لا تقدم بجنيف والإبراهيمي يواصل المشاورات

أسدل الستار على الجولة الأولى من مفاوضات جنيف2 بشأن سوريا بتأكيد جميع الأطراف أنها لم تحرز تقدما يذكر، ووسط تبادل الاتهامات بين طرفي الأزمة بشأن الفشل، فيما يواصل المبعوث الدولي والعربي الأخضر الإبراهيمي مشاوراته مع الأطراف الدولية المعنية بالأزمة السورية قبل استئناف المفاوضات في 10 فبراير/شباط.

وقد اجتمع الإبراهيمي مساء أمس الجمعة في مدينة ميونيخ بألمانيا، على هامش أعمال مؤتمر دولي حول القضايا الأمنية، مع وزيري الخارجية الأميركي جون كيري والروسي سيرغي لافروف والأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون لبحث نتائج المفاوضات التي جرت في جنيف بين وفدي المعارضة السورية والنظام.

وقبل التوجه لميونيخ قال الإبراهيمي في بيان استعرض فيه حصيلة المفاوضات التي استغرقت عدة أيام، إن ممثلي الحكومة والمعارضة السوريين جلسا معا للمرة الأولى لمناقشة إنهاء الحرب وإيجاد حل سياسي لإنقاذ البلاد. 

وأضاف الإبراهيمي أن الجانبين تواصلا في الأيام الثمانية الماضية في جنيف مباشرة، رغم أن البداية كانت صعبة.

وقال البيان إن الطرفين استمعا بعضهما إلى بعض. ورغم أن الحوار لم يجر بنسق سريع فإنهما تفاعلا بطريقة مقبولة.

وأشار الإبراهيمي إلى أن مسألة إدخال مساعدات إنسانية إلى حمص ومناطق أخرى قد نوقشت، كما نوقشت فكرة وقف القتال في مختلف أنحاء سوريا من أجل إدخال المساعدات إلى المدنيين.

وأضاف أن الطرفين ملتزمان بمناقشة التطبيق الكامل لبيان جنيف1، وقد استعرضا رؤيتيهما لمستقبل سوريا.

وفي ختام البيان قال الإبراهيمي إن مساحة الأرضية المشتركة بين الطرفين في المفاوضات كانت ضئيلة للغاية وربما أقل مما يدرك الطرفان، حسب تعبير البيان.

‪المعلم حمل المعارضة وأميركا مسؤولية فشل محادثات جنيف2 (رويترز)‬ المعلم حمل المعارضة وأميركا مسؤولية فشل محادثات جنيف2 (رويترز)
‪المعلم حمل المعارضة وأميركا مسؤولية فشل محادثات جنيف2 (رويترز)‬ المعلم حمل المعارضة وأميركا مسؤولية فشل محادثات جنيف2 (رويترز)

تصريحات المعلم
من جهته قال وزير الخارجية السوري وليد المعلم في مؤتمر صحفي بجنيف إن المفاوضات لم تحقق نتائج ملموسة خلال أسبوع من الحوار، معتبرا أن سبب ذلك مرده إلى عدم نضج وجدية الطرف الآخر وإلى التدخلات الأميركية.

وأضاف المعلم أن مسألة من يقود سوريا متروكة للشعب السوري، معتبرا أن الأساس في المفاوضات هو بيان جنيف1 بكل بنوده وليس بشكل انتقائي.

وأكد أنه لمناقشة موضوع هيئة الحكم الانتقالي يجب أن تُعرف هوية الطرف الآخر، أهو سوري أم لا؟ لافتا إلى أن مفاوضات جنيف2 كشفت حجم الفجوة بين المعارضة وما يجري على الأرض.

بدوره طالب وزير الإعلام السوري عمران الزعبي بأن يضم وفد المعارضة في الجولة المقبلة من المفاوضات كل أطياف ما وصفها بالمعارضة الوطنية التي "نجتمع معها على حب الوطن ورسم مستقبله".

