مفاوضات تشكيل حكومة عراقية تسبق النتائج واستمرار العنف
تتفاوض الكتل السياسية العراقية فيما بينها سعيا للتوصل إلى تشكيل حكومة جديدة رغم عدم إعلان نتائج الانتخابات العامة حتى الآن. في هذه الأثناء تواصلت التفجيرات في عدة مناطق بالعراق، مخلفة عشرات القتلى والجرحى.
ويواجه رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي معارضة قوية بسبب تصاعد وتيرة العنف التي بلغت أعلى معدلاتها في الأشهر الأخيرة منذ أعوام، إضافة إلى رفض الفساد وارتفاع معدلات البطالة وسوء الخدمات الأساسية في عموم البلاد.
غير أن تكهنات وأرقاما غير رسمية تشير إلى تقدم ائتلاف المالكي للحصول على أكبر عدد من أصوات الناخبين في الانتخابات التي جرت يوم 30 أبريل/نيسان الماضي، الأمر الذي قد يمكنه من ولاية ثالثة.
وأعلن المالكي أنه سيسعى في المرحلة القادمة لتشكيل حكومة أغلبية سياسية تختلف عن الحكومات السابقة التي شكلت على أساس الشراكة والوحدة الوطنية، مبررا ذلك بأن الحكومات السابقة تعثرت بسبب تركيبتها.
وأرسل المالكي برنامج عمل حكومة الأغلبية السياسية التي يسعى لتشكيلها، إلى قادة الكتل السياسية المشاركة في الانتخابات.
وشملت الرسالة 18 نقطة رئيسية، بينها دعم حقوق المرأة والتوزيع العادل لثروات البلاد ورفض الطائفية، ودعم اللامركزية وتأييد الإقرار السريع لثلاثة قوانين رئيسية هي قوانين الأحزاب السياسية وقطاع الطاقة، إضافة إلى تشكيل مجلس اتحاد يقره البرلمان.
معارضو المالكي
من جهة أخرى شهدت الأيام الماضية العديد من الاجتماعات بين كيانات سياسية مختلفة تتفق على ضرورة إبعاد المالكي من السلطة.
وقال حميد الزوبعي -وهو قيادي في ائتلاف "متحدون" الذي يجمع عربا سنة بصورة رئيسية- إن "التحالف الذي نسعى لتشكيله، يهدف إلى تكوين حكومة شراكة وطنية وإبعاد المالكي عن الولاية الثالثة".
أما رئيس إقليم كردستان العراق مسعود البارزاني فقد انتقد أمس المالكي، مشيرا إلى أن حكومته لا تريد شراكة حقيقية، وأنها تحتكر السلطة، موضحا أن العراق في السنوات الأربع الأخيرة لم يكن فيه "شراكة، بل كان حكم الفرد".
وقال البارزاني إن الأحزاب الكردية ستجتمع قريبا مع إعلان النتائج الرسمية للانتخابات في الأيام القليلة المقبلة، لتحديد موقفها من مفاوضات تشكيل الحكومة.
وميدانيا أعلنت مصادر أمنية وطبية عراقية مقتل 12 شخصا وإصابة آخرين بجروح اليوم في هجمات متفرقة استهدف أغلبها عناصر الأمن في مناطق متفرقة.
وفي ناحية جرف الصخر إلى الشمال من مدينة الحلة (100 كلم جنوب بغداد)، قتل اليوم جنديان وأصيب ثالث بجروح في انفجار عبوة ناسفة.
وفي بلد (70 كلم شمال بغداد) قتل شرطيان -أحدهما ضابط برتبة رائد- وأصيب أربعة من رفاقهم بجروح، في هجوم مسلح استهدف نقطة تفتيش للشرطة في ناحية يثرب إلى الشرق من مدينة بلد. كما قتل جندي آخر برصاص قناص لدى تواجده في حاجز تفتيش للجيش عند مدينة بلد.
وفي تكريت (160 كلم شمال بغداد) قتل ثلاثة من عناصر الشرطة في هجوم بأسلحة مزودة بكاتم للصوت استهدف دورية في وسط المدينة، وفقا لمصادر أمنية وطبية.
كما قتل شرطي وأصيب ثلاثة من عناصر الشرطة -أحدهم برتبة ملازم- بجروح في انفجار عبوة ناسفة استهدف دوريتهم في منطقة السحاجي غرب مدينة الموصل (350 كلم شمال بغداد)، وفقا لمصادر أمنية وطبية.
وقالت المصادر نفسها إن جنديا قتل وأصيب آخر بجروح إثر انفجار عبوة ناسفة استهدف دوريتهم في ناحية الشورة إلى الجنوب من الموصل.
وأصيب ستة أشخاص -بينهم شرطيان- بجروح إثر انفجار عبوة ناسفة لدى مرور دورية للشرطة في شارع الفاروق غرب الموصل، وفقا للمصادر.
وأصيب ثلاثة من رجال الشرطة بجروح في انفجار سيارة مفخخة مركونة عند مركز شرطة ناحية ربيعة (120 كلم غرب الموصل)، وفقا للمصادر ذاتها.
وفي الرمادي بمحافظة الأنبار (غرب البلاد)، قال مسلحو العشائر إنهم فرضوا سيطرتهم على منطقتي البوعساف وتل أسود، وإن عشرات من أفراد الصحوة سلموا أسلحتهم.
وفي الصقلاوية شمال الفلوجة في نفس المحافظة، قال مصدر أمني إن ستة من مسلحي تنظيم الدولة الإسلامية في العراق والشام قتلوا في اشتباكات مع الجيش.
وقتل أكثر من 3300 شخص في أعمال العنف اليومية منذ بداية العام الحالي، وفقا لحصيلة أعدتها وكالة الصحافة الفرنسية استنادا إلى مصادر رسمية.