مسيرات منددة بالانقلاب واعتقال متظاهرين بمصر

خرجت عدة مسيرات ليلية في محافظة الإسكندرية وفي الزقازيق بمحافظة الشرقية تندد بالانقلاب في مصر وبترشح وزير الدفاع المستقيل عبد الفتاح السيسي لانتخابات الرئاسة، وذلك عقب فض قوات الأمن بالقوة مظاهرات رافضة للانقلاب يوم الجمعة مما تسبب بسقوط عدد من الجرحى واعتقال 29 متظاهرا، وفق ما أعلنته وزارة الداخلية.

وشهدت محافظة الإسكندرية خروج عدة مسيرات ليلية ردد خلالها المتظاهرون شعارات تندد بالانقلاب وبترشح السيسي للرئاسة، كما رفع المشاركون شارة رابعة وصور الرئيس المعزول محمد مرسي مؤكدين استمرار حراكهم السلمي ضد ما أسموه حكم العسكر.

وطالب المتظاهرون بوقف الملاحقات الأمنية وأحكام الإعدام التي تصدر بحق رافضي الانقلاب. كما نددوا بسياسات الحكومة التي أدت إلى إفقار المواطنين، على حد قولهم.

معارضو الانقلاب أكدوا استمرار فعالياتهم حتى إسقاط الانقلاب (الجزيرة)
معارضو الانقلاب أكدوا استمرار فعالياتهم حتى إسقاط الانقلاب (الجزيرة)

وفي الزقازيق بمحافظة الشرقية تواصلت المسيرات الليلية المناهضة للانقلاب والتي جابت أحياء المدينة. وردد المتظاهرون هتافات تؤكد الإصرار على استكمال أهداف ثورة 25 يناير رغم الأحكام القضائية التي تصدر يوميا بحق رافضي الانقلاب، كما وجهوا انتقادات لاذعة للحكومة.

مظاهرات
وقد خرجت في مختلف المحافظات المصرية أمس مسيرات رافضة للانقلاب رفعت شعارات تندد بما اعتبرته ترديا خطيرا في الأوضاع السياسية والاقتصادية بمصر. وقد تعرض المتظاهرون في أكثر من محافظة -لاسيما في القاهرة والجيزة- لاعتداءات من قوات الشرطة سقط على إثرها عدد من الجرحى.

وفرقت قوات الأمن المصرية مظاهرة معارضة للانقلاب العسكري في محيط المدينة الطلابية لجامعة الأزهر بالقاهرة مستخدمة الغاز المدمع.

وذكرت شبكة رصد الإخبارية أن قوات الأمن اعتدت على طلاب جامعة الأزهر داخل المدينة الجامعية مستخدمة قنابل الغاز المدمع وطلقات الخرطوش لتفريق مظاهرتهم الرافضة للانقلاب ضمن فعاليات جمعة "مصر مش تكية (ليست متكأ)".

وكان التحالف الوطني لدعم الشرعية ورفض الانقلاب قد دعا في بيان أصدره الخميس جموع إلى التظاهر بمختلف أنحاء البلاد تحت شعار "مصر مش تكية"، مؤكدا أن "الحراك الثوري بات يقلق مضاجع أعداء مصر في الداخل والخارج (..)، وباتت مصر على فوهة بركان غاضب لا يعلم أحد متى ينفجر".

وانطلقت بعد صلاة الجمعة مسيرة من مسجد الاستقامة بميدان الجيزة لتجوب شوارع المنطقة، وردد المتظاهرون هتافات منددة بالانقلاب وبترشح السيسي للانتخابات الرئاسية المزمع إجراؤها أواخر الشهر المقبل.

ورفع المتظاهرون خلالها شعار رابعة وصور ضحايا أحداث العنف ضد المتظاهرين والتي أعقبت الانقلاب العسكري، وبلغت ذروتها في مجزرة فض اعتصامي رابعة العدوية والنهضة.

وفي مدينة 6 أكتوبر بمحافظة الجيزة أيضا نظم معارضو الانقلاب وقفة احتجاجية بعد صلاة الجمعة في ميدان الحصري، رافعين شعارات رابعة وصور الرئيس المعزول محمد مرسي.

وردد المتظاهرون هتافات تطالب بإسقاط ما يسمونه "حكم العسكر" وتندد بممارسات وزارة الداخلية، مؤكدين استمرار حراكهم حتى سقوط الانقلاب العسكري.

الإسكندرية والمحافظات
وفي مدينة الإسكندرية الساحلية، خرج المتظاهرون في 16 مسيرة منددين بالنهج الأمني في التعامل مع رافضي الانقلاب، كما ردد المتظاهرون هتافات تطالب بعدم إقحام الجيش في السياسة، وتدعو للعودة إلى المسار الديمقراطي.

وقالت الشرطة إنها فرقت مسيرة في شرق المدينة واعتقلت عشرة متظاهرين.

وفي مدينة دمنهور بمحافظة البحيرة شمالي البلاد، نظم تحالف دعم الشرعية مظاهرة مناوئة للانقلاب جابت شوارع المدينة الرئيسية، وردد المتظاهرون هتافات تندد بترشح السيسي لانتخابات الرئاسة.

أما في محافظة الشرقية (شرق القاهرة) فقد شهدت مدن فاقوس والحسينية وكفر صقر مسيرات وسلاسل بشرية رُفعت خلالها شعارات تندد بترشح السيسي للرئاسة، وتدخل الجيش في الحياة السياسية.

وفي السياق نفسه، أفادت شبكة رصد بانطلاق مسيرة لمناهضي الانقلاب العسكري بمحافظة السويس (شرق العاصمة) من ساحة مسجد المجاهدين في حي الأربعين لتطوف الشوارع الرئيسية للحي وسط هتافات "اثبت يا ريس خليك حديد، وراك يا ريس مليون شهيد".

وحمل المتظاهرون أعلام مصر وصور الرئيس المعزول وشعارات رابعة.

ونظم التحالف الوطني لدعم الشرعية في بورسعيد شرقي العاصمة المصرية مسيرة منددة بحكم العسكر وحكومة الانقلاب. وانطلقت المسيرة من أمام الصالة المغطاة طالب خلالها المتظاهرون بالإفراج عن المعتقلين، ومن بينهم أطفال وطلاب بالمراحل الإعدادية والثانوية وكذلك طلاب بالجامعات.

وأكدوا استمرار مظاهراتهم حتى عودة ما يسمونها "الشرعية" كاملة والإفراج التام عن كافة المعتقلين ومحاكمة المسؤولين عن قتل المعتصمين السلميين، ووقف الملاحقات الأمنية لمعارضي الانقلاب.

يذكر أن السيسي قاد -بمباركة شخصيات دينية وسياسية- انقلابا عسكريا عزل الرئيس المنتخب محمد مرسي وعطل العمل بدستور 2012 وحل مجلس الشورى المنتخب.

وعقب ذلك قتل المئات وأصيب الآلاف في عمليات عنف مورست ضد مناصري مرسي وجماعة  الإخوان المسلمين، وزج بالآلاف منهم في السجون، حسب ما يقول التحالف الوطني لدعم الشرعية ورفض الانقلاب.

وأواخر الشهر الماضي قدم السيسي استقالته من منصب وزير الدفاع، وأعلن ترشحه لانتخابات الرئاسة المقرر إجراء جولتها الأولى يومي 26 و27 مايو/أيار المقبل.

المصدر : الجزيرة