هدوء ببنغازي وطرابلس وحفتر يتعهد بمحاربة "الإرهاب"

Former rebel fighters who are now intergrated into the Libyan army and form the Diraa al-Gharbiya brigade, are seen with their weapons guarding the western entrance of the capital Tripoli on May 19, 2014. A dramatic spike in lawlessness in Libya's two largest cities has edged the country closer to civil war between heavily armed rival militias, stirring concern abroad and on oil markets. AFP PHOTO/MAHMUD TURKIA
الاشتباكات تصاعدت في الفترة الأحيرة بين الموالين لحفتر ومعارضيه (الفرنسية)

أفاد مراسل الجزيرة في بنغازي بأن الأوضاع تشهد حالة هدوء حذر عقب تعرض حي سكني قرب معسكر تابع للقوات الخاصة أمس لقصف بالهاون، بالتزامن مع سقوط صواريخ غراد في طرابلس، في وقت تعهد فيه اللواء المتقاعد خليفة حفتر بمحاربه ما سماه الإرهاب في ليبيا.

وقال سكان ومسؤولون إن شخصين على الأقل من أفراد أسرة واحدة قتلا عندما أخطأت صواريخ استهدفت قاعدة للقوات الخاصة بالجيش هدفها وأصابت منازل مدنيين في بنغازي شرقي البلاد، في حين لم يؤكد مراسل الجزيرة مقتل أحد، وأشار إلى إصابة أشخاص عدة بجروح.

وجاء الهجوم بعد أسبوع من الاشتباكات المتقطعة في بنغازي والعاصمة طرابلس بين قوات غير نظامية موالية للواء حفتر الذي دعا لما أسماها "عملية الكرامة لمكافحة الإرهاب"، وبين كتائب تعارض دعوته.

هجمات متتالية
وقال مسؤول بالجيش إنها "ليست هذه هي المرة الأولى التي تُستهدف فيها قاعدة القوات الخاصة وقاعدة بنينا الجوية منذ أن أعلن اللواء حفتر حملته وقررت القوات الخاصة الانضمام إليه"، في إشارة إلى أن منفذي الهجوم من المناوئين لحفتر.

وليلة أمس هي الرابعة على التوالي التي تطلق فيها قذائف على مناطق آهلة بالسكان ببنغازي التي شهدت ليلة الجمعة استهدافا لمعسكر للقوات الخاصة التابعة للجيش من قبل مجهولين، علما أن ذلك جاء ذلك بعد ساعات من إصابة نحو عشرين شخصا بجروح عندما سقطت قذيفة على أحد المنازل.

يذكر أن ثلاثة صواريخ من نوع غراد سقطت الجمعة في العاصمة طرابلس، أحدها في محيط كلية الشرطة العسكرية، ولم تتسبب في إصابات.

حفتر دعا الليبيين إلى عدم الاكتراث بالبيانات التي تدعو إلى وقف العنف(الأوروبية)
حفتر دعا الليبيين إلى عدم الاكتراث بالبيانات التي تدعو إلى وقف العنف(الأوروبية)

تصريحات حفتر
في غضون ذلك تعهد اللواء حفتر في مؤتمر صحافي بمحاربة ما سماه الإرهاب في ليبيا، وقال إن حربه مستمرة ضد من يرتكب جرائم قتل ضد الشعب الليبي وحوّل ثورته من وعد بالحرية إلى وعيد بالموت.

ودعا كذلك أبناء الشعب إلى مساندة القيادة العامة للجيش الليبي وعدم الاكتراث بالبيانات التي تصدر من الجهات الرسمية وغير الرسمية التي تدعو إلى وقف العنف.

وكانت مظاهرات مؤيدة وأخرى معارضة للمؤتمر الوطني العام (البرلمان) خرجت الجمعة في مدينتي طرابلس وبنغازي أكد خلالها المحتجون دعمهم لحفتر.

كما تظاهر آخرون في ساحة الحرية ببنغازي معلنين رفضهم العمليات التي يقودها اللواء المتقاعد، مستنكرين ما وصفوها بمحاولة الانقلاب العسكري على الشرعية.
 
وأكد هؤلاء أن ما يقوم بها حفتر يمس ثورة 17 فبراير التي أطاحت بنظام العقيد الراحل معمر القذافي، وأعلنوا أن "زمن الانقلابات قد ولى"، وأن "السيناريو المصري لن يتكرر في ليبيا"، واصفين حفتر بأنه وجه آخر للقذافي.
 
وفي محاولة منها لتهدئة الأوضاع، دعت رئاسة المؤتمر الوطني العام الأعضاء إلى الاجتماع الأحد لبحث العديد من المبادرات المقدمة من المجتمع المدني والحكومة لإخراج البلاد من الأزمة.
 
يأتي ذلك بعدما دعا حفتر مساء الأربعاء إلى تشكيل مجلس رئاسي يشرف على مرحلة انتقالية جديدة في البلاد وعلى الانتخابات التشريعية.

من جهته اعتبر رئيس حكومة تسيير الأعمال في ليبيا عبد الله الثني أن ما حدث في بنغازي من عمليات عسكرية هو استغلال لذريعة الإرهاب بهدف تحقيق مآرب سياسية وشخصية، على حد تعبيره.
 
من جهتها، أعربت الولايات المتحدة ودول أوروبية في بيان مشترك عن "قلق عميق" تجاه ما وصفته بالعنف في ليبيا.

المصدر : الجزيرة + وكالات