كيري يشيد بدور المغرب ويدعمه
أشاد وزير الخارجية الأميركي جون كيري اليوم الجمعة بالدور الذي يلعبه المغرب -الحليف الإقليمي لواشنطن- في دعم "مزيد من الأمن والازدهار" الإقليميين، مؤكدا دعم بلاده للإصلاحات التي أقرها المغرب في أعقاب الربيع العربي.
وعبّر كيري -الذي التقى الملك محمد السادس الجمعة قبل مغادرته- عن دعم بلاده لمسلسل الإصلاحات التي أقرها المغرب في أعقاب الربيع العربي، عبر تبني دستور جديد في صيف 2011.
وقد بدأ كيري مساء الخميس زيارة رسمية إلى المغرب، لبحث "سبل تعزيز العلاقات بين البلدين"، شارك خلالها في الدورة الثانية للحوار الإستراتيجي بين الولايات المتحدة والمغرب.
ووصل كيري إلى الرباط قادما من العاصمة الجزائر، حيث يعتبر مسؤولون مغاربة أن هذه الزيارة ستشكل فرصة "لتعزيز علاقات التعاون المتينة بين البلدين".
اقتصاد وأمن
ونقلت وكالة رويترز عن مراقبين قولهم إن أول زيارة لكيري إلى المغرب سيطبعها الجانب الاقتصادي والأمني وملف الصحراء الغربية بصورة خاصة.
وقال كيري خلال انعقاد الجولة الثانية لـ"الحوار الإستراتيجي" بين الرباط وواشنطن إن "المغرب يلعب دورا محركا ومهما، والولايات المتحدة ستقف بجانبه على هذا المسار"، وفقا لوكالة الصحافة الفرنسية.
من جانبها، قالت وزارة الخارجية والتعاون المغربية إن "الدورة الثانية للحوار الإستراتيجي تشكل فرصة للرقي بالشراكة المتينة بين المملكة المغربية والولايات المتحدة الأميركية في جميع مجالات التعاون السياسية منها والاقتصادية والاجتماعية والتربوية والثقافية".
وكانت الدورة الأولى من الحوار عقدت في واشنطن في منتصف سبتمبر/أيلول 2012، حيث تم الاتفاق على تعزيز التعاون في المجالات السياسية والأمنية والتجارية والاقتصادية والثقافية والعلمية والتقنية.
كما أبرز المسؤول الأميركي ما أسماه الدور "الاستباقي" للمملكة في "الحرب ضد الإرهاب"، كما تطرق إلى مسألة التعاون العسكري بين واشنطن والرباط، مستحضرا المناورات المشتركة التي تجرى حاليا قرب مدينة أغادير (جنوب).
جون كيري: هناك "تحديات" مطروحة أمام المغرب، وتتعلق أساسا بتوفير العمل والعيش الكريم للشباب، الذين يشكلون النسبة الكبيرة للمجتمع المغربي |
تحديات المغرب
وكانت الرباط قد ألغت من طرف واحد العام الماضي هذه المناورات السنوية التي تحمل اسم "الأسد الأفريقي"، تعبيرا عن امتعاضها من مشروع قرار وضعته واشنطن لدى مجلس الأمن في أبريل/نيسان الماضي من أجل توسيع مهام بعثة الأمم المتحدة إلى الصحراء الغربية لتشمل مراقبة حقوق الإنسان.
وعادت العلاقات الثنائية بين واشنطن والرباط إلى وضعها الطبيعي بعد سحب واشنطن مشروع القرار، وزار الملك محمد السادس واشنطن في نوفمبر/تشرين الثاني الماضي، وشدد بيان مشترك للجانبين "على التزامهما المشترك بتحسين الظروف الحياتية لسكان الصحراء الغربية والعمل معا للاستمرار في حماية حقوق الإنسان ورفع شأنها في هذه المنطقة".
من جهة أخرى، اعتبر كيري أن هناك "تحديات" مطروحة أمام المغرب، وتتعلق أساسا بتوفير العمل والعيش الكريم للشباب، الذين يشكلون النسبة الكبيرة للمجتمع المغربي.
وأكد كيري في هذا الصدد "أن التحدي الذي يواجه أي حكومة هو توفير العمل والأفق المستقبلي للشباب"، مشيرا إلى أن "60% من سكان المغرب لا يتجاوز سنهم ثلاثين سنة".