حماس تشيع رفات شهداء وتصر على المقاومة

الآلاف شاركوا في تشييع الشقيقين عوض الله في مدينة البيرة
الآلاف شاركوا في تشييع الشقيقين عوض الله في مدينة البيرة (الجزيرة نت)

ميرفت صادق-البيرة

قال رئيس المكتب السياسي لحركة المقاومة الإسلامية (حماس) خالد مشعل إن المقاومة والجهاد هما خيار الحركة وطريق الفلسطينيين في الماضي والحاضر والمستقبل، ودعا رئيس السلطة محمود عباس والفصائل إلى الاستفادة من أجواء المصالحة لبناء إستراتيجية عمل سياسي مشترك.

وتحدث مشعل في كلمة هاتفية خلال تشييع رفات الشهيدين الشقيقين عادل وعماد عوض الله بمدينة البيرة وسط الضفة الغربية، وهما من أبرز مقاتلي كتائب القسام الذراع العسكري لحماس في أواسط التسعينيات.

وأعلنت إسرائيل اغتيال الشقيقين عوض الله في أيلول 1998 وسمحت بتسليم رفاتهما مساء أمس الثلاثاء، إلى جانب الشهيدين عز الدين المصري من حماس وتوفيق محاميد من كتائب شهداء الأقصى، وكلاهما من منطقة جنين شمالي الضفة.

ووصف مشعل الشهداء بالقامات العظيمة، وقال إن "عادل وعماد عوض الله والشهداء لم يكونوا شجعانا فحسب ولكنهم أصحاب عقول آثروا الموت في سبيل الله ومصلحة شعبهم على أي دور آخر"، مبينا أن قضية فلسطين بقيت حية بفضل كوكبة الشهداء الطويلة.

وقال مشعل إن تسليم رفات الشهداء تزامن مع لحظة تاريخية يطوي فيها الفلسطينيون صفحة الانقسام، وشدد على أن عودة رفاتهم بعد 16 عاما من احتجازه تذكر بطريق الجهاد الذي لا طريق آخر سواه.

ووجه مشعل رسالة لحركة التحرير الفلسطينية (فتح) والفصائل قائلا "خيارنا المقاومة، طريقنا الجهاد والبندقية"، مبينا أن حماس إلى جانب ذلك تدعم العمل السياسي والدبلوماسية وملاحقة إسرائيل في المحاكم الدولية والأمم المتحدة.

الشهيدان عوض الله سلم رفاتهما بعد 16 عاما على اغتيالهما (الجزيرة نت)
الشهيدان عوض الله سلم رفاتهما بعد 16 عاما على اغتيالهما (الجزيرة نت)

تشييع
وشارك الآلاف من أنصار حماس في تشييع رفات الأخوين عوض الله بمدينة البيرة واللذين اتهمهما الاحتلال بقيادة ما سمي "عمليات الثأر المقدس" انتقاما لاغتيال المهندس يحيى عياش أواسط التسعينيات.

وهتف أنصار حماس في المسيرة التي انطلقت من مسجد البيرة الكبير باتجاه مقبرة الشهداء "الانتقام الانتقام يا كتائب القسام" دون أي تدخل من قوى الأمن الفلسطينية كما حدث في مسيرات سابقة.

وقالت زوجة الشهيد عماد عوض الله للجزيرة نت إن شعورها وعائلتها مختلط بين الحزن والارتياح حيث عاشت العائلة في انتظار امتد 16 عاما للتعرف على مصيرهما بعد أن رفضت إسرائيل الإفصاح عن تفاصيل اغتيالهما، واعتبرت أن عادل وعماد مبعث فخر لعائلتهم وأبنائهم ولوطنهم بعد أن فديا ديارهم بروحيهما.

وجاء تسليم الأخوين عوض الله والشهيدين المصري ومحاميد ضمن جهود قادتها الحملة الوطنية لاسترداد جثامين الشهداء المحتجزة فيما تسميها إسرائيل "مقابر الأرقام".

وقال منسق الحملة سالم خلة للجزيرة نت إن الحملة استطاعت في الشهور الأخيرة الحصول على قرارات بالإفراج عن 38 رفاتا لشهداء محتجزة منذ سنوات طويلة أفرج الاحتلال عن 29 منها بشكل متقطع على أن يفرج عن البقية خلال الأيام القادمة.

وتقدمت الحملة بـ156 التماسا جديدا للمحاكم الإسرائيلية بأسماء شهداء ما زالت رفاتهم محتجزة ليفرج عنها ضمن دفعات قادمة.

ويبلغ مجموع الشهداء الذين ما زالت إسرائيل تحتجز رفاتهم 252، فيما يظل مصير 65 مفقودا غير معروف لغاية الآن.

وكانت سلطات الاحتلال قد سلمت السلطة الفلسطينية في يونيو/حزيران 2012 رفات تسعين شهيدا احتجزت سنوات طويلة، بينها 18 غير معروفة.

المصدر : الجزيرة