اليمن يحتفل بثورته والحوثيون يرفضون "التقسيم"

Pro-democracy demonstrators hold a Yemeni flag during celebrations to mark the anniversary of an uprising against the regime of former president Ali Abdullah Saleh in Sanaa February 11, 2014. REUTERS/Mohamed al-Sayagh (YEMEN - Tags: POLITICS CIVIL UNREST ANNIVERSARY)
undefined

احتفى اليمنيون اليوم الثلاثاء بالذكرى الثالثة لثورة 11 فبراير/شباط السلمية التي أطاحت بنظام الرئيس المخلوع علي عبد الله صالح.

واحتشد آلاف من المواطنين في ساحة الستين بالعاصمة صنعاء احتفاء بالذكرى، رافعين شعارات تطالب بجعل يوم 11فبراير/شباط عيدا وطنيا، وبمحاكمة الضالعين في قتل الثوار إبان الثورة، كما طالبوا باستمرار الثورة ضد ما أسموه الفساد، وبإسقاط الحكومة التي انبثقت عن المبادرة الخليجية وتشكيل حكومة كفاءات، وبالخروج من التبعية للقرار الإقليمي والدولي.

وشهدت الشوارع الرئيسية في العاصمة صنعاء انتشارا كثيفا لقوات مكافحة الشغب وآلياتها المخصصة لفض التجمعات، كما انتشرت العديد من عربات المياه وحاملات الجند التابعة لقوات مكافحة الشغب، وقوات الأمن الخاصة، بالقرب من الشوارع الرئيسية.

وقد نظم شباب الثورة مظاهرة حاشدة أمام مكتب النائب العام للمطالبة بإقالته ومحاكمة الفساد، ورفع المتظاهرون لافتات وشعارات تندد بما وصفوه تخاذل النائب العام وتقاعسه عن ملاحقة قتلة الثوار والإفراج عن المعتقلين، حيث لا يزال 28 من شباب الثورة ضمن المعتقلين.

وفي تعز مهد ثورة 11 فبراير/شباط، نظمت فعاليات الثورة عرضا وفعاليات حاشدة احتفالا بالذكرى، وردد المشاركون في هذه الفعاليات شعارات تطالب باستكمال الثورة والإسراع في إنجاز أهدافها والانتصار لضحاياها.

‪الشباب أعلنوا أن الثورة ستتواصل حتى تتحق كل أهدافها التي قامت لأجلها‬ (رويترز)
‪الشباب أعلنوا أن الثورة ستتواصل حتى تتحق كل أهدافها التي قامت لأجلها‬ (رويترز)

تواصل الثورة
وقدمت الكيانات الثورية المختلفة استعراضا في أحد الشوارع، وأوقد المحتفلون شعلة الثورة وأطلقوا الألعاب النارية في الهواء، كما طافت في مسيرات بعض أحياء المدينة حتى وصلت ساحة الحرية. وأعلن شباب الثورة أنهم سيواصلون جهودهم السياسية والثورية حتى إقالة من وصفوهم بالفاسدين من أتباع نظام الرئيس المخلوع علي صالح.

كما شهدت مدن ذمار ومأرب وإب والبيضاء مظاهرات مماثلة لإحياء ذكرى الثورة طالبت بإنصاف الضحايا وتحقيق بقية أهداف الثورة السلمية. كما طالب المتظاهرون الرئيس اليمني عبد ربه منصور هادي بالإفراج عن شباب الثورة المعتقلين على ذمة قضايا وصفوها بالكيدية.

ونقلت وكالة الأنباء اليمنية الرسمية عن الرئيس هادي قوله -في مقال افتتاحي نشرته صحيفة "الثورة"- إن الشباب "هم من أطلقوا العنان لإرادة اليمنيين التواقة منذ عقود طويلة لبناء دولة حديثة أكثر عدلا وأمنا ورخاء".

وتحدث هادي في مقاله عن التحديات الكبيرة والمروعة حسب وصفه التي جابهت الوطن في الأعوام الثلاثة، مشيرا إلى أن رأس الدولة يعوّل على الشعب ليكون عونا وسندا لتخطي الصعاب، حسب المصدر نفسه.

وبدأت الاحتجاجات الشعبية ضد نظام الرئيس صالح في 11 فبراير/شباط 2011، وبعد مرور شهور على اندلاعها وقعت الأطراف السياسية في الحكم والمعارضة على المبادرة الخليجية التي بموجبها تشكلت حكومة الوفاق الحالية.

لجنة تحديد الأقاليم المكونة من القوى السياسية أقرت التقسيم السداسي (رويترز)
لجنة تحديد الأقاليم المكونة من القوى السياسية أقرت التقسيم السداسي (رويترز)

اعتماد التقسيم
وعلى صعيد آخر، وافق الرئيس اليمني هادي رسميا أمس الاثنين -إثر إقراره بأغلبية الأصوات داخل لجنة تحديد الأقاليم المكونة من جميع القوى السياسية- على تحويل اليمن إلى دولة اتحادية مكونة من ستة أقاليم، اثنان في الجنوب وأربعة في الشمال.

وأعلن الحوثيون اليوم رفضهم التقسيم الذي أعلنه الرئيس هادي لشكل الدولة الاتحادية، معتبرين أن الصيغة التي اعتمدت تقسم اليمن إلى "أغنياء وفقراء".

ونقلت وكالة الصحافة الفرنسية عن ممثل الحوثيين في الحوار الوطني محمد البخيتي قوله "نرفض (هذا التقسيم) لأنه قسم اليمن إلى فقراء وأغنياء، والدليل على ذلك أن هذا التقسيم أتى بصعدة مع عمران وذمار، والمفترض أن تكون صعدة أقرب ثقافيا وحدوديا واجتماعيا من حجة والجوف".

وصرح الناطق الرسمي باسم حركة "أنصار الله" الحوثية محمد عبد السلام لوكالة يونايتد برس إنترناشونال بأن ممثل الحركة أثناء عملية التوقيع حسين العزي رفض التوقيع عليها، مضيفا أنهم يرون أنها "لا تمثل حلا لا للقضية الجنوبية ولا للقضايا الوطنية العالقة، وقد تم التقسيم وفق هوى سياسي".

وسيكون للحوثيين -وبموجب الصيغة التي أقرت رسميا- وجود كبير في إقليم أزال الذي يضم صنعاء وصعدة (معقل الحوثيين) وعمران وذمار، لكنهم لن يحظوا بمنفذ على البحر من خلال محافظة حجة التي ألحقت بإقليم تهامة، كما لن يحظوا بتأثير على مناطق النفط في محافظة الجوف التي ألحقت بإقليم سبأ.

يشار إلى أن الحراك الجنوبي يعارض بشدة مقترح التقسيم السداسي، ويدعو لتقسيم يقوم على إقليمين، سعيا منه لاستعادة دولة الجنوب التي كانت قائمة قبل توحدها مع الشمال في مايو/أيار 1990.

المصدر : الجزيرة + وكالات