تعثر بالمفاوضات السورية وأنباء عن جولة ثالثة

Louay Safi, spokesperson for the Syrian National Coalition, addresses the media after a meeting at the Geneva Conference on Syria at the United Nations European headquarters in Geneva February 12, 2014
undefined

قال لؤي صافي المتحدث باسم الائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة السورية إن مفاوضات جنيف2 متعثرة، وعلى الدول المعنية التدخل لإنقاذها، وفيما تحدثت موسكو عن محاولات لحرف مسار المفاوضات، كشفت مصادر بالمعارضة أن الوسيط الأممي الأخضر الإبراهيمي يعتزم عقد جولة ثالثة من المفاوضات لكنه لم يحدد موعدا لها حتى الآن.

وأضاف صافي في مؤتمر صحفي بجنيف اليوم الجمعة أن تصور المعارضة للانتقال السياسي في سوريا لم يلق أي رد من النظام، مؤكدا أن المفاوضات بين النظام السوري والمعارضة في جنيف وصلت إلى نقطة لا يمكن تخطيها.

وأشار المتحدث باسم وفد المعارضة السوري إلى أن المفاوضات الجارية في جنيف لا تسير في الطريق المرسوم لها نحو تحقيق الحل السياسي الذي قال إنه هو الحل الوحيد للصراع، مؤكدا أن الاعتماد على الحل العسكري لن يؤدي إلا إلى المزيد من الدمار.

وفي وقت سابق رجحت المعارضة أن تنفضّ اليوم الجمعة المفاوضات مع وفد النظام، لا سيما بعد إقرار الموفد العربي والأممي الأخضر الإبراهيمي بعدم إحراز أي تقدم.

وطالب صافي بموقف دولي قوي وواضح ضد تنصل النظام من موافقته على مؤتمر جنيف1، واتهم النظام بمحاولة عرقلة وإفشال المفاوضات والابتعاد عن الحل السياسي.

وأضاف أن المعارضة تعول على تقرير صادق للوسيط الدولي الإبراهيمي سيقدمه للأمم المتحدة ومجلس الأمن الدولي، وتوقع أن يكون التقرير "واضحا ويعطي العالم مجريات ما يفعله النظام ووفده".

وكان مصدر في وفد المعارضة قال في وقت سابق إن "الإبراهيمي قال صراحة في اجتماع اليوم للوفد الروسي إن وفد النظام هو من يعرقل سير المفاوضات".

وكان الإبراهيمي تلقى أمس الخميس وعودا أميركية وروسية بالمساعدة على إخراج المحادثات من الطريق المسدود، وذلك إثر لقاء عقده مع غينادي غاتيلوف نائب وزير الخارجية الروسي، ووندي شيرمان مساعدة وزير الخارجية الأميركي.

وقال الإبراهيمي عقب الاجتماع "قدمت لهما تقريرا مفصلا حول المباحثات التي أجريناها، وما زلنا نجريها مع الطرفين السوريين، (…) وجددا تأكيد دعمهما ووعدا بالمساعدة هنا وفي عاصمتيهما على حلحلة العقد، لأننا حتى الآن لم نحقق تقدما كبيرا".

وتحدث الوسيط الدولي عن صعوبة التوصل إلى قاسم مشترك بين طرفين يخوضان حربا مدمرة أوقعت في حوالي ثلاث سنوات أكثر من 136 ألف قتيل ودمرت البنى التحتية والبلاد وهجرت الملايين.

اتهامات
في المقابل، أعرب فيصل المقداد نائب وزير الخارجية السوري عن أسفه لعدم إحراز أي تقدم في هذه الجولة من مفاوضات جنيف، واتهم المعارضة بأنها "جاءت بأجندة غير واقعية ذات بند واحد ولا يريد الحديث سوى عن الحكومة الانتقالية".

وقال المقداد في مؤتمر صحفي بجنيف اليوم الجمعة إن وفد الحكومة السورية في المفاوضات مستعد لبحث موضوع الحكومة الانتقالية بعد الاتفاق على "مكافحة الإرهاب".

بدوره اتهم وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف المعارضة السورية وبعض الدول المشاركة في مفاوضات جنيف2 بالتركيز على تغيير النظام, وعدم الرغبة في مواصلة التفاوض.

وقال لافروف إن هناك محاولات لحرف المفاوضات في جنيف عن مسارها، وانتقد تركيز المعارضة على تشكيل هيئة الحكم الانتقالي فقط، كما انتقد تصريحات لوفد المعارضة بأن المحادثات لا يمكن أن تستمر إلى ما لا نهاية بعد جولتين فقط منها، معتبرا أن "هذا ليس إيجابيا ولا منطقيا".

اضغط لدخول صفحة الثورة في سوريا
اضغط لدخول صفحة الثورة في سوريا

وفي بكين، قال وزير الخارجية الأميركي جون كيري إن الرئيس باراك أوباما طالب بخيارات سياسية جديدة محتملة في سوريا إثر تدهور الوضع الإنساني هناك.

ولم يتمكن وفدا سوريا الحكومي والمعارض -اللذان عقدا جلسة مشتركة واحدة في الجولة الثانية من مفاوضات جنيف2 التي بدأت الاثنين الماضي وتختتم اليوم- من الاتفاق على جدول أعمال المفاوضات.

ويكمن الخلاف الأساسي القائم منذ بداية الجولة الأولى في يناير/كانون الثاني الماضي في أولويات البحث، بينما تطالب المعارضة بالتركيز على مسألة هيئة الحكم الانتقالي التي تكون لها الصلاحيات التنفيذية الكاملة وتعمل على قيادة البلاد نحو الاستقرار والديمقراطية، يتمسك النظام بأن المطلوب أولا التوصل إلى توافق على "مكافحة الإرهاب" الذي يتهم به مجموعات المعارضة المسلحة.

وفيما تتمسك المعارضة بأنه لا مكان للرئيس السوري بشار الأسد في مستقبل سوريا، يتمسك النظام بأن الحوار حول مستقبل سوريا لا بد أن يكون على الأرض السورية وأن مصير الأسد يقرره الشعب السوري من خلال صناديق الاقتراع.

المصدر : الجزيرة + وكالات