الإعلان عن تأسيس المجلس الإسلامي السوري
دانة عيسى العمري-إسطنبول
أعلن اليوم الاثنين في إسطنبول عن تأسيس المجلس الإسلامي السوري بغرض تكوين مرجعية سنية تجمع الهيئات الشرعية والمنظمات الإسلامية السورية.
وقد اجتمع المجلس السبت في إسطنبول، وانتخب مجلس أمناء من 21 عالماً يرأسهم الشيخ أسامة الرفاعي والشيخ معاذ الخن نائباً للرئيس.
وقال الناطق باسم المجلس الإسلامي السوري فداء مجذوب إن المجلس يُعتبر مرجعية إسلامية لأهل السنة، نافيا أن يكون المجلس جسما سياسيا.
وأوضح مجذوب أن المجلس يضم دعاة وعلماء إسلاميين بأشخاصهم وبالهيئات التي يمثلونها، ولا يضم أي فصائل عسكرية أو جهادية.
وأضاف أن شرعية المجلس تأتي من الشرع الإسلامي الحنيف والشعب السوري المسلم، وليس من أي تجمعات أو تكتلات سياسية أو سيادية أخرى، قائلا إنه لا وجود لأي تنسيق بين المجلس الإسلامي وبين الائتلاف الوطني السوري أو أي تكتلات سورية أخرى.
وحول علاقة المجلس بالطوائف الأخرى في سوريا، قال مجذوب إن المجلس سيعمل على تأكيد صورة التسامح التي عاشتها سوريا منذ 1400 عام من تفاهم وتعايش مشترك بين كافة الأعراق والأديان.
مواجهة التطرف
من جانبه، أكد الشيخ أسامة الرفاعي أنه لا مكان لما سماه الفكر التكفيري داخل سوريا، متهماً دولة الإسلام في العراق والشام بنشر هذا الفكر "لكونها مخترقة من قبل مخابرات النظام السوري والمخابرات الإيرانية والعراقية".
وأكد الرفاعي أن هذا التنظيم وأمثاله يعتبر استثناء لا قاعدة، وأنه لا تغير من تركيبة المجتمع السوري المبني على المحبة.
من جهته، أوضح عضو مجلس الأمناء الشيخ محمد ياسر المسدي أن الوسطية والاعتدال هما ما يميزان الشعب السوري، معتبرا أن "أكثر مزاعم الغرب حول تطرف المعارضة باطلة، وأن أكثر المجاهدين بعيدون عن التطرف والغلو" قائلا إنهم "حملوا السلاح من أجل دينهم وأعراضهم ولم يحملوه سوى بعد أشهر من بداية الثورة التي أصر الشعب السوري على سلميتها قبل أن يلجئهم النظام لحمل السلاح".
واتهم المسدي الغرب بالكيل بمكيالين، واصفا حالة عدم الاكتراث الدولية بأنها ظلم لم يسبق حدوثه، ومشدّدا على أن الفكر الوسطي صمام أمان ضد التطرف.
فخ الاحتكار
وتعليقا على تأسيس المجلس، أعرب المفكر والباحث السوري عبد الناصر عايد عن أمله في أن يساهم في فرض نوع من الاستقرار والسيطرة المجتمعية، قائلا إن ذلك هو ما يحتاجه المجتمع السوري في الوقت الحاضر.
وقارن عايد بين المجلس وغيره من باقي التجمعات والمجالس الأخرى التي أثبتت تأثيرها الإيجابي على المجتمع السوري في أزمته الحالية، ومنها المجالس العشائرية والمجالس والاتحادات المهنية والحرفية.
لكنه حذر من أن يتحول المجلس إلى جهة سياسية تدعي احتكار تمثيل طائفة ما دون الجهات الأخرى، مضيفاً أن كافة التشكيلات الدينية لها دور هام في مواساة الشعب السوري والتخفيف من محنته التي يمر بها.