تضارب بشأن سيطرة تنظيم الدولة على عين العرب

أكدت مصادر في تنظيم الدولة الإسلامية أن مقاتليه سيطروا على أغلب أحياء مدينة عين العرب  (كوباني) شمالي سوريا، في حين أعلن الجيش الأميركي ومصادر أخرى أن مقاتلي وحدات الحماية الكردية ما زالوا يسيطرون على المدينة، وأن طائرات التحالف الدولي شنت مساء الأربعاء غارات مكثفة على مواقع التنظيم فيها وأوقعت عشرات القتلى.

وقالت مصادر في تنظيم الدولة إن مقاتلي التنظيم يعملون على تمشيط المنازل والأحياء ومداخل ومخارج المدينة قبل الإعلان رسميا عن اكتمال السيطرة عليها.

في المقابل، أعلن الجيش الأميركي أن المقاتلين الأكراد ما زالوا يسيطرون على المدينة، وأن طائرات التحالف الدولي شنت الليلة غارات مكثفة على مواقع التنظيم قرب عين العرب -التي يسميها الأكراد "كوباني"- وأنها دمرت خمس مركبات مدرعة ومستودع إمداد ومركزا للقيادة والتحكم.

بدوره، قال مدير المرصد السوري لحقوق الإنسان رامي عبد الرحمن إن هدوءا حذرا يسود المدينة بعدما تمكن مقاتلو تنظيم الدولة من التقدم باتجاه وسطها، مضيفا أن التنظيم "استقدم تعزيزات عسكرية إلى محيط المدينة شملت جنودا وعربات".

وفي وقت سابق، قال المرصد إن طائرات تابعة للتحالف الدولي نفذت غارات على جنوب شرق مدينة عين العرب وأطرافها الشرقية استهدفت تجمعات لتنظيم الدولة. دون إضافة معلومات عن حجم الخسائر البشرية.

اشتباكات عنيفة
وشهد يوم أمس اشتباكات عنيفة بين مقاتلي وحدات حماية الشعب الكردية وتنظيم الدولة، لا سيما في جهة الشرق بعد هجوم شنه مقاتلو التنظيم لاستعادة الأحياء التي اضطروا للانسحاب منها تحت وطأة الغارات، قبل أن يحققوا تقدما نحو وسط المدينة.

وأوضح المرصد أن الانسحاب جاء ليلا بعد استهداف "مواقعهم الخلفية بالغارات، مما خلف خسائر بشرية في صفوفهم".

وتمكن تنظيم الدولة مساء الاثنين من دخول عين العرب التي يستميت في السيطرة عليها منذ أكثر من ثلاثة أسابيع، بعد معارك ضارية مع المقاتلين الأكراد، وسيطر على ثلاثة أحياء شرق المدينة، وتمركز على بعض الأطراف الجنوبية والجنوبية الغربية قبل أن يعود وينسحب منها.

وبدأ التنظيم هجومه في اتجاه المدينة في 16 سبتمبر/أيلول الماضي، وسيطر على مناطق واسعة في محيطها، حتى فرض عليها حصارا من ثلاث جهات، وتحدها تركيا من الجهة الرابعة. وقتل في المعارك أكثر من أربعمائة شخص من الطرفين -بحسب المرصد السوري- كما نزح الآلاف.

45 قتيلا
وقال مدير المرصد إن غارات التحالف الدولي خلال اليومين الماضيين شملت إطلاق 23 صاروخا، وقتل فيها ما لا يقل عن 45 مقاتلا من تنظيم الدولة.

‪من آثار القصف الجوي لطيران التحالف‬  (رويترز)
‪من آثار القصف الجوي لطيران التحالف‬ (رويترز)

ورغم كثافة الضربات الجوية حول المدينة أعلن المتحدث باسم وزارة الدفاع الأميركية الأميرال جون كيربي الأربعاء أن هذه الضربات لا تكفي لإنقاذ المدينة.

وقال في مؤتمر صحفي إن "الضربات الجوية وحدها لن تتمكن من ذلك ولن تنقذ كوباني"، مشيرا إلى أنه "يجب أن تكون هناك جيوش قادرة، معارضة سورية معتدلة أو الجيش العراقي"، لهزيمة تنظيم الدولة.

وأضاف "نعرف ذلك ولم نتوقف عن تكراره"، معترفا بأنه "ليس لدينا في الوقت الحالي شريك متطوع قادر وفعال على الأرض داخل سوريا، إنها الحقيقة".

جاء ذلك في وقت طلب فيه رئيس إقليم كردستان العراق مسعود البارزاني السماح بعبور قوات البشمركة إلى عين العرب عبر الأراضي التركية.

من جهته، انتقد الرئيس التركي رجب طيب أردوغان الثلاثاء عمليات القصف الجوي التي تقوم بها قوات التحالف الدولي.

المصدر : وكالات