بلحاج: أرفض الديكتاتورية حتى ولو على أساس ديني

epa03961428 Libyan protesters gather during a protest to demand the withdrawal of all armed militias from the capital, Tripoli, Libya, 22 November 2013. A Libyan armed militia group has handed over its positions in the capital Tripoli to the national army on 21 November a week after militiamen killed 47 protesters in the city. Protesters in Tripoli gathered to press on other militias follow suit and withdraw from the capital. EPA/SABRI ELMHEDWI
سلاح المليشيات يلقى رفضا شعبيا في ليبيا ومطالبات جماهيرية بحصر السلاح بيد الدولة (الأوروبية)

نصر الدين الدجبي-طرابلس

اعتبر رئيس حزب الوطن الليبي عبد الحكيم بلحاج أن التوافقات بين الأطراف السياسية التي وقعت في تونس يمكن أن يستأنس بها الليبيون للخروج من أزمة المرحلة الانتقالية الحالية والتجاذبات السياسية السائدة.

وبيّن في حوار مع الجزيرة نت أن صندوق الاقتراع هو الفيصل في حل الخلافات السياسية بين الليبيين، مؤكدا أن حزبه قد رضي بهذه الآلية وسيحترم نتائجها مهما كانت حتى وإن انتصر حزب شيوعي.

وأوضح بالحاج -الذي كان محكوما عليه بالإعدام في عهد القذافي- أن ثورة 17 فبراير كسرت القيود وسمحت للناس بأن يعبروا عن آرائهم، غير أن جزءا من هامش الحرية هذا استغل مناخ الحرية للدعوة إلى أفكار لا تمثل الشعب الليبي الوسطي والمعتدل، حسب رأيه.

ورفض دعوات بعض من سماهم "الشواذ والنشاز" عن المجتمع الليبي الذين يحملون أفكارا متطرفة ومتزمتة تقصي الآخر وتعيد منظومة الاستبداد تحت مبررات جديدة.

وقال بلحاج "نحن قمنا في ليبيا بثورة ضد الديكتاتورية، ولن يسمح بديكتاتورية جديدة تحت أي مسمى حتى لو كان دينيا".

بلحاج أقر بتراجع مكانة حزبه بعد تعرضه لهجمات من المناوئين(الجزيرة)
بلحاج أقر بتراجع مكانة حزبه بعد تعرضه لهجمات من المناوئين(الجزيرة)

الصندوق هو الفيصل
وطالب الدولة بالتصدي لمثل هذه الظواهر، وبين أنه مستعد وحزبه لحمل السلاح عند الضرورة لحماية قيم ومبادئ ثورة 17 فبراير.

واعتبر بلحاج أن الدولة هي الوحيدة التي يحق لها بعد ثورة 17 فبراير أن تملك السلاح لحماية الشرعية، وأنكر على الأفراد أو المجموعات احتفاظها إلى الآن بالأسلحة. يذكر أن سلاح المليشيات يلقى رفضا شعبيا واسعا في ليبيا، ومطالبات بحصر السلاح في يد الدولة فقط.

وفي رده على الدعوات من أن ليبيا تعيش قاب قوسين أو أدنى من حرب أهلية، قال إن الليبيين رفضوا الدعوات للعنف على تنوعها وتعددها، وأكد أن الصندوق هو الفيصل بينهم.

ودعا بلحاج حاملي السلاح الذين يقولون إنهم يحملون السلاح تحت مبرر ديني أو غيره إلى القيام بمراجعات والتثبت ممن يأخذون عليهم دينهم، وطالبهم بالتوقف عن التكفير وممارسة الإقصاء وإلقاء السلاح.

وحمّل بلحاج الحكومات الليبية المتعاقبة فشل إنجاح المسار الانتقالي وضعف هيبة الدولة وانتشار الفوضى.

أصابع الاتهام
وبشأن الاتهامات التي توجه له بالوقوف وراء اغتيالات سياسية في دول مجاورة، أنكر بلحاج أي علاقة له بهذه التهم، وأكد أن من وجهوا أصابع الاتهام له يتواجدون في لجنة الدفاع عنه بعد أن تحدثوا إليه وتأكدوا من براءته.

كما أنكر أي علاقة له بأفكار تنظيم القاعدة كما يروج في كثير من وسائل الإعلام، وبين أنه اضطر لرفع السلاح في وضع محلي ليبي، وأنه الآن مستعد للدفاع عن الدولة المدنية الديمقراطية.

كما أقر بلحاج بتراجع حزب الوطن الذي ستزعمه، وأرجع ذلك إلى الهجمات الشرسة على حزبه، وشيطنة الأحزاب السياسية في ليبيا.

المصدر : الجزيرة