من المعدات لتأمين المراكز، فضلا عن تخصيصها طائرات لنقل القضاة إلى مراكز الاقتراع البعيدة.
استعدادات
وقد طالبت القوات المسلحة المواطنين بالتعاون مع عناصر التأمين، والالتزام بعدم اصطحاب أي حقائب أو متعلقات خلال الإدلاء بأصواتهم، كما أعادت تذكير الجميع بأنها لن تسمح بانتظار السيارات والدراجات النارية والباعة الجائلين في محيط اللجان لتيسير إجراءات التأمين، ومنع أي محاولة لعرقلة صفو العملية الانتخابية.
القوات المسلحة طلبت من المصريين عدم اصطحاب أي حقائب أو متعلقات خلال الإدلاء بأصواتهم في انتخابات الرئاسة |
وجهزت وزارة الداخلية قوات وآليات جرى حشدها قبل توزيعها على مراكز الاقتراع، واستبق وزير الداخلية محمد إبراهيم الحدث بتذكير قواته بضرورة التصدي بحسم وحزم لأي محاولة تمس أمن المواطنين، وبالمواجهة الفورية لكل من يحاول تعكير صفو الانتخابات الرئاسية وفق تعبيره. ومن المقرر أن تشرف قوات الشرطة على تأمين مراكز الاقتراع من الداخل، بينما يتولى الجيش تأمين محيطها.
كما توجه القضاة المكلفون بالإشراف على الانتخابات إلى المراكز التي سيشرفون عليها بعد تسلم الأوراق الخاصة بالعملية الانتخابية.
من جانب آخر، قالت بعثة الاتحاد الأفريقي لمراقبة انتخابات الرئاسة إنها نشرت مراقبيها وإنها ستعقد مؤتمرا صحفيا بعد انتهاء عملية التصويت لعرض ملاحظاتها.
وتجري هذه الانتخابات وسط دعوات للمقاطعة أطلقها قطاع من المصريين، وهو قطاع يضم رافضي الانقلاب، وأياً تكن النتائج فإن كثيرا من المراقبين يُجمعون على أن الانتخابات لن تضع حدا للأزمة والانقسام المستمرين منذ الثالث من يوليو/تموز الماضي، ففريق من المصريين يحتفي بالانتخابات ويقولون إنها نتاج ثورة خلّصتهم من حكم الإخوان المسلمين، بالمقابل ينظر إليها المعترضون بوصفها ثورة مضادة أعادت البلاد إلى عهد الدولة البوليسية والحكم العسكري.