أما مندوب سوريا في الأمم المتحدة بشار الجعفري فأكد أن وفد الائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة السورية "لا يملك أي إجابة عن شيء وتأتيه قصاصات الورق الجاهزة.. وعندما يخرج عن مضمونها يرتبك.. وبالأمس واليوم اختلفوا فيما بينهم".

‪الجربا أكد التزام المعارضة بتشكيل هيئة حكم انتقالي كامل الصلاحيات‬ (أسوشيتد برس)
‪الجربا أكد التزام المعارضة بتشكيل هيئة حكم انتقالي كامل الصلاحيات‬ (أسوشيتد برس)

إلزام بالتفاوض
في المقابل اتهم رئيس الائتلاف المعارض أحمد الجربا النظام السوري بالسعي لتمرير الجولة الأولى من المفاوضات دون تحقيق أي تقدم.

وأكد الجربا في مؤتمر صحفي في جنيف التزام المعارضة بتشكيل هيئة حكم انتقالي كاملة الصلاحيات.

من جهته رأى المتحدث باسم الائتلاف السوري المعارض لؤي صافي أن التقدم الوحيد الذي حصل في جولة المفاوضات هو "إلزام النظام بالتفاوض ضمن إطار بيان جنيف1″، معتبرا أن "هذا التقدم رغم بساطته حققه صمود الشعب السوري".

وأضاف صافي في مؤتمر صحفي عقده في ختام الجولة الأولى من المفاوضات أنه "لا يمكن التقدم دون تشكيل هيئة الحكم الانتقالي التي تأخذ على عاتقها حل كل الأمور الأمنية"، مشيرا إلى أن "النظام لا يريد حلا سياسيا ولا يريد التقدم نقطة واحدة على طريق إنهاء الأزمة".

وأكد أنه في الجولة القادمة سيكون هناك حديث حول نقل السلطة وإنهاء معاناة الشعب السوري في مواجهة آلة القتل الهمجية. 

اضغط للدخول إلى صفحة سوريا
اضغط للدخول إلى صفحة سوريا

أصدقاء سوريا
من جانبه دافع السفير الأميركي السابق لدى سوريا روبرت فورد عن سياسة بلاده في دعم الشعب السوري، وقال في مقابلة مع الجزيرة في جنيف إن العملية السياسية في سوريا ستكون طويلة ولا بد من الصبر.

واتهم السفير الأميركي النظام السوري بما سماه الهروب إلى الأمام معتبرا اتهام دمشق لبلاده بمحاولة عرقلة المفاوضات بأنها سخيفة.

وقد ألقت مجموعة أصدقاء الشعب السوري -وهي تحالف مؤلف من دول غربية وعربية- بمسؤولية عدم إحراز تقدم في الجولة الأولى على النظام السوري.

وقال المتحدث باسم وزارة الخارجة الأميركية إدغار فاسكيز إن الحكومة السورية "لا تزال تمارس اللعبة نفسها"، في إشارة إلى عدم إعلان التزامها بالمشاركة في الجولة الثانية، خلافا للمعارضة التي أبدت فورا موافقتها.

أما روسيا فقد دعت إلى تعزيز أي اتفاق يتم التوصل إليه بين الوفدين السوريين بقرار من مجلس الأمن الدولي.

وقال غينادي غاتيلوف نائب وزير الخارجية الروسي إن قرار تشكيل حكومة انتقالية في سوريا ينبغي اتخاذه بموافقة السلطات السورية والمعارضة، وإن هذه المسألة ستُبحث في الجولة الثانية من مفاوضات جنيف2.

وتعتبر المعارضة أن الهدف من جنيف2 تشكيل هيئة الحكم الانتقالي التي تضم ممثلين عن النظام وعن المعارضة، مما يعني برأيها تنحي الرئيس بشار الأسد.

في المقابل، يرفض النظام مجرد البحث في هذه المسألة، معتبرا أنه أمر يقرره السوريون عبر صناديق الاقتراع، ويطالب بالتركيز في جنيف2 على مسألة مكافحة ما يسميه الإرهاب في سوريا.

المصدر : الجزيرة + وكالات