العبيدي: أعمال الحرق بديالى ثأرية وليست ممنهجة

قال وزير الدفاع العراقي خالد العبيدي إن أعمال هدم وحرق المنازل والمساجد التي شهدتها عدة مدن بمحافظة ديالى تتعلق بما سماها "قضايا ثأرية قديمة" معتبرا أن هذه الأعمال "ليست ممنهجة".

وأضاف العبيدي -خلال زيارته أمس لمحافظة ديالى- أن ما سماها "عصابات إرهابية منظمة" حاولت الإساءة إلى تجربة ما يعرف بـ"الحشد الشعبي" وهي مليشيات مسلحة تقاتل إلى جانب الجيش العراقي لاستعادة المناطق التي سيطر عليها تنظيم الدولة الإسلامية منذ شهور.

وقد زار الوزير ديالى وبحث مع قادة الأمن هناك تحصين المناطق التي تمت استعادتها مؤخرا من تنظيم الدولة، في حين أعلنت اللجنة الأمنية بالمحافظة أن 97% من مناطقها باتت تحت سيطرة قوات الشرطة العراقية.

محاولة للتهدئة
ونقلت وكالة الأناضول للأنباء عن قائد عمليات دجلة بالجيش العراقي الفريق الركن عبد الأمير الزيدي قوله إن العبيدي "حاول تهدئة مخاوف شيوخ قبائل المحافظة من مليشيات الحشد الشعبي التي تواجه اتهامات باستهداف الدور السكنية للمواطنين ودور عبادة المسلمين السنة".

وكان الزيدي أقر بوقوع ما وصفها بعمليات ثأر وانتقام من مدنيين في عدد من المناطق التي تمكنت القوات العراقية -مدعومة من مليشيات الحشد الشعبي- من استعادتها من عناصر تنظيم الدولة.

واعترف بأن هذه الممارسات ارتكبها مسلحون كانوا يقاتلون مع القوات الأمنية، وأنهم قاموا بذلك كرد فعل على ممارسات سابقة ارتكبها مقاتلو تنظيم الدولة قبل انسحابهم من تلك المدن.

ومن جهته، أكد موفق الربيعي مستشار الأمن القومي العراقي السابق وعضو لجنة الأمن والدفاع بالبرلمان بوجود من سمّاهم السيئين في تنظيمات الحشد الشعبي وفصائل الجيش والشرطة, كما أقرّ في تصريحات للجزيرة بوجود مليشيات بالعراق قال إنها اندمجت في القوات المسلحة لخلق منظومة جديدة أطلق عليها الحشد الشعبي.

وتطلق تسمية الحشد الشعبي على المتطوعين الشيعة الذين يقاتلون تنظيم الدولة، وتحدثت تقارير كثيرة عن تورط عناصر هذا الحشد في ارتكاب تجاوزات عديدة في المناطق التي يعملون بها.

العبيدي اتهم ما سماها
العبيدي اتهم ما سماها "عصابات إرهابية" بالسعي للإساءة للحشد الشعبي  (الجزيرة)

تهديد بقوات دولية
وفي وقت سابق، هدد أربعة نواب بالبرلمان العراقي عن محافظة صلاح الدين (شمال) بمطالبة التحالف الدولي بإنزال قوات دولية للحيلولة دون إطلاق يد "المتطرفين" والمليشيات من الحشد الشعبي والبشمركة (جيش إقليم كردستان العراق).

وطالب النواب، في مؤتمر صحفي عقدوه الأحد في بغداد، بإيقاف "الاعتقالات العشوائية وحرق منازل المواطنين بالمحافظة".

وتأتي هذه المناشدة، بينما أعلنت مصادر في ديوان الوقف السني أن عدد المساجد التي فجرت الأيام القليلة الماضية في ناحيتي جلولاء والسعدية لوحدهما بلغ 13 مسجدا.

بدوره، أفاد ناصر شديد مراسل الجزيرة في أربيل (كبرى مدن كردستان العراق) بأن مليشيات الحشد الشعبي تقوم منذ سيطرتها على مدينة جلولاء بتفجير بيوت العرب السنة بالمدينة بعد أن يفروا منها.

وقبل يومين، اتهمت هيئة علماء المسلمين بالعراق الجيش و"مليشيات الحشد الشعبي" بارتكاب "جرائم وانتهاكات" بمناطق ديالى وصلاح الدين وجرف الصخر وأبو غريب، من تهجير للسكان وحرق للمنازل.

وحملت الهيئة حكومة رئيس الوزراء حيدر العبادي والمليشيات -التي تشكلت بعهد رئيس الحكومة السابق نوري المالكي– والدول والسياسيين والداعمين لعمليات الجيش، ما سمتها المسؤولية التاريخية عن تلك الجرائم.

المصدر : الجزيرة + وكالة الأناضول