يونسكو تدعو لحماية التراث الإنساني بسوريا والعراق

المشاركون طالبوا بمنع تدمير و نهب الآثار في العراق وسوريا
المشاركون في المنتدى طالبوا بمنع تدمير ونهب الآثار في العراق وسوريا (الجزيرة)

عبد الله العالي-باريس

دعت منظمة الأمم المتحدة للتربية والثقافة والعلوم (يونسكو) المجتمع الدولي إلى اتخاذ إجراءات عاجلة لمنع تدمير المزيد من الآثار الحضارية في العراق وسوريا، مطالبة الأطراف المتصارعة في البلدين إلى الامتناع فورا عن استهداف المواقع الثقافية أو استخدامها لأغراض عسكرية.

وطالبت المديرة العامة ليونسكو إيرينا بوكوفا المجتمع الدولي بوضع آليات لوقف نهب القطع الأثرية من البلدين وتسويقها في الخارج.

وأضافت المسؤولة الأممية -خلال منتدى دولي عقد في مقر يونسكو بالعاصمة الفرنسية باريس حول "التراث والتنوع الثقافي المعرضين للخطر في العراق وسوريا"- أن حماية تراث سوريا والعراق ليست "أولوية ثقافية عاجلة"، وإنما هي أيضا "ضرورة سياسية وأمنية".

بوكوفا: حماية التراثين العراقي والسوري أولوية ثقافية وضرورة سياسية(الجزيرة)
بوكوفا: حماية التراثين العراقي والسوري أولوية ثقافية وضرورة سياسية(الجزيرة)

وأوضحت بوكوفا -التي كانت تتحدث أمام جمع يضم مسؤولين سياسيين وخبراء أمنيين ومختصين في صيانة الآثار من مختلف أنحاء العالم- أن هناك ترابطا بين تدمير تنظيم الدولة الإسلامية بعض المعالم الأثرية في البلدين واستهدافه الأقليات الدينية، مشيرة إلى وجود "إستراتيجية تطهير ثقافي مدروسة بعناية وشديدة العنف".

وأكدت مديرة يونسكو -التي زارت العراق بداية الشهر الماضي- أن مقاتلي تنظيم الدولة دمروا مواقع إسلامية ومسيحية ويهودية، مشيرة إلى نسف أضرحة ودور عبادة يعود تاريخ بناء بعضها لأكثر من عشرة قرون.

وشددت على ضرورة تحرك دولي عاجل لمنع الاتجار بالقطع الأثرية التي يتم العثور عليها أثناء عمليات تنقيب غير شرعية في سوريا والعراق، موضحة أن قيمة التحف الأثرية التي نهبت من البلدين بهذه الطريقة تتراوح بين 7 مليارات و15 مليار دولار أمريكي.

واقترحت المديرة العامة ليونسكو العمل على اقناع أطراف النزاع السوري بإنشاء "مناطق ثقافية محمية"، معتبرة أن تجسيد هذه الفكرة يجب أن يبدأ بإنقاذ المسجد الأموي في حلب.

توقيت مناسب
وتحدث في المنتدى المبعوث الدولي إلى سوريا ستيفان دي مستورا، ونيكولاي ملادينوف ممثل الأمين العام للأمم المتحدة في العراق اللذان دعوا إلى حماية التنوع الثقافي والتراث في كل من العراق وسوريا.

آثار الدمار بادية على المسجد الأموي بحلب جراء الحرب (غيتي)
آثار الدمار بادية على المسجد الأموي بحلب جراء الحرب (غيتي)

وأشاد مستورا -في تصريح للجزيرة- بالمؤتمر، معتبرا أنه "ليس مفيدا فحسب، ولكنه جاء أيضا في الوقت المناسب".

وأضاف أن المأساة الإنسانية التي أحدثها الصراع في سوريا والعراق لا يجب أن تطمس الكارثة التي ألحقها القتال بالتراث المعماري والثقافي في البلدين.

ونوه دي مستورا بتوصيات المؤتمر الرامية إلى ممارسة ضغط دولي على الأطراف المتحاربة بغية دفعها إلى تفادي الإضرار بالمعالم والمواقع الأثرية.

أما همام حمودي نائب رئيس مجلس النواب العراقي فأوضح للجزيرة نت أن الندوة أبرزت أهمية تفعيل الآليات التي تضمنتها المعاهدات الدولية المتعلقة بمنع نهب الآثار والاتجار غير الشرعي بها، مشددا على دور الأجهزة الأمنية والدوائر الحكومية في هذا الصدد.

وأشار البرلماني العراقي إلى ما وصفه بإجماع الحاضرين على "ضرورة التصدي تربويا وتعليميا وإعلاميا لثقافة التطرف والإقصاء، وإشاعة روح الأخوة الإنسانية المتسامحة التي تقبل الآخر ولا تلغيه".

المصدر : الجزيرة