دعم أميركي مشروط لاستئناف المفاوضات بشأن سوريا

White House press secretary Jay Carney speaks during the daily briefing at the White House in Washington, Wednesday, May 14, 2014. Carney was asked about the kidnapped Nigerian girls, the mine disaster in Turkey and college loans. (AP Photo)
كارني: مسألة تشكيل هيئة حكم انتقالي بسوريا يجب أن تكون البند الأول في أي محادثات جديدة (أسوشيتد برس)

أكدت الولايات المتحدة الأربعاء استعدادها لدعم إجراء جولة جديدة من المفاوضات الرامية إلى إنهاء الأزمة بسوريا شريطة التزام النظام السوري بمقتضيات بيان جنيف والتخلي عن فكرة إجراء الانتخابات الرئاسية، في حين رأت روسيا أن هذا البيان لم يشر إلى موضوع الانتخابات.

وقال المتحدث باسم البيت الأبيض جي كارني إن استئناف مباحثات جنيف وإجراء جولة ثالثة من المفاوضات يتوقف على موافقة نظام بشار الأسد على مناقشة تشكيل هيئة حكم انتقالي بصلاحيات تنفيذية كاملة مثلما نص على ذلك بيان جنيف ضمن قضايا أخرى.

وشدد كارني على ضرورة أن تكون مسألة تشكيل الهيئة البند الأول على أجندة المباحثات، لافتا إلى أن النظام السوري رفض القيام بذلك أثناء مباحثات جنيف الأولى والثانية.

وأكد المتحدث الاميركي أنه "يتعين أيضا على النظام السوري أن يؤجل إجراء الانتخابات الرئاسية المقبلة التي تعد مهزلة ديمقراطية وتتعارض بشكل كامل مع دعوة بيان جنيف لتشكيل هيئة حكم انتقالي".

تشوركين: بيان جنيف لم يشر إلى موضوع الانتخابات السورية (أسوشيتد برس)
تشوركين: بيان جنيف لم يشر إلى موضوع الانتخابات السورية (أسوشيتد برس)

موقف روسيا
لكن المندوب الروسي الدائم لدى الأمم المتحدة فيتالي تشوركين أعلن أن بيان جنيف لم يشر إلى موضوع إجراء الانتخابات الرئاسية في سوريا، مؤكدا أنه ليس هناك ما يمنع إجراء هذه الانتخابات.

وقال تشوركين إن المبعوث الأممي والعربي إلى سوريا المستقيل الأخضر الإبراهيمي أكد أن الوضع بعد الانتخابات السورية سيظل كما هو الآن، متسائلا "إن كان الأمر كذلك لماذا كل هذا الخوف من هذه الانتخابات؟"

وأضاف المسؤول الروسي أن البعض يذهب بتأويله إلى اعتبار الانتخابات السورية تتعارض مع روح بيان جنيف، مؤكدا أن نص البيان لا يمنع إجراءها.

وتأتي التصريحات الأميركية والروسية بينما تستعد العاصمة البريطانية لندن لاحتضان اجتماع وزاري جديد بشأن الأزمة السورية اليوم الخميس.

وتوجه وزير الخارجية الأميركي جون كيري إلى لندن ليشارك في الاجتماع الوزاري حول سوريا الذي يحضره ممثلو الدول التي تشكل محور "أصدقاء سوريا"، وهي الولايات المتحدة وبريطانيا وفرنسا ومصر وتركيا وقطر والسعودية وألمانيا وإيطاليا والأردن والإمارات العربية المتحدة.

الجربا توجه للندن قادما من الولايات المتحدة حيث التقى أوباما (رويترز)
الجربا توجه للندن قادما من الولايات المتحدة حيث التقى أوباما (رويترز)

الجربا بلندن
وسيشارك في هذا الاجتماع الوزاري الذي التأم آخر مرة بالعاصمة الفرنسية باريس في يناير/كانون الثاني الماضي، رئيس الائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة السورية أحمد الجربا القادم من الولايات المتحدة بعد زيارة دامت زهاء أسبوع، أجرى فيها سلسلة لقاءات مع كبار المسؤولين الأميركيين في مقدمتهم الرئيس باراك أوباما.

وقد أشاد أوباما بدور الائتلاف في محاولة إيجاد حل سياسي للأزمة في سوريا، وقال البيت الأبيض في بيان له "رحّب الرئيس أوباما بالدور القيادي للائتلاف ونهجه البناء للحوار، وشجّع الائتلاف على تعزيز رؤيته لاتفاق شامل يمثل جميع الشعب السوري".

وجدد أوباما ومستشارته للأمن القومي سوزان رايس التأكيد أن الأسد فقد كل شرعية لقيادة سوريا، وليس له مكان في مستقبل البلاد.

وكانت مستشارة رئيس الائتلاف ريم علاف جددت في وقت سابق دعوة واشنطن إلى تزويد مقاتلي الجيش السوري الحر بأسلحة مضادة للطائرات لوضع حد لعمليات القصف التي يشنها جيش النظام.

يشار إلى أن الولايات المتحدة زادت مساعداتها غير الفتاكة إلى المعارضة السورية المعتدلة بمقدار 27 مليون دولار، ليبلغ حجمها الإجمالي نحو 287 مليونا. وقال البيت الأبيض إن واشنطن قدمت أيضا مساعدات إنسانية بقيمة 1.7 مليار دولار إلى سوريا وجيرانها أثناء الأزمة.

المصدر : الجزيرة