أزمة بين إخوان الأردن والسفارة المصرية بعمان

مسجد الملك المؤسس وسط العاصمة عمان - ارشيف
الأردن يشكو نقصا في عدد أئمة المساجد ما جعل وزارة الأوقاف تطلب التعاقد مع أئمة مصريين (الجزيرة-أرشيف)

محمد النجار-عمان

شكّل بيان أصدرته السفارة المصرية في العاصمة الأردنية عمّان -ردا على مذكرة أرسلها حزب جبهة العمل الإسلامي (الذراع السياسي لجماعة الإخوان المسلمين) لرئيس الوزراء الأردني- أزمة بين الجماعة بالأردن والسفارة التي اتهمها الإخوان بالتدخل بالشأن الأردني الداخلي.

وجاءت الأزمة على خلفية توجهات وزارة الأوقاف الأردنية للتعاقد مع أئمة مصريين للعمل في المساجد ولسد نقص تقول الوزارة إنه بات كبيرا، مشيرة إلى أنها أرسلت طلبا عبر السفارة المصرية في عمان للتعاقد مع الدفعة الأولى من الأئمة المصريين بعد موافقة مجلس الوزراء الأردني على ذلك.

وقبل أيام أعلن حزب جبهة العمل الإسلامي أنه أرسل مذكرة لرئيس الوزراء عبد الله النسور طالبه فيها بالعدول عن هذا التوجه، محذرا من انتقال ما سماها "حالة الانقسام التي يعاني منها الشعب المصري" للأردن.

وقال الحزب أيضا إن "المصلحة الوطنية تقتضي أن يعهد بمهمة الإمامة في المساجد لأبناء الوطن المعروفين برشدهم والتزامهم بالقيم الأردنية التي نعتز بها، وفي حال وجود نقص في عدد الأئمة يمكن تبني إستراتيجية وطنية لتأهيل العدد الكافي من أبناء الوطن للقيام بهذه المهمة الجليلة (..) شريطة توفير الحوافز المناسبة للعاملين في المساجد".

غير أن السفارة المصرية في عمان أصدرت مساء الثلاثاء بيانا انتقدت فيها ما تضمنته مذكرة الذراع السياسي لجماعة الإخوان المسلمين الأردنية.

جبهة العمل الإسلامي: مهمة الإمامة بالمساجد لا بد أن تكون لأبناء الوطن (الجزيرة-أرشيف)
جبهة العمل الإسلامي: مهمة الإمامة بالمساجد لا بد أن تكون لأبناء الوطن (الجزيرة-أرشيف)

وسطية واعتدال
وجاء في بيان السفارة أن "وسطية واعتدال وعلم الأئمة الأزهريين المصريين لا يمكن التشكيك فيها من أي طرف، وهو ما ثبت على مدار عقود طويلة نقلوا خلالها علمهم ومعرفتهم إلى مختلف الأقطار في كافة قارات العالم".

واتهمت السفارة الإخوان واعتبرت أن فكرهم يدعو "للانقسام والإرهاب". وجاء في البيان أن "من يدعو إلى الانقسام ليس الأئمة المصريون، بل هو فكر بعينه يسعى بكافة السبل إلى نشر العنف والإرهاب الفكري عن طريق تحريف قيم ومبادئ الإسلام الحنيف، واستخدامه كوسيلة لتحقيق مآرب أنصاره السياسية".

وذهب بيان السفارة إلى حد نفي وجود حالة انقسام في مصر, حيث قال البيان أيضا "إن كانت هناك قلة قليلة من الآملين في زرع بذرة الانقسام بين أبناء الشعب المصري، إلا أن كافة فئات الشعب المصري مجتمعة على وأد هذا التفكير الهدام الذي يسعى إلى الانتشار والتغلغل ليس فقط في مصر بل في دول شقيقة أخرى".

واستمر السجال بين السفارة المصرية وإخوان الأردن، حيث عبر مسؤول الملف الوطني في حزب جبهة العمل الإسلامي محمد الزيود عن رفضه لما وصفه بتدخل السفارة في الشأن الوطني الأردني.

وقال الزيود للجزيرة نت "لا نعرف ما دخل السفارة المصرية في عمان بمذكرة أرسلها حزب وطني أردني لرئيس الحكومة الأردنية، ولم تكن السفارة موضع تراسل أو مخاطبة".

مسؤول الملف الوطني بجبهة العمل الإسلامي محمد الزيود:
الأزهر اليوم إحدى المؤسسات الداعمة للانقلاب وصمت عن قتل الآلاف من المعارضين وصدرت عنه مواقف وفتاوى مثيرة للجدل

تحذير ومخاوف
وتابع الزيود "المذكرة التي أرسلناها أردنا من خلالها التحذير من إرسال أئمة أزهريين من مؤسسة الأزهر التي باتت أداة طيعة في أيدي الانقلابيين، حيث أننا نخشى من أن ينقل هؤلاء الانقسام الحادث في مصر إلى مساجد المملكة".

واعتبر القيادي الإسلامي أن الحزب يقدر الموقف التاريخي للأزهر ووسطيته واعتداله، وزاد "لكن الأزهر اليوم هو إحدى المؤسسات الداعمة للانقلاب وصمت عن قتل الآلاف في مصر من معارضي الانقلاب وصدرت عنه مواقف وفتاوى مثيرة للجدل لا نريد لها أن تنتقل للمجتمع الأردني".

واستهجن الزيود بشدة ما سماه "تدخل السفارة المصرية في شأن لا علاقة لها به" معتبرا البيان الصادر عنها تدخلا سافرا في الشأن الوطني الأردني، على حد وصفه.

وكان وزير الأوقاف الأردني هايل عبد الحفيظ قد قال في بيان له في وقت سابق من هذا العام إن النقص في عدد الأئمة في مساجد المملكة يبلغ أكثر من ثلاثة آلاف منصب شاغر، حيث يبلغ عدد مساجد المملكة نحو ستة آلاف مسجد.

وأشار عبد الحفيظ إلى أن الوزارة أعلنت عن توفر خمسمائة وظيفة لأئمة، وأنه لم يتقدم سوى 78 إماما أردنيا جرى توظيفهم جميعا.

المصدر : الجزيرة