هدوء بغزة بعد خرق إسرائيلي للتهدئة

Buildings and mosques on the outskirts of Gaza City are seen in this picture taken from the Israel-Gaza Strip border on March 13, 2014
غزة استعادت الهدوء بعد سلسلة من الغارات الإسرائيلية ردا على صواريخ المقاومة (الفرنسية)
undefined

ساد هدوء في قطاع غزة صباح اليوم الجمعة بعدما شن الطيران الإسرائيلي غارات جوية في انتهاك للتهدئة التي تم تثبيتها بوساطة مصرية.

وقال مراسل الجزيرة تامر المسحال إنه لم تحدث غارات إسرائيلية بعد الغارات التي وقعت بعد منتصف الليلة الماضية, واستهدفت مواقع للمقاومة الفلسطينية جنوب وشمال قطاع غزة دون أن تسفر عن إصابات.

وأضاف المراسل أن هناك على ما يبدو اتجاها نحو التهدئة من طرف فصائل المقاومة الفلسطينية ومن الجانب الإسرائيلي.

وتابع أن هناك رغبة لدى فصائل المقاومة الرئيسة بغزة -وفي مقدمتها حركة المقاومة الإسلامية (حماس) والجهاد الإسلامي– ولدى الحكومة الإسرائيلية بعدم الوصول إلى تصعيد عسكري مفتوح.

وكان مراسل الجزيرة قد قال إن الغارات -التي وقعت في الساعات الأولى من صباح اليوم- استهدفت موقعين لكتائب عز الدين القسام الجناح العسكري لحركة حماس، ولجان المقاومة الشعبية في جنوب القطاع غزة, ومقرا أمنيا مدمرا بشمال القطاع، فضلا عن قصف أراضٍ زراعية بالمدفعية.

وقال الجيش الإسرائيلي إنه شن سبع غارات على مواقع فلسطينية في غزة ردا على إطلاق صواريخ منها على الأراضي الإسرائيلية، وكان قد قال قبل ذلك إن القصف جاء ردا على 17 صاروخا أطلقت من قطاع غزة باتجاه البلدات الإسرائيلية المتاخمة للحدود رغم ما نشر عن وساطة مصرية لإعادة تثبيت التهدئة.

تثبيت الهدنة
وقد أعلنت حركة الجهاد الإسلامي أمس الخميس التوصل بوساطة مصرية إلى اتفاق لتثبيت التهدئة السارية منذ نوفمبر/تشرين الثاني عام 2012.

إحدى الغارات الإسرائيلية الأخيرة استهدفت موقع تدريب لكتائب القسام (الفرنسية)
إحدى الغارات الإسرائيلية الأخيرة استهدفت موقع تدريب لكتائب القسام (الفرنسية)

وقال الأمين العام للحركة رمضان شلح إن مسؤولَيْن في جهاز المخابرات المصرية اتصلا بقيادة الحركة لإعادة تثبيت التهدئة التي تتضمن بنودا ينص أحدها على ألا تعود إسرائيل للاغتيالات.

وأضاف في لقاء مع الجزيرة يبث لاحقا أن حركة الجهاد الإسلامي تفضل عدم التصعيد، وتتعاطى بإيجابية مع الجهود المصرية للتهدئة، ولكنه أكد قدرة الفصائل على مقاومة أي اعتداء.

من جهته, قال القيادي الآخر في الحركة خالد البطش إن حركته "ستلتزم بالتهدئة شرط أن يلتزم العدو بتفاهمات التهدئة وعدم خرقه الاتفاق".

وأضاف البطش أن اتصالات أجراها مسؤولو جهاز المخابرات المصرية بهذا الصدد مع حركتي حماس والجهاد الإسلامي في غزة وسط تفاهمات مشتركة على ضرورة تثبيت التهدئة.

لكن المتحدث باسم (حماس) فوزي برهوم أكد للجزيرة أن الوسيط المصري لم يتواصل مع الحركة حتى الآن، قائلا إن الحركة لن تمنع أي فصيل فلسطيني من حق الرد على الاعتداءات الإسرائيلية. من جهته, قال مسؤول في الجيش الإسرائيلي إنه "لا يعلم بأي ترتيب لوقف إطلاق النار".

ووافق أمس المجلس الأمني الإسرائيلي المصغر في تل أبيب على استدعاء جنود الاحتياط المسؤولين عن تشغيل منظومة الدفاعات الأرضية المعروفة بالقبة الحديدية, وذلك بعد تهديدات بالتصعيد أطلقها رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو ووزير خارجيته أفيغدور ليبرمان الذي دعا إلى إعادة احتلال غزة.

وهوّنت حركة حماس مساء الخميس من أهمية التهديدات الإسرائيلية لها، معتبرة أن الأوضاع مرتبطة بمدى التزام إسرائيل بالتهدئة. يشار إلى أن سرايا القدس الجناح العسكري للجهاد الإسلامي أعلنت أنها أطلقت الأربعاء 130 صاروخا وقذيفة ردا على اغتيال ثلاثة من عناصرها في غارة إسرائيلية. 

ردود الفعل
وكان الرئيس الفلسطيني محمود عباس قد أدان أمس التصعيد الإسرائيلي على قطاع غزة، كما أدان إطلاق الصواريخ باتجاه إسرائيل.

كما أدان رئيس الوزراء البريطاني ديفد كاميرون أثناء مؤتمر صحفي مع عباس برام الله إطلاق الصواريخ من قطاع غزة باتجاه بلدات إسرائيلية, وهو الموقف ذاته الذي عبرت عنه مسؤولة السياسة الخارجية في الاتحاد الأوروبي كاثرين آشتون.

وأدانت فرنسا بدورها إطلاق الصواريخ من قطاع غزة باتجاه جنوب إسرائيل، وشددت على نبذ ما سمته الإرهاب بكل أشكاله وتمسكها الدائم بأمن إسرائيل. في المقابل, حمل حزب الله اللبناني إسرائيل مسؤولية خرق الهدنة مع الفلسطينيين في قطاع غزة بغطاء أميركي.

المصدر : الجزيرة + وكالات